حوارات مع مخرجي السينما الكوردية (1) |
سينما |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : إعداد: محمد شارمان ترجمة: رويا إسماعيل/النرويج فيما يلي نموذجٌ لتحقيقٍ استقصائيٍّ تمّ إجراؤه مع خمسة عشر مخرجاً سينمائياً كوردياً، ضمن ملفٍ بعنوان السينما الكوردية، قمنا فيه بتجميع ما يقوله المخرجون الكورد الذين توّجب عليهم أن يكونوا مخرجين أحياناً، ومنتجين أحياناً، وحتى موزعين لأفلامهم الخاصة في الكثير من الأحيان، وهم غالباً ما يُحرَمون من الدعم الداخلي، والخارجي في هذا المجال الصعب. لإتمام هذا التحقيق، حاولنا التواصل مع ما يُقارب الأربعين مخرجاً كوردياً لمُقابلتهم، التي نرى أنها توفر بانوراما واسعة لسينمانا الكوردية المُعاصرة، فضلاً عن تسليطها الضوء على مشاكل تسويق السينما الكوردية، بحثها عن المحتوى والشكل، وجهود هؤلاء المخرجين لتجاوز بقايا السينما السياسية، لكن بين من لم يستجيبوا بسبب انشغالهم، ومن لم نتمكن من الوصول إليهم، فقد تلقينا ردوداً من ستة عشر مخرجاً فقط، نشكرهم مجدداً على ردّهم رغم ضغوط العمل التي يواجهونها. بعض المخرجين أجابوا على أسئلتنا الكتابية عبر تطبيق زووم، أو تسجيل الصوت عبر واتساب، وتمّ فك رموز هذه الإجابات من خلال الالتزام باللغة المنطوقة. وكما سيرى القراء، نعتقد أننا خرجنا بنتيجةٍ هامة من هذا التحقيق الذي سيرسم إطاراً واسعاً للسينما الكوردية، ويلقي الضوء على مغامرتها التاريخية، كذلك، بذلنا جهداً خاصاً حتى لا يقتصر التحقيق على المخرجين السينمائيين في شمال كوردستان فقط، فقد شارك في التحقيق العديد من المخرجين الأكراد عامةً، وخاصةً كورد الشتات، وكذلك من جنوب وغرب كوردستان. وإنه لمن دواعي السرور أن تظهر هذه الآراء، والأفكار، والرغبات المشتركة، والرؤى المختلفة المنبثقة من الإجابات المقدمة، للتحقيق المكوّن من ثمانية أسئلة. وهناك نقطةٌ ملفتةٌ للنظر في جميع الإجابات، وهي أن اسم يلماز گونيه، وخاصة فيلمه "Yol" قد ورد في جميع الإجابات تقريباً على سؤالٍ طلبنا فيه اقتراح اسم فيلم له لمجلتنا. إحدى النتائج المُستخلصة من هذا الاستقصاء هو محاولة جميع المخرجين الكورد تقريباً، وبدافعٍ عالميٍّ تحويل كاميراتهم من القضايا الاجتماعية مثل الحدود، والحرب، والصدمات إلى قصص الكورد المنتشرين حول العالم، والذين يعيشون في الشتات. أمّا النتيجة الأخرى لهذا التحقيق الاستقصائيّ عن السينما الكوردية البعيدة عن بعضها البعض من حيث اللهجة، والمسافة؛ ورغم كلّ العوائق التي تتعرّض لها، يمكن القول إنها أحدثت توازناً كبيراً في قواعد قريبة، وهي مُحمّلةٌ بتغييراتٍ جدية، وأفلام إبداعية. أخيراً، نودّ أن نتقدم بشكرٍ خاصّ إلى سنان يوسف أوغلو على شبكته الواسعة، واهتمامه الصادق، ومتابعته الدقيقة للوصول إلى المخرجين، والتواصل معهم بشكلٍ فرديٍّ في إجراء هذه المقابلات، وبدونه لم يكن لهذا التحقيق أن يكون بهذا الشمول، والاتساع. كما قدم كلّ من سرحد سرحدي في النصوص الكرمانجية، والصورانية، وأبو كيران في النصوص التركية مساهماتٍ جادة باهتمامهم، وتحريرهم، واقتراحاتهم الحساسة، ونودّ أن نشكرهم هنا نيابةً عن مجلتنا، ونترككم مع ملف التحقيق. *** بدأت آهو أوزتورك الحاصلة على تعليمها في الفلسفة، والسينما بتصوير فيلمها الوثائقي الأول "Sandık" في عام 2004، وفي عام 2010، شاركت في فيلم "قصص القارص" الذي يتكون من 5 أفلام قصيرة، مع فيلمها "Açık Yara"، وقد عُرِض في مهرجانات دولية، وفي عديدٍ من المدن مثل روتردام، اسطنبول، القدس، سراييفو، وبيروت. وقد أخرجت أوزتورك أول أفلامها الروائية الطويلة "Toz Bezi" عام 2015، وحصل على جوائز في العديد من المهرجانات السينمائية. 1 كيف كانت بدايتك مع السينما، وما الذي دفعكِ إلى صناعة الأفلام؟ حلمتُ بالدخول إلى عالم السينما منذ سنوات دراستي الجامعية، وقتها كنت متحمسةً للخوض في السياسة سينمائيّاً، وكنتُ أنا ومعظم الفنانين الكورد في ذاك الوقت نتشارك الدافع نفسه، باختصار، كان الموضوع هكذا إلى حدٍّ ما، ثم التقيت معMKM (مركز موزوبوتاميا الثقافي) واستمرّ الأمر على هذا النحو. 2 في حين أن عدد المؤسّسات، والمنظمات التي تدعم السينما الكوردية تكاد تكون منعدمة، ما هو نوع المشاكل التي يواجهها المخرجون الكورد في مرحلة الإنتاج، وماذا تقترحين لحل هذه المشكلة، وتحسينها؟ يضطّر المخرجون الكورد إلى صناعة الأفلام في ظلّ ظروف الإنتاج في البلد الذي يتواجدون فيه، ويؤدي هذا بطبيعة الحال إلى آليات الإقصاء السياسي، والرقابة، بما في ذلك الرقابة الذاتية، وغالباً ما يحصل المخرجون الكورد على نصيبهم من معضلة السلطة التي تجد شخصياتهم أنفسها فيها. لذا، ومع الأسف، فإن وجودهم في تلك البلاد، ورحلة أفلامهم متوازيان! ومهما قيل عن السياسة، هناك مسألة الوجود، واللاوجود، والصعوبات التي يدمجونها في سينماهم، ومن وجهة نظري لا أستطيع أن أتوقع خلاصاً خاصّاً للسينما كحلٍّ لهذه المشكلة؛ على العكس من ذلك، إنها حالةٌ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالساحة السياسية نفسها؛ وربما لا توجد سينما عرقية أخرى في العالم متأصلة في وجودها، وسياستها تماماً، وخارج ذلك قد يكون هناك تمويلٌ محليٌّ وما إلى ذلك.. لكنه رُبما يجعل فيلماً أو فيلمين ممكناً، وهو أمرٌ لا يكاد يُذكر. 3 جغرافيا كوردستان المُجزأة تجعل من الصعب جداً على الفيلم الذي يتمّ إنتاجه في أيّ جزء أن يصل إلى الجمهور في الجزء الآخر، ومرةً أخرى، تشكل اختلاف اللهجة بين الكورد أيضاً مشكلةً مهمةً تعترض انتشار الأفلام، فهل يمكننا التحدث عما يجب على المخرجين، والمنتجين الكورد فعله لضمان وصول السينما الكوردية إلى الجمهور خارج المهرجانات؟ هنا يمكن أن نضيف إلى ما قلته عاملاً مميزاً آخراً، فالسينما السياسية بشكلٍ عامّ لا تستطيع أن تلتقي والجمهور خارج المهرجانات، وبعض المنصات الرقمية، والأمر نفسه ينطبق على الأفلام الكوردية، لذلك، أعتقد أن هذه مشكلة عالمية الطابع، وهنا أركز أكثر على مهرجانات الأفلام الكوردية، وبغضّ النظر عن ذلك، يمكن أن تكون حاضرةً في العروض الخاصة في بعض المؤسسات، ويمكن توسيع، ونشر أيام الأفلام الموزعة، أيّ يمكن نشر أفلامنا بالمزيد من الوضوح المؤسّسيّ. 4 ماذا تودين أن تقولي عن الوضع العام للسينما الكوردية، هل تعتقدين أنه يمكننا الحديث عن سينما كوردية تتمتع بصفاتٍ، ولغةً معينة؟ أستطيع أن أقول المزيد عن المخرجين، والأفلام الكوردية في تركيا، أن تكون كورديّاً، وغير كورديٍّ في نفس الوقت، هناك مخرجون يعرفون اللغة الكوردية جيداً، وكذلك أولئك الذين تعلموها لاحقاً مثلي، باعتبارها اللغة السرية للوالدين، ومع ذلك، وبينما نتحدث الكثير من اللغة التركية في حياتنا اليومية، فإن السينما الكوردية تحصل أيضاً على نصيبها من هذا الانقسام، وفي حين أن السينما الوطنية هي أمرٌ يحتاج إلى لغةٍ، ويستلزم وجود قطاعٍ خاص بها من حيث ظروف الإنتاج؛ إلاّ أنه يمكننا الحديث في الغالب عن أفلام المخرجين الذين يبحثون عن تجاربهم الكوردية الخاصة، وهي -وخاصة في المدن الرئيسية- تجارب زلقة، ومنحلة لا يمكن التقاطها، ويحاولون التعبير عن جهودهم لالتقاط هذه التجارب في قطاع لا وجود له. وأعتقد أنه من المثير للجدل ما إذا كان بإمكاننا تسمية هذه التجارب، وكذلك الأفلام التي تحاول التعبير عن الصدمات الاجتماعية، والمليئة بالقصص التي تعيد صدمة المخرج منذ لحظة طرحها للتداول، بأنها مختلفة عن بعضها البعض، من حيث اللغة السينمائية، والتي يتميز بها المخرج في السينما الكوردية. وبينما تذكرنا السينما الكوردية وجوديّاً بالغياب، والفراغ، والحرمان، فإنها تشير أيضاً إلى صدعٍ سياسيٍّ خطير، وأزمات فيما يتعلق بأسبابه، لهذا أرى أنه فيما تحكي الأفلام الكوردية الكثير، فإن غياب السينما الكوردية يحكي الأكثر بكثير. 5. جميع الأفلام الكوردية تقريباً تدور حول قضايا اجتماعية، وسياسية، السينما مثل جميع الفنون الأخرى؛ هي فرعٌ من فروع الفن الذي يعالج المشاكل الفردية، وتنتج أعمال حول هذا الموضوع، في هذا الصدد، ما الذي تودين قوله حول ما إذا كانت المشكلات العالمية، الوجودية، والشخصية للفرد تجد استجابةً كافيةً في سينمانا؟ عندما يُصوَّر الإنسان كشخصيةٍ في الفيلم، يمكن نسجها بطبقاتٍ من الطبقات الاجتماعية، الجنس، البنية العرقية، وبالطبع الديناميكيات الترابطية الخاصة بها، مع تقشير هذه الطبقات، يبدو لي أنه من غير الممكن سرد شخصية مستقلة عن دوائر علاقاتها، وحبكة شخصيتها، إذا حاولت القيام بذلك، فإنك ستنقل للمشاهد مشاعر غير متجسدة، وكأنك لم تروي شيئًا بالفعل. شخصيات أفلامنا ليست مستقلة عن هذا التداخل، ومع ذلك، أفهم ما تعنيه؛ فجميع المشاكل الفردية سياسية بالفعل، ولهذا السبب هي عالمية. 6. هل يمكنك أن تشاركي مع قرّاء مجلتنا خمسة من أفلامك الكوردية المفضلة؟ Put /Yilmaz Guney A little bit of freedom /Yuksel Yavuz Vodka lemon/ Huner Saleem A time for Drunken horses / Bahman Ghobadi Press/ Sedat Yilmaz 7. يحتوي التاريخ الكوردي، والحياة الاجتماعية المُستمرة على أمثلةٍ، وموضوعاتٍ مناسبة جداً لصناعة الأفلام الملحمية، والسير الذاتية، ماذا تودين أن تقولي عن عدم وجود هذين النوعين في سينمانا؟ لدى صانعي الأفلام الكورد العديد من النصوص الجيدة التي يمكن أن تكون أمثلةً على الأنواع التي ذكرتها؛ لكن معظمها لا يمكن تحقيقها بسبب ظروف الإنتاج الصعبة التي ذكرناها، نحن نركز على القصص التي تناسب الميزانية المتوفرة، ولا أعتقد أنني أبالغ إذا قلتُ ذلك. 8. على ماذا تعملين مؤخراً، هل لديك مشروع جديد تشتغلين عليه؟ أعمل على كتابة سيناريو جديد منذ فترة. |
المشـاهدات 158 تاريخ الإضافـة 14/08/2024 رقم المحتوى 51414 |