السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 37.95 مئويـة
الانتاج الافتراضي وصناهة السينما
الانتاج الافتراضي وصناهة السينما
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عقيل توبج

هو تقنية حديثة ابتكرت في مجال صناعة السينما و التلفزيون , وتجمع هذه التقنية بين الواقع الحقيقي والافتراضي من خلال استخدام المعدات والبرامج والتقنيات , لخلق التأثير و البيئة الواقعية , حتى تسمح لصناع السينما و التلفزيون من تحويل العالم الانطباعي الخيالي الى عالم واقعي حقيقي , وتتميز هذه التقنية بالقدرة على تمكين صناع السينما من اجراء تعديلات انية للمشاكل الفورية التي تطرأ اثناء العمل ,ولها القابلية على انشاء البيئة وما تحتويها من مجموعات بزمن قياسي وسرعة فائقة , وبتكلفة اقل من الاعمال التقليدية , ولها القدرة على  خلق اضاءة واقعية ومرنة تسهل التحكم بها من قبل صناع السينما و التلفزيون

في السنوات العشر الاخيرة من القرن العشرين , اصبح صناع السينما يعتمدون على الصور التي تنتج بواسطة الحاسبة (CGI) , من خلال ما وصلت اليه التكنلوجية الحديثة , بحيث صنعت لنا افلام ومشاهد مبهرة وتفوق الخيال

اما في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي و العشرين ظهرت تقنية الانتاج الافتراضي , وهذه التقنية تختلف عن تقنية  الشاشة الخضراء , بحيث كان فريق صناعة الافلام والممثلين يتصورون او يتخيلون في اذهانهم كيف سيكون الشكل النهائي للقطة و المشهد

وتقنية الانتاج الافتراضي لها قواعد قديمة من ثلاثينيات القرن الماضي من خلال تقنية سميت العرض  الامامي و الخلفي (front and rear projection) ويتلخص عمل  تقنية العرض الخلفي (rear projection) انها تتكون من عارضة نصف شفافة يوضع خلفها جهاز يعرض  الصور , بحيث استخدمت  هذه التقنية  في الكثير من مشاهد السيارات ,  وهذا كان سائداً كثيراً في ذلك الوقت, و تتابع لمشهد لشخصية من الامام , ومن المخرجين الكبار الذين استخدموا هذه التقنية   ( الفريد هيتشكوك ) في الكثير من اعماله

اما تقنية  العرض الامامي (front projection  ),وتتلخص فكرة عملها بوجود شاشة عملاقة توضع في خلفية الموضوع المصور لعرض الصور. فقد استخدم هذا الاسلوب المخرج (ستانلي كوبريك ) في فيلم (A Spase Odyssey) عام 2001م . حيث وضع شاشة عملاقة للعرض لتكوين صور نقية جداً  وذات الوان متشبعة , وبهذه المميزات تختلف عن صور العرض الخلفي ذات الكفاءة المحدودة نسبياً في نقاوة والوان الصور

وفي عام 2001 تقريباً بدأ العمل بتقنية (Keyingواستمرت لأكثر من عقدين, وهذه التقنية عبارة عن شاشة خضراء او زرقاء توضع في خلفية الموضوع المصور وفي مرحلة ما بعد الانتاج تزال رقمياً, بحيث اتاحة هذه التقنية لصناع السينما , بإنشاء بيئات صناعية حديثة , ومن سلبيات هذه التقنية , بأنه من الصعب معرفة او تصور الشكل النهائي للقطة , وخاصتاً في حجم وتكوين اللقطة واضاءتها , ولكن في تقنية الانتاج الافتراضي حلت هذه المشكلة

فيلم (Avatar) الجزء الاول اعتمد في اغلب المشاهد على البيئات الصناعية الرقمية , حيث قام المخرج جيمس كاميرون (James Cameron) وفريقه بابتكار نظام  (Simulcam) فكرة عمله الجمع بين اللقطات الحية وصور منتجة او مصنوعة بواسطة الحاسبة , في وقت واحد , وهذه التقنية اعطت مساحة كبيرة لفريق العمل و الممثلين ان يعرفوا كيف يكون الشكل النهائي للمشاهد اثناء التصوير , وهذا الهدف الاول من اهداف الانتاج الافتراضي

وبعد التكنلوجية الحديثة المتطورة في مجال الانتاج الافتراضي وصلنا الى شاشات (LED) , حيث تنصب شاشات عملاقة على جدران الاستوديو, بحيث يقوم المختصون ببرمجة هذه الشاشات لتكوين عوالم ثلاثية الابعاد واقعية , من خلال نظام (Unreal Engine) الذي يستعمل في العاب الفيديو , وفكرة عمله هو استخدام برنامج ذات محرك نانو يقوم باستيراد مصادر الصور الفوتوغرافية الثنائية الابعاد وتحويلها الى ثلاثية الابعاد في البيئة الجديدة , بحيث يكون خلفيات لبيئات ثلاثية الابعاد واقعية او قريبة منها , بجهد اقل من السابق بكثير , والنتيجة ربط الكاميرا الحية التي تصور الشخصيات بشكل تزامني مع الكاميرا الافتراضية  الموجودة في نظام (Unreal Engine) الغاية منه تتبع حركة الكاميرا اثناء عملية التصوير الحقيقي وستقوم الخلفية بتكوين (Parallax) وهو المنظور  الذي ينظم العلاقة بين الكائنات على مسافات متفاوتة على خط الرؤية , مما يساعد الخلفية بالتحرك عندما تتحرك الكاميرا الحقيقية , بحيث يولد الانسجام بين حركتي المقدمة و الخلفية , وان ابتكار (Parallax) مع شاشات (LED) لوضع كل الكائنات ذوات الارواح التي تتحرك والخلفيات الافتراضية تكون وهم  بانهم في مساحة واحدة ,أي زيادة الواقعية للعمل, وهذا ما يميز الانتاج الافتراضي عن طريقة العرض الامامي و الخلفي , حيث الاخير يستعمل كاميرا ثابتة فقط حتى لا تشوه الخلفية

كما تتميز شاشات (LED) في تقنية الإنتاج الافتراضي , بالسماح لمدراء التصوير , بتصوير مشاهدهم من أي زاوية من زوايا الشاشة , وكذلك تحويل أي شاشة عادية الى شاشة بتقنية الانتاج الافتراضي , وبكلفة مادية معتدلة نسبياً , ولقد اصبح الانتاج الافتراضي في متناول اليد , ويستطيع أي فريق عمل الحصول على هذه التقنية مستقبلاً

المشـاهدات 277   تاريخ الإضافـة 31/05/2023   رقم المحتوى 22457
أضف تقييـم