الأحد 2025/7/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
نيوز بار
حدث ذات ليلة
حدث ذات ليلة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

انور حافظ على

مصر- محافظة قنا

الصوت كان مجلجلا يسري كما اصوات طلقات  الرصاص في الليالي الهادئة يجول كل الشوارع منذ الصباح ، محذرا ومهددا بمنع الخروج من البيوت هذا اليوم وبخاصة في المساء

حيوان شارد اقتحم البلدة ويمثل خطرا علي الجميع

هكذا كان التحذير واضحا ، حادا ، صارما

في المساء كان المشهد قديما ، لكن البطل هذه المرة وجها جديدا  ،

وكانوا هم كما هم ،لا يتغيرون كلما تكررت الحوادث

 حبست النساء اطفالهن في البيوت ،ولكنهن كن ينظرن من خلال فتحات الابواب المواربة  ،

و ظل الرجال كما هم البعض في البيوت يترقبوا ويسترقوا السمع لأي صوت والبعض كانوا أمام الدور ينظرون ويشاهدون علي استحياء ، يعلمون أن الحادثة لن تكون الأخيرة كما لم تكن الأولي ، 

الأوامر الصادرة كانت  قاطعة وحاسمة لا تدع مجالا للحلول الوسطي او التفكير في شيء اخر كالقتل ، صارما كان وهو يؤكد

  • أريده حيا  

كان صوت  الأقدام المتلاحقة يعترض سكون القرية ،هواءها ، نخيلها ، دورها ، صمت ماشيتها ، ظهر هو قادما من بعيد كان  يعدو  منطلقا  أمامهم مخترقا الشارع الرئيسي قاصدا الطريق المؤدي الي النيل وهم خلفة يركضون كانوا جميعهم مسلحين بكل شيء واي شيء كان البعض يحمل العصي والنبابيت ،والبعض عصي من جريد النخيل والبعض الاخر يحمل الطوب والحجارة اصوات  حركات قدمية العنيفة واثار العدو ظهرت في  الجلباب الذي يرتديه حيث تمزقت أجزاءه السفلي  كان واضحا انه جلبابا  باليا من الاساس وقبل المطاردة

ازدادت سرعة انطلاقة ،كان واضحا انه يعلم خارطة البلدة جيدا حيث  يمين القرية صحراء تبدأ من المقابر ، ويسارها تقع مزارع التين الشوكي وكل الحارات تفضي اليهما حيث كانت تبدو  كما الدائرة التي تلتف  حيث لا يوجد بديل ثالث ، رغبته العارمة في النجاة تدفعه للجري الجنوني محاولا الابتعاد والهروب وفي الجانب الاخر كان  حرصهم علي الإمساك به  لا يقل رعبة حيث تزداد خطواتهم حرصا ومكرا  ،

كان رجال القرية عادة ينامون مبكرا وكما حال غالبية اهل القري لا مجال لخروج الأطفال ليلا

" قلت وما ذنبهم إن كان في سبيل للوصول للحق لابد أن نمر بالباطل "

يحيون الان علي الطريقة السمكية ،في البداية كانت ذاكرتهم كما السمكة ينسون سريعا ويصدقون اي كلمات يسمعونها ، ويرددونها عن اقتناع مهما كانت غريبة ، ومع الايام تطورت معيشتهم السمكية فصاروا يعيشون  وربما ينامون وعيونهم مفتوحة أو يمارسون أعمالهم وهم نائمون

أندفع أحدهم فجأة من حارة مجاورة محاولا الامساك به أستطاع بحركة مباغتة ان يتمكن من  التشبث بذراعة الايمن ، أوشك أن يسيطر علية ويوقعه أرضا ، كان باستطاعته هو الآخر الدخول في نزال والمقاومة لكنة قرر الاستمرار في الهرب خوفا من ان يتكاتفوا عليه وكي يستمر  في الركض قرر ترك ذراعة وانطلق يعدو بذراع واحد ، البيوت تجري للخلف هذا بيت عبدالجبار المسيطر بمالة وسطوته علي كل من في القرية ،وهذا  بيت الشيخ حسني ابو اسماعيل شيخ القرية الذي لا يتوقف عن الفتوي والتبرير ، وتقديم الحجج  ، بيت محمد الأخرس  لا ينطق ولا يتحدث فقط يشاهد في صمت  كما غالبية اهل القرية، وهذا بيت جمال العايق وله  من اسمة نصيب في الخيلاء والتباهي ، وذاك منزل حسونة الباشا رجل من زمن فات يحدثهم كيف كان وكانوا  ولكنهم لا يحبون حديثة ولا ذكرياته حيث غالبا لا يحبون مقارنتها بحياتهم اليوم

وهذا بيت التي كانت ذات يوم حبيبة ، بأيهم يحتمي ؟

" زكريا أحتمي بالشجرة قال : انشقي فانشقت ودخل قال : التئمي فأغلقت علية ، لكنهم نشروا الشجرة رأسيا "

لم تتوقف المطاردة وان اختلف التكتيك والايقاع ، خرج أحدهم فجأة من حارة أخري وفي حركة مباغتة أنقض علية ، تشبث بذراعة الأيسر ممسكا به بقوة ، تكرر المشهد السابق ، ترك ذراعة وأنطلق يعدو منزوع الذراعين .

المسافة بينة والنيل بضع أمتار يجتازها ببضع خطوات يدفعها ويقويها الأمل

جدار في آخر الطريق فوجئ به امامة سدا وحاجزا يحول بينة وبين الخلاص  فتحددت أمامه خيارات الاستمرار :

إما أن يحاول تسلق الجدار

او يعدو تجاه اليمين حيث هناك المقابر والصحراء

او يحاول ان ينطلق إلي اليسار حيث مزارع التين الشوكي

أو يباغتهم بالجري في الاتجاه المعاكس   ...  تجاههم

أيقنوا ساعتها أنه واقع لا محاله ، وان الدائرة قد احكمت حلقاتها حوله  ، اللعبة بالنسبة لهم ليست جديدة ولكنها مكرره خاضوها من قبل مرات ومرات  ،

أحاطوا به ، كان يمكنهم التخلص منه الان ولكنهم لم ينسوا الاوامر لابد من إحضاره حيا امتدت أيديهم نحوه ، أوشكوا علي قنصه كفريسة وقعت في شرك الصياد والإمساك به  لحظتها جثا علي الارض كما لو كان قد استسلم لهم ولكنه فجاه انتفض بينهم واقفا وفي لحظة كان قد  طار في الهواء أرتفع ، كانت الحركة مفاجئة اصابتهم بالحيرة والفزع وهم يرونه وقد أرتفع حتي غاب عن الأنظار

من ساعتها وحتي اليوم وهم لا يزالون يبحثون عنه ، ويطيلون النظر الي السماء وهم ينتظرون هبوطه من السماء

لكن صديقي لازال يزعم ويؤكد أن الذين يصعدون إلي السماء ابدا لا يعودون

المشـاهدات 11   تاريخ الإضافـة 19/07/2025   رقم المحتوى 64889
أضف تقييـم