** غدت وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاتها او ما يعرف بالاعلام الجديد نقمة لدى من لايفقه و لا يعرف السبل الرصينة لاستخدامها من دون الوقوع في الخطأ او الاساءة او تجاوز المحظورات الشرعية والاخلاقية والاجتماعية وأسوأها السياسية المتعلقة بسمعة المجتمع والبلد والحفاظ عليها.ما من بركة آسنة او حفرة تتوسط شارع او متسول صادته عين الفضول او معتوه خارج دائرة الاهتمام لاسباب شتى او معوز وفقير او مشرد يلتحف السماء ويفترش طريق المارة وسواها من اللقطات اليومية الا وكانت مادة دسمة لمنصات التواصل ليس من اجل ايجاد حلول لها او لمساعدة ابطالها ومد يد العون لهم ، بل لاستخدامها للاضرار بسمعة العراق ومؤسساته واهله بناء على موقف سياسي مسبق من نظام الحكم القائم دون الالتفات الى حجم الاساءة التي تنعكس على تفاصيل الحياة اليومية.

** ما يزيد من اسفنا ان النخب الرافضة لاقحام القضاء في المهاترات او التقاطعات السياسية ، باتت مقتنعة بوجود ما يسمى تأثيراً سياسياً على المؤسسة القضائية قد تدفعنا لمراعاة النوازع السياسية ، وصاروا كلما تم سؤالهم في قضية ما ردوها الى الجنبة السياسية التي يجب الاخذ بها ، مما يجعلنا على قناعة ان المشكلة الحقيقية ليست في القضاء لكن في الطريقة التي نتعاطى نحن بها مع آلياته ، لاننا نحن من يسمح للسياسيين بالتدخل والتأثير دون ردعهم.

** يبدو ان تشرين بدأت تلفظ من ادعى الوصل بها من نخب كانت تسعى لاستخدامها سلماً للوصول الى منافع خاصة او التي دفعت من قبل جهات سياسية لتكون جزءاً منها ، وكلما اقتربنا من موعد الانتخابات ستتضح الصورة اكثر وترفع الحجب عن اسماء لم نكن نتوقعها ـ، بل وربما ستكون مقاطعة الانتخابات نقطة فارقة ستسقط جميع الاقنعة وتتعرى شخصيات ارتدت معطف تشرين.