الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
في الهواء الطلق رهانات العشرين سنة القادمة!
في الهواء الطلق رهانات العشرين سنة القادمة!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

الهجوم خير وسيلة للدفاع ، هذه المقولة قد تصلح في بعض المجالات الا انها غير صالحة كقاعدة ثابتة. ونشهد خلال هذه المدة تبادل هجمات من طرفي نزاع قديم جديد يحاول فيه الاول اظهار نواقص ومساوء الثاني ، ويحاول الثاني بدوره استعادة عرض حكايات وقصص الجرائم التي كان يقترفها الطرف الاول ، ويستمر النزاع الهادف الى الاستحواذ على السلطة والتنعم بخيراتها ومميزاتها.

الطرفان غير مبرءان وكلاهما يعرف ـ او لا يعرف ـ تقصيره وقصوره وظلمه واجرامه بحق الشعب والبلد ، كلاهما متورطان بالسرقة والنهب ، كلاهما متورطان ببيع البلد وتدمير خيراته وافقار شعبه ، كلاهما له بصمته ووصمته التي سيحتفظ بها التاريخ لكن لكل منهما سمته الخاصة وفقاً للظروف الزمنية وطبيعة الاوضاع السياسية و الاقتصادية والدولية.

ان عدم الرغبة بالتعلم واختيار طريق القيادة السليمة للبلد و تقريب وايكال المهام والمناصب الكبرى في البلد لشخصيات هزيلة ومشبوهة فقيرة العلم والمعرفة هي واحدة من السمات التي يشترك فيها الطرفان ، وان تشويه السمعة ومحاربة الاخرين بشتى انواع التضييق وطرد المبدعين و قهر عوامل النهضة هي من السمات المشتركة وكذلك طابع التخوين وابراز الجوانب المظلمة بين هذا وذاك هي اللغة المشتركة التي يتحصنون بها معتقدين ان هذه اللغة ماتزال فاعلة وتنطلي على الناس غير منتبهين الى ان العالم يمر بمنعرجات ومتغيرات فرضت نفسها وان قيادة المجتمعات لم تعد كما كانت عليه بطرقهم البدائية والتقليدية وان الشعب لديه مقاييسه الخاصة التي يستنتج من خلالها ويفرزن الصالح من الطالح ولديه ميزان معياري يتم من خلاله معرفة الحسنات من السيئات على اساس الفعل والواقع وليس على اساس الاتهامات ، وان وقائع كل مرحلة مسجلة في ذاكرة الشعب وما استعادة كشف الجرائم والامور المخزية سوى وسيلة تذكير للجماهير بمساوئ الطرفين ما قبل وما بعد احتلال 2003 كما ان هذه الاساليب تعزز قناعة الناس بالمستوى الهابط والفراغ وانعدام القدرة على المنافسة الشريفة بالعمل على خدمة الناس وتنمية المجتمع وتخليصه من تبعات الماضي الحقير.

ان العراقيين الاحرار سأموا من قادة السلب والنهب والفساد والاجرام بصرف النظر عن مسمياتهم وادعاءاتهم الانتمائية الدينية والطائفية والقومية ، ان السراق والفاسدين هذه هي تسمياتهم وهذا ما ينتمون اليه وما العزف على وتر التفرقة والتشتيت واشغال ابناء البلد في امور جانبية لغلق اجواء من الاحتراب الا لتغذية بقائهم في السلطة ، فلا هؤلاء خدموا هذه الطائفة ولا الاخرين خدموا تلك الطائفة لانه ببساطة من لا دين له لا طائفة تهمه.

ان الرهان على المرحلة القادمة ، هو رهان صعب تعيه الناس ، وعلى القوى والشخصيات الوطنية المخلصة ان تنتبه وتكشف وتعري جميع الاطراف التي كانت سبباً في تراجع البلد ومديونيته وتأخره وتخلفه عن باقي البلدان من اجل اختيار الاجدر والاقدر لقيادة البلد في المرحلة القادمة او في العشرين سنة القادمة!

المشـاهدات 197   تاريخ الإضافـة 05/06/2023   رقم المحتوى 22854
أضف تقييـم