الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
ملحمة الإمام الحسين ((ع)) عِبرة ، وعَبرة!
ملحمة الإمام الحسين ((ع)) عِبرة ، وعَبرة!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عز الدين المانع
النـص :

يواصل المؤمنون في العراق والعالم الإسلامي إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ..

ولا شك ، إن العلاقة بالحسين الشهيد لم تكن مجرد علاقة عاطفية أو ضمن حدود المودة والحب فقط ، وإنما هي أكبر من ذلك بكثير .. وهذه العلاقة لا تنحصر بالشعائر أو الشعارات والمظاهر الحزينة التي تتسم بها مواكب العزاء فحسب ، وإنما تمتد إلى أعماق الوجدان الإنساني والضمير ..

لقد رسم الحسين عليه السلام وأصحابه وأبناؤه يوم الطف أروع صور الفداء وأكثرها خلودآ في صفحات التأريخ ، وعلقوا على مدى القرون الماضيات لوحات مدهشة ، لا يجيد رسمها إلا إيمانهم بقضيتهم وولائهم لعقيدتهم وإمامهم ودينهم .. وأصبح الحسين رمزآ كونيآ وعنوانآ لمؤلفات كتبها مسيحيون ومندائيون وهندوس .. فلا تزال مقولة ( غاندي ) الهندوسي ماثلة في ذاكرة العالم حين قال : ( لقد طالعت بدقة حياة الحسين شهيد الإسلام الكبير ، واتضح لي إن الهند إذا ارادت إحراز النصر فلا بد لها من اقتفاء سيرته .. وقد علمني الحسين أن أكون مظلومآ لأنتصر ) .. وهكذا كتب العديد من القادة وكبار الباحثين والكتاب والفلاسفة في العالم عن الإمام إبي عبد الله الحسين وملحمته الخالدة ..

وها نحن نحتفي اليوم بهذا الرمز الكبير الذي مرت على استشهاده حوالي ألف واربعمائة سنة .. وهذا الخلود في ذكراه عليه السلام هو أحد معاني الفتح والنصر الذي حققه بثباته وتضحياته وعدم استسلامه لأعدائه .. وسيبقى مدى الدهر خالدآ أبدآ ..

ولا شك إن المغالاة في الشعائر التي تقام بهذه المناسبة إنما تدل على مدى الظلم التأريخي الذي عانى منه العراقيون عبر الأنظمة المتعاقبة التي شهدتها البلاد وهم يستعيدون الواقعة بالأسلوب الفولكلوري الذي تشارك فيه مختلف الطوائف الدينية في عموم البلاد ويستحضرون خلاله معاني الرفض والفداء ..

ولا تزال المرجعية الدينية العليا في النجف توصي خطباء المنبر الحسيني وجميع الأطراف الابتعاد عن أي شحن إعلامي طائفي أو قومي بين مكونات الشعب العراقي ، وتؤكد على الجميع أَن يتحروا الدقة في ذكر الآيات القرآنية ونقل الروايات الشريفة من الكتب المعبرة .. حيث إن عدم التدقيق في مصادر الروايات أو القصص المطروحة يفقد الثقة بمكانة المنبر الحسيني في أذهان المستمعين .. وتواصل الدعوة إلى عدم الخوض في الخلافات سواء في مجال الفكر أو الشعائر ، لأن الخوض في هذه الخلافات يدفع المنبر إلى الانحياز لفئة دون أخرى ، وإلى أثارة فوضى اجتماعية وتأجيج الانقسام بين المؤمنين ..

فلا بد من الاسترشاد بكل ما تطرحه المرجعية الرشيدة من توصيات وإرشادات والالتزام بها وتنقية مراسم العزاء من كل ما علق بها من ممارسات لا تليق بتضحيات بطل الذكرى ، ولا تتواءم مع الأهداف والغايات التأريخية التي تمركزت في وجدان وضمائر البشرية في كل زمان ومكان.

المشـاهدات 400   تاريخ الإضافـة 12/09/2022   رقم المحتوى 15492
أضف تقييـم