غياب الحرب لا يعني وجود السلام،كما وأن حالة اللا حرب واللا سلم هي أخطر وأشمل أذىً،قلقاً وخوفاً وتوّجساً من بين كل أشكال وأنواع الحروب،أبتهل من خلال هذا مدخلاً علّه يفضي نحو حيثات ما تمخّض عن إجتماع الهيئة العامة الثاني لمجموعة السلام العربي،الذي أنعقد على مدار يومي 29-30 أبريل/نيسان الماضي في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة،حيث كان لي شرف الحضور وبعض جوانب من مشاركات وإستيضاحات مني بلغت تتناوب و تتقارب مع أهداف المجموعة التي يترأسها الرئيس اليمني الاسبق علي ناصر محمد،فيما يشغل منصب أمينها العام معالي وزير الداخلية ووزير الثقافة الاردنيّة السابق المهندس سمير حباشنة،إلى جنب أسماء وألقاب لشخصيات وازنة في مجالات السياسة وقضايا الفكر ورهط من عقول أكاديمية في شتى شؤون المعرفة وسفراء بارزين عل مستوى بلدانهم ،ما أصبو إليه وأسمو فرحاً وزهواً يخص مبادرة تطبيق إنبثاق مجموعة توالدت من رحم المجموعة الأكبر متبلورةً ومتجوهرة بما سُميّت"مجموعة الشباب للسلام العربي" بمقترح  تفاعلي بنّاء من لدن المفكر الكبير د.عبدالحسين شعبان وهو يترأس اللجنة هذه وبعضوية المحامي الأردني الشاب فهد الحباشنة والباحث في مجال اللاعنف الشاب السوري عمّار علي،فيما أنضمّت اليهم بترشيح من د.شعبان الناشطة المدنية الشابة "رمثه عماد متي توما"من العراق،لتكون أول إمراة تعمل في مجال  نشر ثقافة السلام والحوار والتسامح بإعتماد وسائل سلمية لحل الخلافات ونبذ التعصّب والتطرّف والعنف والإرهاب، وهذه ما جاءت تلخصه الأهداف العامة والاساسية التي أعتمدتها مجموعة السلام العربي منذ تأسيسها عبر إنعقاد مؤتمرها التأسيسي في القاهرة بمقر جامعة الدّول العربية،وبحضور أمينها العام بتأريخ 13-14 تشرين الأول/أكتوبر 2022،وأقرت النظام الاساسي والنظام الداخلي بالتأريخ نفسه،وكانت قد بدأت نشاطها الأول في العام/2008 بعدد من الاجتماعات والمناقشات كهيئة مؤسسة أخذت على عاتقها التحضير للمؤتمر الأول،الذي أنتخب مجلساً تنفيذيّاً أضحى النواة التي منها تفرّعت والتمعت منها توالي إجتماعات وأنشطة كان نصيبي منها حضوري لقاء عمّان في آيار-مايو العام الماضي،وإذ أقف عند الشابة الرائعة"رمثه"-ورمثه معناها باللغة السريانية "العلو أو السمو"- وهي من أهالي مدينة عنكاوا الحبيبة والقريبة على نفسي،إنّما لكي أسجل أعجابي وأعتزازي وفرحي بها لما أبدته من كياسة ولطف وثقة بالنفس وحضور رائق ووعي مسالم ومثقف يليق بسمعة أهلها ومدينتها،ومن ثم بلدها العراق،الذي مثلته  خير تمثيل ضمن ملاك مجموعة الشباب للسلام،التي ستأخذ على عاتقها لوازم التنسيق وأطر التفاعل ونبع الاستفادة من خبرة الأعضاء الكبار والمتمرسين بنهج السلام  سبيلاً لنبذ النزعات المسلحة والحروب الداخلية و الخارجية التي تجتاح دول المنطقة العربيّة،تحية محبة واعتزاز للجميلة والإنسانة الدافئة والرصينة "رمثه"ولوالدها الصديق المهندس عماد متي توما،ووالدتها المُربية والشخصيّة الرياضيّة المعروفة على مستوى العراق السيّدة "بيان صليوة"لحُسن ونبل تربيتهم ورعايتهم لهذه الحمامة والايقونة العراقيّة،التي كانت محط إعجاب وثناء لكل من رأها  وتحدّث معها.

Hasanhameed2000@yahoo.com