| النـص :
يا حادي العيس ترفق بنا في مسيرِكَ..لقد أَضنى الترحال ظهور هذا القطيع الخانع .فما كل بيداء تفضي لبساتين العذل. وماكل سائق للركب يحمل للناجيين بشائر الربيع.. وهاهو موسم الانتخابات يظرب أطنابه بعيدا مجددا على أرض السواد . فَينبعث فعل الخداعِ المؤسسِ من رماد الوعود السالفة.ليعرف قادة القطيع لحن البؤس المتجدد عَلَى أذان الجمهور المخترق ..لم يكن وصفي لهذا العنوان سوى التمسك بقدرتي حول كشف أَقنعة السراب وأوهام النجاة.فهاهو حادي العيس الذي يقترن بشخص قادة الكتل السياسية المتحكمة في مصير بلد عمره ٧٠٠٠ سنة .نعم أنهم تكاتفوا مع قوى الضلام فجعلت منا قطيعا وجعلوا منهم قاده لهذا القطيع..إِن قادة الكتل السياسية هم من يمثلون هذه الصفة اي حادو العيس في مشهد العراق السياسي فأنهم يقودون قوافل القطيع المذعنة الى مراعي الفتنةوالشحناءوالبغضاء.ويعلمون ان وجهتهم سراب حيث لامرعى ولا واحة ماء. فها هم قادة الاحزاب في كل موسم انتخابي تتوشح وجوههم النحيلة بملامح القديسين المخلصين فيعلنون على المنابر بيانات مزركشة برسوم وشعارات الدين والموعظة الحسنة وتلامس معاناة الناس وتذرف دموع الحنية والخوف عليهم من قوى الشر والظلام المزعومة في الجانب الاخر.لكننا نحن القطيع ندرك جيدا أنهم وجهان لعملة واحده ومع ذلك لن نتعض.. هذا هو حال القطيع..فلا عتب عليك ياحادي العيس..فسر وعين الله ترعاك..أن دِكتاتورية الشر المخفية التي بنيت على أنقاض الثقة.التي اثثت بيتها من صفقات الفساد التي ابرمت في زوايا مضلمة والتي متنت ثقتهم في انفسهم والتي ثبتت اركان المحاصصة الطائفية كأرث شيطاني مقدس يرتدي عبائة النبوة جعلت من الجمهور بيدق في لعبة شطرنج نهايتها كش مات...إذا هذا هو جمهورنا العراقي فهو اليوم يعيش في حالة من اليقين المؤجل .وفي كل مرة تنبعث فيه شعلة أمل ضعيفة ونقول في داخلنا هذه المرة مختلفة.ونصبر ويذهب بعدها املنا كالسراب فيمشي خلف حادي العيس بوله غريزي باحثا عن خلاص ابدي . فقد اصبح هذا الجمهور في هذا المشهد الانتخابي مجرد وقود لشرعنة السطوه المطلقة ويصفق للذين أوغلوا في ظهره خناجر الفساد والخيانة..أيها الشباب المخدوع انت ترى صورة القائد على منصات الدعاية الانتخابية فتتذكر الوعود البائسة في فرص العمل التي تبخرت بعد الادلاء بصوتكم في صناديق الأقتراع .وترى امهاتكم وجوهكم العابسة فتتذكر خطبهم الرنانه والتي تتحدث عن الأمن والأمان وهي تعلم جيدا في داخلها انها تعيش في وطن تتأكل سيادته وتصدأ بمرور الزمن وَتَرَى الأُمُّ وهذا بفعل سيف الشيطان المسلول وَجْهَهُ فَتَتَذَكَّرُ خُطَبَهُ على امنياته التي باتت تكون شبه مستحيلة.ولكن جبروت السلطة والاقصاء الممنهج والاستقطاب الطائفي هما وَلَكِنَّ، جَبْرُوتَ السند والعكاز الذي يعتمد عليه رؤوس الفساد المتمثلة بقائد الإبل او حادي العيس لديمومة مسيرتهم.لقد اصابتنا لعنة التكرار في الوجوه منذ ٢٣ عام .اما ان الاوان ياحادي العيس ان ترشدنا الى مرعى الأحلام أو تتركنا نسير في رحالنا لنترك الله يبارك لنا مسيرنا .اما يكفي قهرا يَا حَادِيَ لقد مرت سنون من المحن وفاضن الكثير من الدماء ومازالت الامور على حالها والنتيجة واحدة إِغْرَاقُ ...لقد اغرقنا في مستنقع المصالح الحزبية الضيقة ولاوجود لاصلاح جذري .فمتى ينفر القطيع عن الحادي الكاذب وخطاه التي تتجه للجحيم.ومتى يرتفع صوت العقل فوق ضجيج الطبل الطائفي. ياترى هل سيضل العراق تحت وطاة دكتاتوريةالشر الفاسدة.هل هؤلاء الزمره الفاسدة ستذهب بنا الى بيداء الجفاف والى واد ليس ذي زرع ولاماء..ام سينهض من بيننا حادي عيس يقود القافلة الى بر الأمان.
|