الأحد 2025/5/11 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 23.95 مئويـة
نيوز بار
تقاسيم على الهامش عبد السادة البصري
تقاسيم على الهامش عبد السادة البصري
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

(( الابداع يكمن في العشق الحقيقي للوطن والناس ..!! ))

 

 

ليس بالضرورة أن تكون مبدعاً كبيراً في أي مجال من مجالات الابداع المتعددة جداً كي يشار لك بالبنان ، وانت لا تملك ذرّة عشقٍ لمدينتك وناسها !!

 وليس بالضرورة ان تجلس على كرسي المسؤولية لتقدّم خدماتك للوطن والناس ولم تتغلغل المدينة وناسها في كلّ مسامات روحك !!

حين تسكنك المدينة بكلّ تفاصيلها بشكلٍ حقيقيّ ، وتتغلغلُ ما بين جميع مسامات وخلايا جسمك ، لتشتعلَ روحك عشقاً بها ووَلَهاً لها ، تجدُ نفسك منجرّاً بشدّة لكل دقائقها ومعجوناً بها حدّ الذوبان والتماهي !!

البصرة مدينة غير كلّ المدن ، إنها تسكن قلوب الغرباء إذا مرّوا بها صدفةً ، فكيف بأبنائها الذين ولدوا على أديمها ، وشربوا من ماء شطّ العرب ونهران ابي الخصيب والفاو يوم كان عذباً زلالاً صافيا قبل أن تمتدّ إليه أيادي الفساد واللسان الملحي ؟!

بدرابينها وشناشيلها وهوائها الرطب المشحون برائحة الطلع والنخيل والماء لمّا تزل تدغدغ أرواحنا جميعاً ، نهفو إليها في كلّ حين ، ونشتاق لها ونحن بين أحضانها ، نكتب عنها ولها أحلى وأجمل وأرق وأعذب الكلمات شعراً ونثراً وسرداً وغناءً وموسيقى ، ونرسمها لوحاتِ عشقٍ أزليّ في كل زقاقٍ ودربونة !!

لا أريد أن يكون حديثي هذا مجاملةً أو تملّقاً ، لأن مَنْ سأتحدّث عنه رجلٌ بصريٌ لا يملك غير طيبته ومحبته لمدينته وناسها ، انه عاشقٌ مسكونٌ بها ، وعشقه هذا جعله فراشةَ محبّة وعنوانَ طيبة بصريّة خالصة !!

لفرط محبّته لمدينته دخل عالم الثقافة والأدب والفن رغم تقدّمه بالعمر قليلاً ، وأخذ يصرف على عشقه هذا من ماله الخاص جداً ،تراه يحمل صوراً وتماثيل وألواح هدايا لكل القادمين ضيوفاً من الأدباء والفنانين وفي كلّ محفلٍ ثقافيٍّ له حضور روحيّ بهداياه الرائعة ، ويفتح مكتبه ( باب رزقه وقوت عياله ) أمام الأدباء والفنانين البصريّين وغيرهم ، قبل سبع سنوات كان حاضراً في نشاطات اتحاد أدباء البصرة بهداياه التي يقدّمها محبّة وتكريماً للمبدعين ، ومنذ ذلك الوقت وهو يسعى حثيثاً لإقامة جلسات احتفائية متعددة هنا وهناك ، في قصر الثقافة والفنون ،كما في رابطة مصطفى جمال الدين ومنظمة البصرة للثقافة ومكتبة وقاعة البصرة وما يزال يتعاون معنا في جلسات ملتقى جيكور الثقافي ، وحينما افتتح مشروعاً للطباعة والنشر والتوزيع أسماه ( دار الأدب البصري ) فصار حريّاً به أن يتواصل مع الأدباء والفنانين والإعلاميّين هنا وهناك ، قبل سنتين فاتحني بمشروع يهمُّ الخوض فيه وهو إعداد وإصدار معاجم للأدباء والفنانين والرياضيين والإعلاميين البصريين أولاً ، ثم ينطلق لينفتح على جميع محافظات الوطن فشجّعته وباركت مسعاه ، لكنه توقّف لأسبابٍ أجهلها !!

دارته البصرية للأدب طبعت وأصدرت عشرات الكتب لمبدعين بصريّين في شتى مجالات الإبداع ، وأقامت احتفائيات للكثير منهم ، ولا يمكن أن ننسى تكريمه للسيدة الراحلة ( عالية محمد باقر) أمينة المكتبة المركزية التي حافظت على 30000 ثلاثين ألف كتاب ومخطوط نادر من النهب والحرق إبّان دخول القوّات البريطانية إلى البصرة عام 2003 ، وكذلك تكريمه للكاتب الكبير ( جمعة اللامي ) الذي استضافه قادما من الإمارات وقلّده قلادة المحبّة ، كما استضاف الشاعرة والاعلامية اللبنانية المقيمة في امريكا هدى المهتدي الريّس لعدة ايام في البصرة واقيمت لها عدة جلسات ، وللكثير من الأسماء اللامعة في سماء الأدب والفن !!

انّه العاشق البصري ( زكي الديراوي ) تلك الفراشة التي تنثر عبق محبّتها وطيبها وتفانيها في خدمة الثقافة والمثقفين البصريين وغيرهم ، لا لشيء سوى عشقه لمدينته وضيوفها ولا يمكن ان ننسى رفيقه في هذا العمل الرائع دائما ( الكابتن حازم العلي )  ، أتمنى وللمرّة الألف أن لا يؤخذ كلامي هذا مآخذ أخرى أبداً ، انها كلمة حقٍّ لرجلين يسعيان  بكل حب دون أن يقبضا أي ثمن سوى محبّة واحترام الآخرين لهما رغم ما يسمعانه من كلامٍ يجرح الخاطر ويؤذي النفس والقلب من بعض المصابين بلوثة الحقد والأمراض النفسية المختلفة ،، بوركتْ خطواتُهما ودام عشقُهما الأزليّ لبصرتهما ومائها وهوائها وناسها وكل ما فيها !!

 

المشـاهدات 220   تاريخ الإضافـة 24/09/2023   رقم المحتوى 29657
أضف تقييـم