بلاسم الضاحي

سنتجاهل عموم هذا الشكل التجسيدي ونركز على بؤرة النص البصري التي اعتمدها المنشيء في ايصال المعنى اذ لا شكل بلا معنى ولا معنى بلا شكل ونركز اهتمامنا بالفكرة بغض النظر عن فنية هذا الشكل وان نهتم بآلية ايصال المعنى للمتلقي ..

لماذا اختار الفنان من المربع الهندسي واحد من علامات هذا النص ؟ ولماذا جعل منه بديلا عن الراس ؟ ولماذا وضع بداخلة صورة حمامة ؟ للاجابة عن هذه الاسئلة

اتخذ الفلاسفة والمؤولون من شكل المربع الهندسي ايقونة تدل على مكونات الحياة الاساسية التي هي الماء والهواء والنار والتراب وان المربع الهندسي باضلاعة الاربعة المتساوية الاطوال تشير الى ان مكونات الحياة الاربعة متساوية من حيث القيمة اذ لا يمكن للحياة ان تستقيم وتحيا باستغنائها عن احد هذه المكونات استفاد الفنان حميد شكر في مجسمه هذا من هذا التاويل فوضعه بديلا عن راس مجسمه واضاف الية علامة اخرى ( الحمامة ) التي اتفق على رمزيتها للسلام وبذلك اضاف الفنان عنصرا خامسا لمكونات الحياة لتكون الماء والهواء والنار والتراب والسلام .. اذ لا حياة بلا سلام وقد دعم توجهه هذا بتجسيد جسد انثوي مقابل الحياة لتكمل البديهية التي تقول الحياة ماء وهواء ونار وتراب وسلام .. وعمد المنشيء الى حرف هذا المربع بعض الشيء ليحافظ عل جمالية الصورة واستقبال المتلقي لها بصريا وقد اعطى للحمامة التي احاطها بمربعه (حيوية) بيّنة لاظهار اهمية ما رمزت له اما الشكل الباقي للجسد المُجسد بهذا النصب فهو عبارة عن شكل ساند وداعم لوجستي للفكرة التي رغب الفنان باشاعتها وشكل جمالي ممتع بصريا على اعتبار ان اهمية الجسد البشري تكمن في راسه على ان الراس محطة اشعاع ومكان بث فكري يحتمل الوجهين في مثل هكذا نصوص بصرية تدل على وعي منشئها وعلى قوة بثها بادوات نصية مقروءة تحيل الى معنى منتج .. الفنان حميد شكر يبني شكله على فكرة ذات معنى يرغب بايصالها للمتلقي لذلك يهيء كل اداته وبحولها الى علامات مقروءة بنسب مختلفة حسب ثقافة وقدرة المتلقي الى احالتها من شكل متهيكل جماد الى نص بصري مقروء بعلاماته تقود لمعنى ولا يكتفي بهذا القدر وانما يزيّنه بادوات جمالية اضافية وبحذر كي لا تضر هذه العلامات بالفكرة / المعنى وانما يحيلها الى ادوات بصرية جمالية جديدة  ..