الأحد 2025/7/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 37.95 مئويـة
نيوز بار
سورُ الحينِ العظيم
سورُ الحينِ العظيم
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

رافد عزيز القريشي

 

وراءهُ

كنّا نقفُ،

نَخافُ المدى،

نُفتّشُ عن أوهامِنا

تحتَ غُبارِ النبوءاتْ،

 

وراءَ التوقيتِ

تتدلّى ظلالٌ

تتّكئُ على صمتِ الروايات

وتنقّبُ في سرابِ الغيبِ

عن ملامح

لم تُولدْ بعدْ

 

تهزُّنا

ريحُ الشكوكِ

كأنّ الحقيقةَ

جرحٌ يُخبِّئُ سكّينَهُ في الحنينْ

 

في جهةِ الترابِ الأول :

ينامُ الرُّعاةُ

على وسادةِ آيةٍ

تُباركُ الذبحَ

وتُرتِّلُ أسماءَ الغائبينْ

 

في ظلالِ المرايا المكسورة:

طفلٌ

يُعلّقُ رأسَ إلهٍ

على جدارِ لعبةٍ

ثم يبتسمُ

كأنّ الصراخَ

موسيقى

 

من أيّ جهةٍ

ينبعثُ الوقتُ؟

من ماضٍ تشظّى؟

أم مستقبلٍ يُقايضنا بالخَرَف؟

 

مَنْ نحنُ؟

حفنةُ رمادٍ في فمِ العاصفة؟

أم خطيئةٌ

تبكيها الكتبُ المنسيّةُ

على أرصفةِ الخلود؟

 

وراءَ السورِ

صهيلُ القيامةِ

وأصواتُ أنبياءٍ

أرهقهمُ التأويلُ

فألقوا مفاتيحَهم

في فمِ الغيابْ

 

نحفرُ تحتَ أقدامنا

ندفنُ معنى الوقتِ

بين سؤالٍ:

هل "كان"؟

أم "سيكون"؟

أم إننا هكذا… فقطْ؟

 

لا يقي من الجنونِ

ولا يُنقذُ المدنَ من شهوةِ العدم

 

نقيسُ الحياةَ

بوحداتِ الصّدمةِ

نُصغي إلى نشراتِ العزاءِ

نعدّ قوافلَ الآتينَ من لاشيء

إلى لاشيء،

ونرسمُ ملامحَ العالمِ

من شقوقِ جدراننا

 

كلُّ شيءٍ وراءَهُ

يُكابرُ على نهايتِهِ

حتى الطغاةُ

يدفنونَ التيجانَ في أجسادِ العبيدْ

 

رأيتُ وجهي

على هيئةِ ظلٍّ

يُصلي،

ثم يضحك،

ثم ينهارْ...

 

شممتُ نَفَسًا

لم يُسمِّ نفسه،

لكنّه

كان يشبهُ

الصلاةَ الأولى،

حينَ ارتجفَ الكونُ من شهقةِ النورْ

 

هناكَ،

لم ينطقِ الغيبُ

لكنّه كتبَ اسمي

على ضوءِ قطرةٍ

سقطت من جفنِ الحيرة

 

ربّما،

لم نكن ضالّينَ

بل كنّا نبحثُ

عن نقطةٍ

في خريطةِ الذهول،

تدلّ على بابٍ

يُفتحُ فقط… حين لا نسأل

 

الحينُ

ليس نهايةً

بل غلافُ سفرٍ

لم يبدأ نزيف حبرهُ بعدْ…

المشـاهدات 5   تاريخ الإضافـة 20/07/2025   رقم المحتوى 64907
أضف تقييـم