النـص : اثبتت أحداث غزة الأخيرة على الرغم من قساوة وطئتها على الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية معاً ، إن أغلب الدول العربية ليست راغبة في الانخراط في حرب تعتقد ان لا طائل منها سوى جلب الخراب الى بلدانها وان الخيارات الدبلوماسية والضغوط الشعبية قد تؤدي إلى نتائج أفضل من الخيار العسكري ولكل من هذه الدول وجهة نظرها الخاصة بها.
الدول العربية تدرك ابتداءً الفارق الكبير بين امكانيات الكيان الصهيوني العسكرية وحلفائه من الدول الغربية وفي المقدمة امريكا وبين ما متوفر لديها مجتمعة من امكانيات تعتمد بالأساس على ادامتها على دول حلفاء اسرائيل مما يضعها في موقف صعب لا تريد المرور به ، وهي حقيقة واضحة ولا خلاف عليها ، لكنها تغفل قدراتها الأخرى التي تتفوق بها على الجانب الآخر لو احسنت استخدامها والتي ما زالت تعطلها لأسباب مختلفة ، فعلى الرغم من الادانات والشجب والاستنكارات والحراك الدبلوماسي للضغط باتجاه وقف اطلاق النار بموازاة الضغط الشعبي والرأي العام العالمي الذي يقف الى جوارها الا انها فشلت حتى اللحظة باستخدام ما تمتلك من عوامل قوة اقتصادية وجيوسياسية بامكانها لو استخدمتها لغيرت معادلة موازين القوى ولجعلت العالم الغربي يتوقف عن الدعم اللامحدود للكيان الغاصب والمحتل للأرض الفلسطينية والذي عجزت معه كل قرارات مجلس الأمن والقرارات الدولية ان يذعن لارادة المجتمع الدولي ويضع حداً لاستهتاره بمقدرات الشعب الفلسطيني واضطهاده له.
ولعل ما يقف وراء عدم لجوء الدول العربية للخيارات الأخرى المتاحة مسوغات عدة تتعلق بطبيعة انظمة هذه الدول وعلاقاتها الثنائية مع الحلفاء وربما الاتفاقيات والمصالح التي ترتبط بها والتي لا تريد خسارتها ، او ما يتعلق بالخلاف العربي العربي عن ماهية الحلول المطروحة للقضية الفلسطينية لاسيما ما يتعلق بحل الدولتين والتي تقبلها بعض الدول العربية وترفضها الأخرى .
ما يمتلكه العرب من مقومات قوة مؤثرة اكبر مما يتصوره انفسهم لكن الشعور الخفي بالضعف يمنعهم من التلويح بها ولو يفعلون لتغير كل شيء ولاستطاعوا فرض شروطهم لإيجاد حل لمعاناة شعب رفعوا قضيته شعاراً لهم منذ سبعة عقود.
|