رجاء فرج

 تعتبر العباءة النسائية جزءًا لا يتجزأ من الأزياء الشعبية

 العراقية، وتحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من الجمال والأناقة. قبل الإسلام، كانت النساء في العراق يرتدين العباءة البيضاء، ولكن خلال حقبة العصر العباسي وما تعرضت له بغداد من هزائم على يد المغول، تغير لون العباءة إلى الأسود. ومنذ ذلك الحين، أصبحت العباءة السوداء رمزًا للجاذبية والجمال والأناقة في العراق.

تعد تصاميم العباءة متنوعة وتختلف حسب اختيار كل امرأة. قد تقوم بإضافة تطريزات ملونة على حواف العباءة مثل الغرز والكريستال لإضفاء لمسة فريدة من التميز. عملية خياطة العباءة تعتبر فنًا يتوارثه الأجيال، حيث تعلمه الخياطون والخياطات من أسلافهم.

الخياطة "فاطمة" تقول انها تعلمت خياطة  العباءة يودياً من والدتها وجدتها وعميلة الخياطة يدوياً  متعبة وقد تستغرق عدة أيام  ويجب ان تكون متقنه من حيث القياسات وتدوير القماش وتزيين حافات العباءة  حيث أكدت فاطمة بأنه يجب ان يراعي طول العباءة ويتم قياسها وفقًا لطول المرأة، حيث تكون العباءة طويلة بمقدار ثمانية أمتار إذا كانت المرأة طويلة، وتكون بطول سبعة أمتار إذا كانت متوسطة الطول أو قصيرة.

تتميز العباءة العراقية بوجود أنواع مختلفة من الفاصلات والزينة، مثل شد الورد وحب الفلفل وسن الذهب والشيراز العادي. يفضل الكثير من النسوة استخدام الخيط الحريري أو الكلبدون في تفصيل العباءة. هناك أيضًا موديلات مختلفة للعباءة، بعضها يغطي الرأس ويصل إلى القدمين ويحتوي على أكمام، ويفضلها الكثير من النساء في العراق، خاصةً النساء الكبيرات بالسن، حيث تعكس الوقار والحشمة. هناك أيضًا أنواع أخرى من العباءة التي تُلبس فوق الكتف وترتدي معها حجابًا يغطي الرأس، وتتواجد بعدة ألوان، وتعرف بالعباءة الأسلامية.

تحتفظ العباءة العراقية بمكانتها وشعبيتها على الرغم من التغيرات في الموضة والأزياء. فهي ليست مجرد قطعة ملابس، بل تعبر عن هوية الشعب العراقي وتراثه الغني. تحمل العباءة في طياتها قصصًا رائعة وتعبيرًا عن الأناقة والأنوثة العراقية. تستخدم العباءة في المناسبات الخاصة مثل الأعراس والاحتفالات، وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتراث العراقي.

قد يختلف تصميم وأسلوب العباءة في المناطق المختلفة في العراق. على سبيل المثال في بغداد، تكون العباءة طويلة وتحمل زخارف ملونة على الأطراف، بينما في المناطق الريفية قد تكون العباءة أكثر بساطة وأقل زخرفة.

على مر السنين، شهدت العباءة العراقية بعض التطورات والتحديثات لتتناسب مع الموضة الحديثة.  أي انها تجمع تصاميم معاصرة للعباءة التي تجمع بين الأصالة والحداثة، مع استخدام أقمشة جديدة وألوان متنوعة.

قد تغنى العراقيون في العباءة مثل اغنية "ذبي العباية" وهذه الأغنية تغنى بها العديد من الفنانين وتمجد تاريخ العباءة العراقية وتعكس جمالها وأناقتها وتعبر عن الفخر بالتراث.

وأغنية "يا أم العباية حلوة عباتج" هذه الأغنية الشعبية تمجد العباءة وتصفها بأنها حلوة وجميلة .يعتبر هذا اللحن جزءاً من الذاكرة العراقية. وقد كتب الشعراء العراقيون قصائد عديدة يصفون فيها جمالها وأهميتها الثقافية والأجتماعية …

ومن الأمثال الشعبية …

(الصاحب على الصاحب يبيع عباته ) يستخدم للتعبير على ان مساعدة الصديق لصديقة تستوجب التضحية بأغلى ما يملك المرء .

اذن العباءة العراقية تعكس الفخامة والأناقة وتعتبر رمزًا للهوية العراقية. تستمر النساء العراقيات في ارتداء العباءة بفخر وتقدير، حيث تعتبر جزءًا مهمًا من ثقافتهن وتراثهن.