الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
مقدمة.. الزمن والنُخب
مقدمة.. الزمن والنُخب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبد الحميد
النـص :

 ثمان وأربعون  شخصيّة عربيّة من ستة عشر بلدٍ عدا العراق، هم قوام ومِلاك براعة الجهد المضني بنسقه الإنتقائي المُسند والرصين،المرهون بدواعي تعميق وتوثيق  دقيق،آسر، شاخص وحصيف لعدد من الشخصيات العربيّة بمساراتها الفكريّة والثقافيّة والسياسيّة والدينيّة البارزة اهالتها التماعات واضاءات الباحث والمفكر الكبير د.عبدالحسين شعبان عبر متون كتابه لحامل لعنوان"الزمن والنخب/في انطولوجيا الثقافة العربيّة "الصادرأواخر عام/2022 بصفحاته ال597 من القطع الكبيرعن مطابع دار الأديب عمان-الاردن،وما شأن الإنشغال بمقدمة هذا الكتاب الضخم،الأقرب والأدعى للموسوعة من مجرد مسح لوامح كتابة سيّر ذاتية أومذكرات شخصية أو تدوينات لذكرة شفويّة،مستظلاً ومحتميّاً بالانطولوجيا مَذهباً وسبيلاً كما نوّه العنوان وأكدّ الباحث في شروع مقدّمته البارعة والمُكثِفة لزواهي اختياره الإنضواء تحت لواء مساند هذا القسم الهام من علوميات الفلسفة فيما يخص ويتعلّق بنواحي علم الوجود"اي الانطولوجيا"،أوعلم تجريد الوجود،أحد أهم مناهل الميتافيزيا،إلأ بمثابة محاولة لمسك عُرى وثوقيّة تلك النزعة الإختياريّة المحنّكةالتي أنتخبها وأنتخاها د.شعبان بما يتوافق وعمق رؤيته الثاقبة لتراث تلك الشخصيات المتمثلة تارة بملك/أمير/رئيس دولة /وزير/سياسي/مفكر/باحث /حقوقي/رجل دين/ثائر/وفدائي وتارات  أخرى بوجوه وشخوص عنوا وكسبوا أثر اهتمامه ورسوخ قناعاته وعراقة خبرته على مدى ومدارعقود وعقود من الرصد ودقة المتابعة والتحليل  لخصائص بعضها من خلال مواقف كبرى وجسامة أحداث ومآثر،فضلا عن مدارك المعرفة والمعايشة والتشارك بالعمل والتلاقي بمناسبات من ملتقيات ولجان ومؤتمرات عمّقت،كلها من صلة الوصل  مابينه وما بين مَن أختار ممن آثروا وتمروا بمراياه،وضع د.شعبان سقف درجات ومرتقيات مراتب تؤّهل وتؤشر وتدّل نحو حفول مراميه،إذ لم تكن  تلك الشخصيات مقتصرة على تيار فكري أو اجتماعي أو سياسي واحد،بل تناولت حتى من كان منفيّاً أو مهزوماً،كما لم تتوّقف عند حدود منصب أو موقع أومنزلة معينة، فحص قيم التسامح واللاعنف والسلام والحرية والمساواة والعدل،فيما شكّلت القضية الفلسطينيّة خيطاً رابطاً وموصلاً بينها،زهو ما ورد في نصوص وفصوص مقدمته الأثيرة والمثيرة،ولكن ستبقى عيون السؤال مفتوحة ساهرة صوب لماذا خلا الكتاب  من أسماء عراقيّة لا تقل شأناً،قيمة وأثراً ممّا تناول في"الزمن والنُخب"؟!،ليأتي الجواب شاغلاً، شافياً-بعض الشيء-،ملبياً لما أراد ونوى وقرّر د.عبدالحسين شعبان في انطولوجيته هذه قائلاً ومبيّناً -بالنص-في سياق نهاية تلك المقدمة "إلأ أن الرؤية العراقية كانت حاضرة بقوة وفي كل مفصل من مفاصل هذه السرديّة الانطولوجية بفعل كاتبها الذي حاول التآخي بين الهمّ العراقي والهمّ العربي عموماً،ثقافيّاً وحضاريّا في أطار الرؤية النقدية لمسار طويل ومفتوح عربياً".

Hasanhameed2000@yahoo.com

 

 

 

 

 

المشـاهدات 231   تاريخ الإضافـة 08/06/2023   رقم المحتوى 23004
أضف تقييـم