الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
على ورق الورد وقفة مع الأعمال الفنية في شهر رمضان الماضي
على ورق الورد وقفة مع الأعمال الفنية في شهر رمضان الماضي
فن
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

منذر عبد الحر

 

ها أنا أعود لزاويتي التي أحب لأبثَّ كلماتي محمّلةً على ورق الورد، لتكون شرفات محبة اطل منها، متذوقاً لا ناقداً متخصصاً، على موضوعات فنية، أحاول ان اضيء جوانب فيها مع تأشير بعض الملاحظات التي هي في الغالب تتعلق بالرسائل الفكرية و الإعلامية التي تتضمنها الأعمال المتنوعة التي اتناولها، أما انقطاعي عن التواصل في هذه الزاوية، فهو لسبب أظنه مقبولاً لدى القراء الأعزاء، لأنني آثرتُ أن يشغلها فنان متخصص بفن الموسيقى، وهو المبدع قاسم ماجد، الذي كتب حلقات عديدة وتناول ظواهر موسيقية مهمة، وقد ناقشها بعلمية وموضوعية وحرص، لكنه لم يستمر لأسباب تتعلق بالأمور الفنية للجريدة، وانا إذ أعود هنا لمواصلة الكتابة في هذه الزاوية، فإنني اولاً أوجه الشكر والتقدير و الاعتزاز للفنان القدير قاسم ماجد، واتمنى له مواصلة العطاء والتصدي لتحولات الغناء والموسيقى وأهم السلبيات التي من الممكن أن يؤشرها، وكذلك إبراز النقاط الإيجابية التي يجب أن لا نغفلها وان نشدَّ على أيدي المبدعين الذين أحسنوا واجادوا واخلصوا لمسار الأغنية العراقية والفن بشكل عام.

 

وعليّ أن اعترف هنا بأنني لن استطيع التشخيص الحِرَفي الدقيق، وكما قلتُ فإن اسهامتي هنا هي من باب التذوق اولا والانطباع المبني على هذا التذوق، طالما ان الفنون بعمومها لا تكتمل إلا برجع الصدى حولها من قبل المتلقي، الذي لا يتعامل مع المنجز الفني تعاملاً متخصصاً عارفاً تفاصيل أدواته، بل بالتذوق والتأثر والتفاعل مع العمل سواءً كان درامياً أم غنائيا أم تشكيلياً، وبما أن جريدتنا، لا تختصّ بفئة معينة أو شريحة ما من شرائح المجتمع بل هي موجهة للجميع، لذلك أرى أن ابداء الرأي والحديث عن أي مجال فني، يجب أن لا يدخل بالتشريح الداخلي للعمل، بل بمناقشة قيمته الإعلامية والثقافية والهدف أو الرسالة التي سعى لتحقيقها.

 

ستكون لي وقفات هنا مع بعض الأعمال الدرامية العراقية التي أثارت جدلاً، وبعضها حاولت أن تبث رسائل وأفكاراً مختلفة , بعضها ينطوي على سوء , والبعض الآخر منها ينطلق من حسن نيّة لكنه لا يفلح فنيا في  أداء ما سعى إليه بينما هناك من تقصّد الإساءة للمجتمع حدّ الاستفزاز الذي ولّد رفضاً واستنكاراً , وكما يعلم القارئ العزيز أن مثل هذا التشخيص يقتضي وقفة أطول من وقفتي هنا في زاوية أريدها خفيفة الظل سريعة وهادفة أيضاً , لذلك سأكتفي بملاحظات عامة لتكون نقاط انطلاق أوليّة أحاول تفصيلها في الأعداد المقبلة , وهذه الملاحظات أبتعد فيها عن لغة التخصص والرصد الفني للأعمال الدرامية والبرامج المنوّعة ومقالب الكاميرا الخفية التي عرضت طوال أيام شهر رمضان الماضي  , والملاحظات التي تخصّ الأعمال الدرامية تتضح فيها بشكل واضح أزمة التعامل مع بيئة الحدث , على اعتبار أن العمل الدرامي يتأسس على حكاية تدور أحداثها في المجتمع  العراقي , وفي منطقة محددة , وهذا التحديد يقتضي مستلزمات تتعلق بطبيعة العلاقات الأسريّة أولاً , وكذلك في العلاقات العامة بين أبناء المحلة الواحدة , والعادات والتقاليد التي تميزها عن غيرها , وكذلك الملابس واللهجة والمستوى المعيشي , كل هذه الأمور يجب أن توضع في الحسبان كي يحقق العمل الدرامي حالة اقناع للمشاهد وتعرّفه على البيئة من خلال الملامح التي أشرنا إليها , والتي إن فقدت فإنها ستفقد العمل هويته – وهنا أؤكد أنني ومن خلال متابعتي لبعض الأعمال سأشخص الاخفاقات التي سقطت بها بعض الأعمال - .

 

أما البرامج التي جاء بعضها للتسلية من خلال المواقف والمشاهد الكوميدية , فقد أصبح بعضها مملاً مكرراً غير مقبول من أكثر المشاهدين , وهذا الأمر يؤكد استسهال هذه البرامج والتسرّع بإنجازها كيفما كانت من أجل ملء الفراغ ..

 

أما برامج الكاميرا الخفية , فيذهب البعض منها إلى تقليد الشخص المثير للجدل رامز جلال ....

 

هذه الإشارات , وغيرها في ما يخص الأعمال الفنية التي عرضت في شهر رمضان الماضي سأمرّ عليها مروراً تفصيليا لتأشير ما يمكن من نجاح أو إخفاق    

 

المشـاهدات 248   تاريخ الإضافـة 28/05/2023   رقم المحتوى 22174
أضف تقييـم