الإثنين 2025/12/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
نسخة بعد التصحيح
نسخة بعد التصحيح
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

أنمار مردان

 

-1-

قالَ لي بَدويٌّ:

لَقَدْ قَرأتُ الكَثيرَ عن عَينَيها،

قَرأتُ في عَينَيها رِحلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيفِ،

وَلَبَنَ البادِيَةِ،

وَبُقَعَ الغَيمِ في السَّماءِ.

قَرأتُ كُلَّ صَغيرَةٍ وَكَبيرةٍ،

مِنَ اليَمينِ إلى اليَسارِ،

وَمِنَ اليَسارِ إلى اليَمينِ.

وَا حَسرَتاه!

لَم يَقرَأْ هَذا البَدويُّ أَيَّ شَيءٍ عَلَى الإِطلاقِ،

فَعَيناكِ أَكبَرُ مِنَ البَحرِ بِشاطِئٍ،

وَأَوسَعُ مِنَ الخَيالِ مِنَ الأَلفِ إِلى الياءِ.

 

-2-

لا برهةَ للانتظار،

ساعةٌ قصيرة،

ونظرةٌ طويلة،

وسماءٌ حزينة،

وموجٌ كثيف،

وأنا أمارس الطيران عند حافةِ عينِها اليسرى،

ولم أصلْ إلى الآن.

 

-3-

أكونُ في قمّةِ شراستي،

كي أنسى شيئًا من نظرتها.

أخطفُ ذاكرةً من رأسِ سمكة،

وأتدلّى،

وهي تضعُ ساقَها على الريح.

الريحُ تهدأ،

الريحُ تشتعل،

وتئنُّ من شدّةِ وقوعي مُتيَّمًا،

لتأكلني أنوثتُها العاصفة.

 

-4-

أَنتِ، حِينَ تَفتَرِسينَ آخِرَ نَبضةٍ في صَدري،

أَضَعُ قَلبي بَينَ لَهفَةِ لِقاءٍ عابِرٍ،

وَأُدَوِّنُ لَحَظاتِ غِيابِ وَجهِكِ،

خَوفًا مِن عُبورِ طَيفِكِ صُدفَةً.

فَأَنا مُخلِصٌ لِعَينَيكِ،

حِينَ أَكونُ حَيًّا،

وَحِينَ أَكونُ عَلَى قَيدِ المَماتِ.

 

 

-5-

لَستُ مِنَ الَّذينَ يَرغَبونَ

بِزِراعَةِ أُنوثَتِكِ في الحَدائِقِ أَوِ الأَماكِنِ العامَّةِ،

أَنا حَذِرٌ جِدًّا مِن طُرُقِ الاستِنساخِ،

أُحِبُّ أَن تَكوني نُسخَتي الأَزَلِيَّةَ الَّتي لا تَتَكَرَّرُ.

 

 

-6-

لَم أَكُن مُستَعِدًّا لِلحَربِ هذِهِ المَرَّةَ،

أَو أَن تَدخُلَ في قَلبي أَكثَرَ مِن شَظِيَّةٍ.

كُنتُ جادًّا إِلى دَرَجَةٍ مُخِيفَةٍ،

أَبحَثُ عَن شَظِيَّتِكِ في كُلِّ الأَماكِنِ،

لِأَزرَعَها في جَسَدي،

وَأُطيحَ بِوَجَعٍ شَديدٍ بَينَ شَفَتَيكِ،

مِثلَ وَردَةٍ مَقطوفَةٍ

مِن كُرّاسِ رَسمٍ لِطِفلَةٍ عَمياءَ.

 

 

-7-

أَكرَهُ اللُّغَةَ الأَكّادِيَّةَ،

وَأَكرَهُ السُّومَرِيَّةَ،

وَأَكرَهُ الأَلواحَ الطِّينِيَّةَ،

وَجُمَلَ الاستِفهامِ

وَالجُمَلَ الخَبَرِيَّةَ،

وَأَهرُبُ بَعيدًا عَن أَدَواتِ الشَّرطِ…

لَكِنِّي أَعشَقُ الاستِثناءَ،

لِأَنَّهُ يُشبِهُ نَظرَتَكِ

وَأَنتِ تَضحَكينَ.

 

-8-

 

أنا آخرُ السيّئين على هذه الأرض،

لا يوجدُ سيّئٌ مثلي على الإطلاق.

فتعالي إليَّ

لِنُحَطِّمَ الجدار،

ونُؤَرِّخَ أخطائي السابقةَ، خطأً خطأً، في خَصرِك،

عسى أن تُنجِبي لي شمسًا باردةً أو قمرًا شقيًّا...

المشـاهدات 41   تاريخ الإضافـة 07/12/2025   رقم المحتوى 68677
أضف تقييـم