| النـص :
من المؤسف والمؤلم حقا ان نرى و نسمع يوميا وبمراره من معارفنا واصدقائنا ومن يجمعنا ونلتقي معه في الاماكن العامه وباصات النقل وغيرها من الاماكن انبهارهم واعجابهم ودهشتهم بما شاهدوه او سمعوه من تقدم ورقي ونظافه وامان وصدق لدول زاروها و منها دول تسمى بدول العالم الثالث يفتقر لاغلبها بلدنا مع العلم باننا البلد الاغنى من كل تلك الدول ثروه وحضاره وتاريخ ولكون عراقنا منذ ( 12 ) الف عام كان منارا للعالم بوجوده واضاء معالم الحياه للدنيا بكل اوجهها العلميه والثقافيه والفكريه والادبيه .نتالم عندما نتحدث جميعنا عن نظافه مدن وشوارع تلك الدول ولايمكن مشاهده مواطني تلك الدول من رمي عود ثقاب واحد في مدنهم عكسنا تماما علما باننا نتمسك بكتاب الله الذي هو خير نموذج ورمز للنظافه في حياه البشريه جمعاء وقد اكد تعالى ورسولنا الكريم علينا جميعا ان نكون قدوه في النظافه لان الاسلام نظيف وهذا يعني علينا بانه يجب ان نلتزم بالنظافه ابتداءا من جسدنا الى نظافه دورنا و مدننا وشوارعنا وضروره التزامنا بعدم رمي النفايات مهما كانت في الشوارع والازقه والذي نشاهده اليوم العكس تماما بعدم التزام الاغلبيه المطلقه بنظافه مدننا ونلاحظ عدم مبالات الكثير من رمي النفايات وقناني الماء وغيرها بدون حياء وخجل في اي مكان عام او خاص يعجبه بدون اي وعي والتزام حضاري وثقافي من اجل المحافظه على النظافه .نتالم ونحن نتحدث ونسمع عن التقدم العمراني في تلك الدول ونحن ابناء حضاره وهندسه العماره والبناء منذ الاف السنين واول من استخدم البناء الجاهز وهو الذي بنى وشيد الجنائن المعلقه وبنى زقوره اور وقصر الاخيضر وغيرها .واجدادنا هم اول من علم العالم على علم فن العماره وتطويرها والابداع بها فاليوم مع الاسف الشديد لاوجود لابنيه شاهقه تفرحنا في قلب عاصمه وادي الرافدين وليس باستطاعتنا ان نتباهى بوجود ابراج وابنيه حضاريه نفتخر بها كما هو موجود حاليا حتى في افقر دول العالم وكمثال على ذالك في مدينه دكا عاصمه جمهوريه بنغلادش الفقيره اقتصاديا وماديا والتي تلمس فيها وجود الابنيه التي تفوق اغلب ابنيتها على الخمسين طابق وفيها مشيد مترو تحت الارض منذ اكثر من عقدين ونحن في جمهوريه البترول ووادي الرافدين لانملك بنايه واحده تتعدى الثلاثين طابق والابنيه الموجوده حاليا مثل فنادق الدرجه الاولى فندق الرشيد وبابل وفلسطين والمرديان والتي لاتتجاوز الخمسه فنادق الموجوده في بغداد بنيت في السبعينيات وقد شيده حينها لغرض احتضان رؤساء ووفود قمه دول عدم الانحياز الذي كان مقررا انعقاده في بغداد في تلك الفتره ولولا هذا المؤتمر الذي لم ينعقد حينها بسبب بدء الحرب العراقيه الايرانيه لما كان في عاصمتنا فندق واحد يليق باي انسان بسيط . ومع الاسف الشديد ومنذ عام 2003 لم يتم بناء برج واحد نتباهى به رغم الامكانيات الماديه الكبيره التي دخلت في موازنات السنين التي مضت واما موضوع انشاء مترو بغداد فمنذ اربعين عاما نسمع فقط بانه سيتم اكمال مخططاته ولحد اليوم لا وجود له حتى في الخيال.
علي البياتي
|