الجمعة 2025/5/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
نيوز بار
آنييس فاردا تتغزّل بسلالم السينماتك الفرنسية
آنييس فاردا تتغزّل بسلالم السينماتك الفرنسية
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

خاصّ/باريس

 

عادةً، نتغزّل بفتاةٍ، ونقول لها: "كما تعرفين، عيناك جميلتان"..

ولكن، في عام 1986، وبمُناسبة الذكرى الـ 50 على تأسيس السينماتك الفرنسية، أنجزت آنييس فاردا فيلماً قصيراً (3 دقائق) بعنوان "لديكِ سلالم جميلة، كما تعلمين ..." تغزّلت فيه بسلالم السينماتك، هذا الصرح السينمائيّ الذي تخرّج منه سينمائيّو الموجة الفرنسية الجديدة، واستقبلت قاعاته المخرجين الأهمّ في السينما العالمية.

في الحقيقة، ليست سلالم السينماتك جميلة فحسب، ولكنها، على طول تاريخها، امتلكت قلباً حنوناً، وكانت، وما تزال، عائلةُ للسينيفيليين.

في الموقع الرسميّ لشركة الإنتاج الخاصّة بالمخرجة، نقرأ الفقرة التالية:

كيف يمكن بـ 150 ثانية فقط تكريم السينماتك الفرنسية بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيسها، إن لم يكن بتصوير الدرجات الخمسين التي تصعد إلى متحف السينما، ونزولاً إلى الصالة المُظلمة حيث تُعرض تحفٌ سينمائيةٌ بعضها تتضمّن مشاهد شهيرة عن السلالم".

 

في الفيلم الفرنسي "رصيف الضباب/ Quai des brumes" للمخرج مارسيل كارنيه، وإنتاج عام 1938، كان جان جابان يفصحُ عن حبّه لنيللي (ميشيل مورجان) عندما قال لها جملته التقديسية التي لم ينسَها عًشاق السينما:

"لديكِ عينان جميلتان، كما تعلمين ...".

 

يقول المخرج الفرنسيّ كوستا جافراس:

 

"أرادت آنييس فاردا التعبير عن حبّها للسينماتيك الفرنسية في ذكرى عيد تأسيسها الخمسين، ماذا عليها أن تفعل؟ كلّ شيءٍ قيل بالفعل، وكُتب، وصُوّر.

اختارت أولئك، الثابتين، الذين يقودونك إلى هناك، أنتَ، ورغباتك (ويقصد درجات السلالم).

في متحف هنري لانجلوا، في صالات الألف حلم، ليلاً، ونهاراً.

بعينيّ إيزابيل أدجاني الرائعة، والصور التي جُمعت من بين ملايين، ومليارات، وملايين المليارات من الصور المعروضة على مدار 50 عاماً، أعربت أنييس عن حبّها بطريقتها الخاصة كما هو الحال دائماً".

 

أما الباحثة الفرنسية فلورنس تيسو، فقد كتبت في هذه المناسبة:

 

 

"في الفيلم، حيث الجُملة الشهيرة التي يقولها جان جابان لميشيل مورجان:

"لديكِ عينان جميلتان، كما تعلمين..."

"حبّ السينما يُمكن أن يُقال بسرعةٍ كبيرة، ويمكن أن يُقال بمزاح".

في 17 مايو 1986، قدمت آنييس فاردا، بدعوةٍ من القناة الفرنسية الثانية، على الهواء مباشرةً من الكروازيت، أقصر، وأرخص فيلم في مهرجان كان.

بعيداً عن أيّ قضيةٍ تتعلق بالمنافسة، والاعتراف، يكشف "لديكِ سلالم جميلة، كما تعلمين ..." بالنسبة للمخرجة عن عقيدةٍ فريدة: "السينماتك مُذهلة".

اختطاف الجملة الحوارية التي قالها جان جابان لميشيل مورغان في فيلم Le Quai des brumes  (رصيف الضباب) للمخرج مارسيل كارنيه، هذا الفيلم القصير (المقصود فيلم آنييس فاردا) عبارة عن كولاج منجزٌ من أجل السينماتك الفرنسية، التي كانت وقتذاك تحتفل بعيدها الخمسين.

المبدأ بسيطٌ: الفنّ السابع مليءٌ بمشاهد السلالم، والعديد من الاشارات لتلك التي تقود إلى صالة العرض في هذه المؤسّسة المذهلة، والتي كانت موجودة في ذلك الوقت في "قصر شايّو".

يُنشطّ بعض المتفرجين المجهولين بشكلٍ، أو بآخر المدخل المهيب، بينما تكتسح بسرعةٍ عشرة مقاطع أفلام خلال سبعة عقودٍ من السينما.

ريتا هيوارث ترتدي حذاء رقص في الكوميديا الموسيقية Cover Girl لتشارلز فيدور، وهي تتجاور مع فيلم من تمثيل بيير ريتشار، واخراج جيرار أوري.

يختلط فيلم Le Mépris (الاحتقار) للمخرج جان لوك جودار مع السينما الروسية (المدرعة بوتمكين لسيرجي آيزنشتاين)، واليابانية ("ران" للمخرج أكيرا كوروساوا)، وهي اشاراتٌ للبرامج الانتقائية للسينماتك.

تمّ ترتيب هذه اللقطات بصحبة موسيقى ميشيل لو جران الشريك في شارع داجير (منزل، ومكتب آنييس فاردا)، ومؤلفٌ موسيقيّ، وعلى وجه الخصوص موسيقى فيلم "كليو من 5 لـ 7" (1962).

على عكس معظم صانعي الأفلام الآخرين من الموجة الجديدة، فإنّ أنييس فاردا ليست "طفلة للسينماتيك"، دراستها في مدرسة اللوفر، وخبرتها المهنية في المسرح، تُميّزها عن الصحفيين الشباب في مجلة "دفاتر السينما" الذين درسوا في قاعة هنري لانجلوا (السينماتك).

في عام 1955، أخرجت أول فيلم روائيّ طويل لها  La Pointe courte (1955) دون خلفية سينيفيلية.

بعد ثلاثين عاماً، لا يزال إنتاجها وفيراً للغاية:

بصمة كاليفورنيا (Documenteur ، Mur murs ) عام 1980.

التصوير الفوتوغرافي (Ulysse ) عام 1982.

التلفزيون (Une minutes pour une image ) عام 1983.

والشعر (Les Dites cariatides ) عام 1984.

حصلت آنييس فاردا على جائزة الأسد الذهبي المرموقة عن فيلم "بلا سقف، ولا قانون/Sans toit ni loi" (1985) بضعة أشهرٍ قبل أن تُفسح المجال لمُمارسة لعبة الغوصّ لمدة ثلاث دقائق في تاريخ السينما.

المشـاهدات 332   تاريخ الإضافـة 09/11/2023   رقم المحتوى 32905
أضف تقييـم