الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
بلادي إلى أين!؟..
بلادي إلى أين!؟..
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد الأمير كاظم الجوراني
النـص :

طوال شهور والماكنة الإعلامية لأحزاب السلطة والفساد في العراق لم تنفك توعد العراقيين بانتخابات ستكون غاية بالنزاهة.. بعد أن توافقوا وغيّروا مفوضية الانتخابات.. وبعد أن توافقوا وغيّروا النظام الانتخابي السائد منذ 2003.. وبعد أن توافقوا وغيّروا حكومة عادل عبد المهدي ليجيئوا بالكاظمي كأفضل من يسيّر أمور البلاد لحين موعد إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة المنتخبة التي ستولد من رحم تلك الانتخابات.. وبعد صرف ملايين الدولارات المسروقة من قوت الشعب كثمن لدعاياتهم الانتخابية في مختلف الوسائل الإعلامية والإعلانية من أجل ترغيب المواطن العراقي بالمشاركة في هذه الانتخابات.. التي ادعوا أنها ستكون فريدة من نوعها.. والتي من خلالها سيختار المواطن من يمثله خير تمثيل من الحزب الفلاني أو الكتلة الفلانية ليقود البلاد والعباد لبرّ الأمان بعد سنين عجاف من الفقر والجوع والقتل والخوف.. وقاموا بحث جميع العراقيين وفي مختلف وسائل الإعلام على أن لا تفوتهم الفرصة التاريخية في المشاركة في هذه الانتخابات للخلاص من كل سيئات وإخفاقات وفساد الماضي المتمثل بالحكومات السابقة.. وذلك بعد أن استشعرت هذه الأحزاب والكتل الفاسدة اليأس والعزوف الكبيرين من قبل المواطن العراقي عن المشاركة في انتخابات تديرها وتنظّمها ذات الأحزاب الملطخة أيديها بدماء وأموال العراقيين, إذ أضحى أغلب العراقيين بصغيرهم وكبيرهم على يقين تام بأنَّ هذه الأحزاب التي تحثهم على المشاركة الكبيرة في الانتخاب, كاذبة ومراوغة ومخادعة.. بل إنها غارقة بوحل العمالة للخارج حد النخاع.. وهي على استعداد لتقديم العراق وشعبه على طبق من ذهب من أجل مصالح أسيادهم في الخارج..ولكي يثبتوا صحة ادعاءاتهم بنزاهة الانتخابات, وليضمنوا عدم سرقة أصوات ناخبيهم ومريديهم, قاموا بجلب أرقى وأحدث برنامج إلكتروني عالمي يقوم بفرز وعد الأصوات إلكترونياً, بعيداً عن الأيادي العابثة والمنافسة.. ولكي يقوم بإظهار النتائج بوقت قياسي, وبعد انتهاء الانتخابات مباشرةً, ليتسنى تشكيل الحكومة الصالحة المنقذة المرتقبة بأسرع وقت ممكن.. وبالطبع فإنَّ هذا البرنامج قد كلّف خزينة الدولة ملايين أخرى من الدولارات, تضاف إلى ما تم صرفه وتبذيره وسرقته..أقول.. بعد كل هذا وذاك.. وبعد يوم من إجراء الانتخابات.. وإذا بنا نصحو على عويل ونعيق وصراخ الأحزاب الفاسدة.. زاعمين أن الانتخابات قد طالها التزوير.. رافضين نتائجها جملة وتفصيلاً.. والأكثر من ذلك, أنهم دفعوا بمرتزقتهم إلى الشوارع ليتظاهروا ضد نتائج الانتخابات التي سلبت من منهم استحقاقاتهم الانتخابية كما يزعمون.. بعد أشهر قليلة من قمعهم العنيف لتظاهرات الشعب المطالبة بأبسط استحقاقات العيش الكريم!!.واليوم, وبعد مضي قرابة ثمانية أشهر على إعلان نتائج الانتخابات.. لم نرَ أي بوادر تلوح بالأفق لتشكيل حكومة وطنية تلبي مطالب واحتياجات الشعب.. بعد أن وضعت أحزاب وكتل الفساد الخاسرة العصا في العجلة.. راغبين في العودة إلى سلسلة الحكومات التوافقية المحاصصاتية التي تعاقبت على حكم العراقي بعد 2003.. تلك الحكومة التي لم تجلب للعراق سوى الدمار والخراب والويلات والفقر والقتل والجوع والسرقات في وضح النهار.. وهم حتى قبل ساعات من بدء الانتخابات كانوا يصرحون في وسائل الإعلام لا توافقية ولا محاصصاتية بعد اليوم!! كجزء من دعاياتهم الانتخابية..ثمانية أشهر من المفاوضات والمناكفات والمساومات, دون أي مراعاة للوضع المزري الذي يعيشه هذا الشعب المسكين.. ثمانية أشهر وكل منهم يلوّح للآخر بحرق ما تبقى من أرض وشعب العراق.. ثمانية أشهر وكل منهم يرفع لواء الأجندة الخارجية ومصالح الخارج التي يحرص على تنفيذها دون مراعاة لمصالح هذا الشعب الذي ابتُلي بهذه الشرذمة التي لا تعرف من الله والدين والعقيدة والمذهب سوى الأسماء التي تتستر بها لخداع السذج.. ثمانية أشهر والمواطن العراقي الفقير ينتظر ويترقب على أمل أن تتحرك في قلوب هؤلاء الفاسدين العملاء الأجلاف ولو شعرة من الإيمان أو الغيرة أو الوطنية.. ثمانية أشهر والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ينتظر من هؤلاء ولو بصيص من الحل لتمشية أمور هذا البلد.. ثمانية أشهر وهؤلاء العملاء يرقصون على جراح هذا الشعب الذي يئن تحت وطأة الارتفاع الفاحش للمواد الغذائية الأساسية وشبه الانعدام التام للخدمات وأهمها الكهرباء والصحة والتعليم..وفي اعتقادي أنَّ الصبر على هؤلاء لن يطول.. سواء من جانب الشعب, أم من جانب المجتمع الدولي.. وهناك الكثير من المؤشرات التي تدل على ذلك.. ومن أهمها تقرير بلاسخارت الأخير الذي تلته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. إذ كانت نسبة التشاؤم فيه إلى مديات كبيرة.. فقد وصفت هؤلاء الشراذم المتسلطون بأنهم لا يأبهون لما يجري على الشعب العراقي من ضغوط معيشية.. وأنهم غير مستعدين للتنازل عن حصصهم في الكعكة العراقية لأجل مصلحة شعبهم.. فضلاً عن مسايرتهم ومجاملتهم بل رضوخهم وتنفيذهم لأجندات الخارج الساعية لتدمير هذا البلد..واستناداً إلى كل ما تقدم.. أقول: إلى أين سيذهب بك هؤلاء الأوباش يا بلدي الحبيب.. أإلى الاقتتال والتناحر؟؟.. أم إلى التقسيم والتفكيك؟؟.. أم إلى الوصاية الدولية التي قد تُعيد الاحتلال من الباب الأوسع؟؟..

 

 

المشـاهدات 378   تاريخ الإضافـة 24/05/2022   رقم المحتوى 14423
أضف تقييـم