أضيف بواسـطة addustor

اتجول في شوارع بغداد والمحافظات واشاهد حجم الاستخدام التعبوي لصور الشهداء وضحايا مواجهة الإرهاب ، وضحايا العنجهية الامريكية في العراق ، واستذكر جميع مواقف المروجين والناشرين وتحول علاقاتهم مع المحتل الى مناطق عنفية تارة ، وراضخة تارة أخرى .

في العراق لدينا طبقة سياسية تلعب باوراق العاطفة ، ولا تجمع بين منطقتين ، الجمهور الراكض نحو العاطفة ، والوجود المحتل وتغيير استراتيجية التعامل معه ، شتان بين المنطقتين ، حيث ان عاطفة الجمهور تنجذب وبشكل سريع جداً نحو الماكنة الإعلامية التي تستخدمها بعض الأحزاب التي تسعى للتواجد على سطحازمشهد السياسي ، وليس لديها وسيلة سوى تأجيج المواقف تجاه المحتل الأمريكي ، وإشاعة الفوضى الخلاقة من فساد وتقصير خدمات وتأسيس أزمات ، وصناعة أعداء .

من جانب اخر فان هذه الأحزاب ذاتها التي تتارجح وربما تتسلى في الرقص مع الافاعي حين تستبدل البندقية المؤجرة لمواجهة المحتل الى وصايا استسلام واضحة ، بيد انها خلف الكواليس ، معتقدة ان الجمهور الموازي والمناهض والموالي لم يلاحظ كمية النفاق الكبيرة التي ملأت مشهد المواجهة مع المحتل ، لمجرد انهم توهموا بالاستحواذ على السلطة ، وأقول توهموا ، لأن السلطة تعبر دائما عن القرار ، وحيث لا قرار واضح لهذه الأحزاب المتحولة ، تراها تمعن في ظلم ذوي القربى من الجماهير الراكضة والمعارضة ضمن الاطار الوطني والمذهبي.

بل انها تتعدى حدود مسؤولياتها ، وبدلاً من ان تحافظ على الامن في البلاد تراها تنتج الاحتقان ، وتؤثث للفوضى ، وتحاول تأسيس مناطق رخوة ، تجعلها مثابة لها في حال استفحال كشف الفشل الذريع الذي تقترفه.

لذلك فانهم انما يسرقون دماء الشهداء في معركة التصدي للارهاب ، ويستثمرون بالمغدورين منهم في المواجهة مع المحتل الأمريكي ، او لنقل الصديق السري الذي لا تعترف هذه الأحزاب بصداقته ،

نعم انهم يسرقون الدماء بعدما اكتشفوا ان سرقة الأموال ليس من الممكن ان يحاسبوا عليها ، وان سرقة الابداع وتحويله الى جهل ، أيضا ليس هناك من يكتشفه ويحاسبهم عليه ، وانهم سرقوا الأمان من جغرافية الوطن ، حسب تخطيط مذهبي ، ولم ينالوا عقابهم ، بل ليس هناك من يحقق بوقاحتهم ، لذلك لم يجدوا مشكلة في التحول الى سرقة الدماء ، كي يديموا بقاءهم على سطح المشهد السياسي ، وسيطرتهم على سدة القرار التشريعي في البرلمان ، ولكنهم ان فتحوا جبهات مع المرجعية في النجف ، ومع الأطراف الرافضة لوجودهم ، والاصوات المناهضة لحكمهم ، فانهم بلا شك سيؤسسون الى فوضى عارمة قد تكون هي مفتاح بقائهم على سطح المشهد ، حيث سيسيل مزيد من الدماء ، وهي فرصتهم بالاستثمار من جديد.

اكاد اجزم ان سرقة الدماء قد تنطلي على التابعين لهم، والمستفيدين من وجود الأحزاب السارقة للدم ، بيد ان وسائل التواصل الوطنية التي تتواشج يوما بعد اخر ستفضح اطماعهم ، وسيكتشف العراقيون الاحرار منهم فقط ان هذه الأحزاب لا تمثل مذهبا ، ولا تمثل شريحة ولا تنتمي الى عقيدة بل ان مذهبها هو الحكم وشريحتها هي والاستحواذ وعقيدتها في إشاعة الجهل كي يسود صاحب السلطة، فالمعرفة تضر بصاحب السلطة ، ويسعى دائما الى تأسيس الجهل والتبعية وتأجير العقول ، وهذه هي المهن الرائجة في الوطن الضائع بين تطبيق أوامر من الخارج ، والامعان بالكذب المتقن .

المشـاهدات 332   تاريخ الإضافـة 28/03/2023 - 00:40   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 17:16   رقم المحتوى 17588
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016