
![]() |
ابيض /اسود الوعي المقدس!! |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
ما بين ظلامية الجهل وتنوير الاديان.. تواصلت في بلاد الرافدين القديمة ثلاثية التخادم بين طوطمية المعبد ومصالح التجار والاقطاع الزراعي وسلطان الحكم.. هكذا سمعنا عن ملحمة الخلود عند كلكامش.. ثم جاءت الاديان السماوية بالتوحيد بعد أن جعل رب العالمين الإنسان في الأرض خليفة وجعل نعمة العقل مناط التكليف الشرعي. ما بين ثوابت الدين الرباني ومتغيرات التفسير بذات مواصفة اعدادات السلطان.. انتجت نماذج متعددة للفرق الدينية كل منها يدعي انها الفرقة الناجية.. في مقابل تصاعد وتائر التوظيف لطبائع الاستبداد بما يشاء السلطان.. وتعامل اهل المصالح من التجار والاقطاع الزراعي بعناوين زعماء القبائل مع ثوابت الدين الرباني بما يفسره وعاظ السلاطين وما يمكن أن يؤثر على الأواني المستطرقة لصيرورة السلطان. ما حصل في مراحل متقدمة من أعمال شركة الهند البريطانية في الشرق الأوسط. انها وضعت أسس توظيف (الجهل المقدس) في تمرير المصالح التجارية ثم الاستعمارية ما بعد الحرب العالمية الأولى ثم الثانية وصولا إلى الحرب الصهيونية العالمية الثالثة لإعادة رسم الشرق الأوسط الجديد. السؤال المقابل.. ما فعلت المرجعيات الدينية بوصفها اللاهوتي المفسر للنص الرباني المقدس؟؟ الخلاصة الأكيدة.. ان هناك خطوط متوازية ما بين نزعة الاستبداد السلطانية بعناوين حداثوية متجددة.. لم تغادر تلك الوظيفة التي كان يقوم رجال المعبد الطوطمي في بحث كلكامش عن الخلود.. فجاءت اغلب المصطلحات الحديثة تتعامل مع الإصلاح.. بانماط مختلفة.. فيما الأصل توفير تلك المبررات للسلطان مرة في التعامل مع الاستعمار المحتل مغولي او عثماني او صفوي ثم بريطاني او صهيوني أمريكي. بعناوين مقدسة من دون أن يكون لهذه التفسيرات قديمها وجديدها ما يوفر مناهج عمل معرفية تغادر طوطمية الجهل المقدس وتمضي نحو تنوير المعرفة.. المعضلة الأكبر.. في تكفير الاخر المختلف وان كان ضمن ذات المذهب.. هكذا صدرت فتوى اغتيال هشام الهاشمي على سبيل المثال لا الحصر. فكم يمكن أن نستخرج من بطون كتب التاريخ أمثلة عن الحشاشين ََ.. وغيرهم من الملل التي تقدس زعامات بشرية او ان تكون هذه الشخوص البشرية الوسيلة امام الله عز وجل. فيما الأصل المعترف به من الجميع ان العقل اساس التكليف الشرعي وليس غيره يوم يفر المرء من اهله إلى الله سبحانه. في مقابل كل ذلك.. بات مطلوبا في عصر الذكاء الاصطناعي.. بروز التجديد في إعادة تكوين ما اصطلح عليه (الوعي المقدس) من خلال الوعي بالاصول الربانية في تطبيقات معاصرة.. بدلا من كثرة الأحاديث التي تحشد العواطف وتبكي العيون في رياء سياسي امام مواكب عاشوراء او مجالس الذكر النبوية .. بات المطلوب من قيادات الإسلام السياسي اطلاق برامج تشاركية تستلهم روح ثورة الحسين عليه السلام.. وترسخ معاني وثيقة المدينة المنورة التي عاهد فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم الاغيار من اليهود والنصارى في السلام المجتمعي.. في مقابل فتنة مفاسد المحاصصة وامراء عوائل الأحزاب والاقطاع السياسي بمفهومي البيعة والتقليد الذي يقوم به ذات الأطراف اليوم وهم يسوقون تفاهات الجهل المقدس.. فقط لشراء ولاء انتخابي يضمن لهم ديمومة مفاسد المحاصصة. وعلى ذات الخط الموازي.. بات مطلوبا من المرجعيات الدينية العليا ليس النصح والإرشاد فحسب.. بل صرخة حق تهز عروش الظالمين.. وتجعل الكلمة الأحق ان تتبع هي التكليف الشرعي في نعمة العقل امام الله عز وجل.. ومن يريد الإصلاح الشامل في النصح والإرشاد عليه ان يعمل في تلك البرامج التشاركية مع جميع فعاليات المجتمع.. للحد من معالم الاستبداد للاقطاع السياسي.. وفتح أبواب متجددة للسلم الاهلي. من خلال ان نبدأ بانفسنا.. كيف اقبل الاخر بروح وثيقة المدينة المنورة.. وليس بمنطق الطائفية المستوردة من مصالح صفوية او عثمانية.. تجعل الصهيونية تتلاعب بقدرات العراق فقط في اللعب على أوتار هذه الطائفية واستغلال اطماع الاقطاع العشائري والسياسي في تنفيذ الاجندة الصهيونية بصمت مطبق فيما صخب الحديث عن الإصلاح او النصح والإرشاد يصم الاذان. وتبرم الشفاه ان هذا وذاك هذه دعواتهم.. فيما الأصل من يقول كلمته من على منابر الإيمان كله ان المشروع الصهيوني لتفيت العراق وجعله مجرد تاريخ بلا جغرافية.. مرفوض.. وان كانت مظاهره بقاء سلطة الحكم لهذا او ذاك.. بعناوين الاغلبية المقدسة!! كل ذلك يؤكد ان الوعي المقدس. يبدأ من الذات. ويبشر به من أصول التربية والتعليم لإنتاج المعرفة بدلا طوطمية الخرافة والتضليل.. فهل هناك من يستجيب.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!! |
المشـاهدات 108 تاريخ الإضافـة 20/07/2025 رقم المحتوى 64916 |