الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
في الهواء الطلق أتوجد مؤامرة .. من هو العدو؟
في الهواء الطلق أتوجد مؤامرة .. من هو العدو؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

(الفوضى هي نظام لم تفك شيفرته بعد)  عبارة لفتت انتباهي لشّدة معناها ومغزاها ، بهذا العبارة بدأ الفيلم الاجنبي (العدو) على قناة هي الاولى والمسيطرة على الاعلام.

يتحدث الفيلم عن كيفية السيطرة على الناس (الشعوب) من قبل الدكتاتوريات العالمية المتنافسة والمتحالفة في معسكرات مختلفة او متعددة.

تبدأ السيطرة بخلق حالة من عدم الرضا على الاوضاع العامة في البلد المستهدف وشعبه ، وذلك مسبوقاً بدراسات وبحوث استراتيجية متخصصة لا يخلو منها اي مجال من مجالات العلم والمعرفة لامكانية التحليل النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والتجاري وغير ذلك بكل ما له علاقة مباشرة او غير مباشرة لظروف ومعيشة الشعب المستهدف.

ويتطرق الفيلم الى اساسيات السيطرة المتمثلة بالتجهيل الاجتماعي و تدمير مستوى التعليم و نشر الانحطاط الثقافي وقتل كل ما يمت بصلة الى الاصالة العلمية والثقافية والمعرفية على ان لا يتم ذلك بشكل فاضح وانما على وفق جرعات مدروسة ومحددة مسبقاً وفق تخطيط وبرامج عمل معدة لذلك من قبل كبريات المؤسسات البحثية التي تنفق عليها الدكتاتوريات العالمية مبالغ هائلة تأخذ فيها الحصة الاكبر على الاطلاق في موازناتها المالية.

وتدرك تلك الدكتاتوريات اهمية التحكم بتغذية المعلومات والسيطرة على منابعها ومصادر بثها ، وتعطي للاعلام والاتصال اولوية خاصة لذلك عمدت الى التجديد في وسائل الاتصال وايصال المعلومات بما يتناسب مع تنفيذ مخططاتها التي تبدو ظاهرياً فوضى ، لكنها في الحقيقة نظام لم تفك شيفرته بعد بحسب الفيلم الذي لا يهمني التطرق لابطاله وضحاياه وممثليه ومخرجه ومنتجه لانهم واضحين بالنسبة للمعاين والمتفحص الدقيق ، ذلك المعاين الذي يتحول في الفيلم الى هدف من اهداف منظومة الدكتاتوريات العالمية فيتم التعامل معه بعدة طرق ، اما تهميشه واهماله وعدم ابرازه للواجهة وعدم تقريبه من السلطة وذلك عبر توظيف اناس هامشيون او غير مطلعين وغير راسخين في المعرفة وتسليم السلطة لهم بطرق ممنهجة سياسياً واعلامياً وعبر تمويل مالي مهول من داخل البلد المستهدف نفسه ومن خلال الخيرات المتوفرة لديه كجزء من المخطط الهادف الى تدميره اقتصادياً وربطه بالمديونية للدكتاتوريات العالمية التي ستتمكن من خلالها  ـ اي تلك المديونية ـ من اخضاع البلد وسلطاته ـ اي كانت ـ عبر مواثيق دولية لا يمكن التنصل منها والا فسوف يتعرض البلد الى انهيار اقتصادي وسياسي ومزيد من الفوضى لحين تحقيق الرضوخ.

في كل مجال من مجالات السيطرة هناك تخطيط مسبق للتحكم بها سياسية ام اقتصادية او ثقافية ام تربوية ، زراعية ام صناعية ، تجارية ام اسكانية ، والاهم من تلك جميعاً هو مجال الاعلام كونه الجهة المتسلطة على تحريك الامور والقضايا جميعا بجميع المجالات المذكورة وغير التي ذكرت.

ومن جملة امور التسفيه وهدر الوقت والتسخيف هي المواد التي يتم بثها بالالاف يومياً عبر وسائل ما يطلق عليه بـ (التواصل الاجتماعي) والوسائل الاخرى التي تعد سيف ذوي حدين ، والغالب فيه الحد القاصم لسيطرة التجهيل.

الفيلم طويل ، ليس الفيلم الاجنبي هو ما اتحدث عنه ، بل الافلام المماثلة التي نشاهدها يومياً ونعيش تفاصيلها بشعور ودراية لمخاطرها ام بمشاهدة اعتيادية تنتهي بانتهاء فيلم وبدء فيلم اخر!

هذا ما ننتظر تحليله من محللي سياسة (تالي وكت) الذين لا يتمتعون باسس ومقومات التحليل السياسي الذي ينبني على معرفة ودراية واسعة بتاريخ نشوء الدولة واحزابها وايديولوجياتها ، وبطبيعة موقع الدولة الجغرافي والاقتصادي وما يترابط من مشتركات مع دول الجوار وتاريخها واحزابها ونشوئها وما يترابط من علاقات تلك الدول مع دول العالم والدكتاتوريات العالمية ، على المحلل ان يعرف تاريخ بلده واعلامه ومناضليه الكبار ، عليه ان يعرف ويعرف ويعرف الكثير ، وليست معرفته بتوجهات وارادة الحزب او الجماعة التابع لها سوى جانب من جوانب التبعية ، وليس صعوده (اعلامياً) سوى نتفة من مخططات الدكتاتوريات العالمية وان كانت بشكل غير ملحظ او مباشر ، او ربما هي كذلك ، فلكم الامر ، فمشاهدة ... او قراءة ممتعة.

المشـاهدات 1725   تاريخ الإضافـة 23/05/2022   رقم المحتوى 14413
أضف تقييـم