في بوست نشره أحد الزملاء قبل أيام أشار فيه لقضية محورية مهمة تتعلق بهيبة الدولة وسمعتها وعدم الانجرار وراء الفئوية والجهوية والطائفية لوصف المنجزات الوطنية التي تعكس صورة العراق دولة وشعباً وتذوب فيها كل الانتماءات الفرعية ومراكز النفوذ وتتماهى في هوية الدولة.

كان الموضوع المطروح يخص تنظيم بطولة خليجي 25 في محافظة البصرة والتي لاقت دعماً وتأييداً وحشداً خليجياً وعراقياً خارجياً ومحلياً، لكن ما سجل على عدد من الجهات المسؤولة عن التجهيز والاستعداد لهذا الكرنفال الرياضي الذي سيعلن رسمياً انتهاء الحظر الموجود على ملاعبنا من قبل الإتحاد الدولي ويعيد العراق إلى دوره الذي شغله طوال عقود مضت تسببت السياسات في التدهور والعزوف والحصار ، بعض المسؤولين او القائمين على مهمة الاستعدادات ما زالوا يفكرون بطريقة ذاتية ضيقة ولا يدركون ان خليجي 25 ونجاحه لا يعني جهة بذاتها او شخصاً مسؤولاً بعينه بل هي مهمة وطنية عراقية خالصة تسهم فيها جميع المؤسسات والأفراد بدور ما كبر او صغر يبدأ برأس الدولة وينتهي باصغر فرد سواء كان موظفاً او مواطناً اعتيادياً لان لكل من هؤلاء مهامه وواجباته ، فالرئيس له دوره وقاطع التذاكر له واجبه ومسؤول اي جهة ذات علاقة تقع عليه مسؤوليات لا يمكن له ان ينسبها لشخصه او لمؤسسته او لحزبه او لطائفته لأنه يعمل هنا بصفته العراقية التي ليس من المقبول تقديم اية هوية او صفة عليها ، فالبطولة هذه الدورة عراقية نجاحها يحسب نجاحاً للعراق واهله ولا احد سيذكر اياً من العناوين والصفات الفرعية التي يريد البعض تقديمها على الأصل الذي يمثل الدولة العراقية بكل مؤسساتها وجهاتها ومسؤوليها وكل شرائح المجتمع بكل انتماءاتهم واصولهم وعروقهم.

المطلوب اليوم هو تغليب صوت الدولة الواحد ، الدولة العراقية التي تمتحن اليوم قدرتها المقترنة بقدرة شعبها ومؤسساتها لانجاح هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة ، كما هو مطلوب ان نقطع الطريق على اصحاب الاغراض السيئة والاجندات المشبوهة الذين يريدون ان يبدو العراق ضعيفاً غير قادر لمجرد انهم يختلفون مع مؤسسة الحكم وافرادها ، هؤلاء اصحاب النفوس المريضة عليهم ان يفرقوا بين العراق الذي يمثل الجميع وبين المسيئين والفاشلين لانهم لا يمثلون إلا أنفسهم .