عبدالله نوري الياس

لم يولدوا كي يكتبوا الشعر

إنما توهمت بهم الطبيعة

 وتوهموا ببرودة حماقاتهم

فتزلقت الى مراهقاتهم

في الطيش

وتدلت رقابهم كالبناطيل

خذلوها بتنويمات شحوبهم

ولأن الألم

لم يعد مجديا للمطر

رافقهم الغبار الي مخادعهم

 وتوابيت قديمة.

 فتحت مخابئها للكراهية

 وحيل مجازاتهم

تعجعجت بالعوق

في النحول والجوع الطويل

كيف يتعفنون

 في صحرائهم العجوزة

هكذا حين تعشعشت

 في الصدأ قبلهم الفارغة

حين لم  يقرأوا

 الشمس كيف تغضب

حين لم يجدوا لمعة

 لحروفهم اليتيمة

والقمر الفضي

 كيف يرسل أنفاسه في الماء

كيف  يجمع النهر

 صفاءه في المرآة

امحو ما تبقى

 من بقع طافحة

على اجنحةالفراشات

وامسح الخلق من لعابهم اللزج

هم ولدوا

 مع ضجيج الحروب والسكراب

لم يتداركوا

دمدمت الخيول

 كيف يعلقون

 سراويلهم  تحت الشمس

 كي لاتتعفن  عوراتهم

من رطوبة القمل

لذا حاولو ان يجدوا

 فسحة لمقابرهم

حاولوا أن  يخمدوا

جمرة القلب

التي قشطت

تجاعيد شقوقهم

وهي تتسلق فصح الكلام

مزامير الصباح

 وهي تبتسم لحدائق الله

 تحف مثيرة في الذاكرة

لم يتعلموا

كيف ينسجون

من طين النهر

 قصيدة لخجلهم المتثاءب

وانا امحو عن وجهي

كل السلاطين والمراهقين

الذين تعاقبوا

مثل رشح الخنازير

يحاولون ان يحتكوا

 بمراوح راسي

وانوفهم تتسع كالبراميل

كلما ارتفع في الضوء