عقيل هاشم

 قرط النعاس للشاعر عبد الحسين بريسم النموذج الذي يتمثل ملامح قصيدة النثر.

 اللغة ممتثلة بطابع الحنين والمشاعر حميمية اتجاه الام والاغتراب  الذاتي عن هذا العالم .. حيث الخيال بحجم المشهد، صاغها شاعرها بأسلوب القص الشعري  بحيث يمكننا أن نتمثلها  من خلال ظلال الحدث الشعري.

 هذه البنية السردية الطاغية  تشكلت في ذهن الشاعر من تأثير الحكي حيث فكرة الضعف الإنساني المتعطش لحكمة الام ، أقصد أسى هذا العالم وتحجر قلبه أمام مشاعر حميمية لاتذكر اليوم في مقابل قسوة غير مألوفة من واقع نحيا ألمه يوميا؟

فكرة الحنين تمثلت في ذهن الشاعر  نتيجة انهيارات كبرى في المنظومة المتماسكة لرؤية العالم من وجهة نظر الشاعر ، فقد بدت هذه الانهيارات تصدّع فكرة اليقين المطمئن لقناعات كثيرا ما كانت تأتينا من رؤى الآخرين للعالم، ولكن عند الاختبار بدت هذه القناعات موضع شك كبير.

 وأعتقد أن هذه بالأساس هي مهمة الشعر، إن كان يصح أن توجد كلمة  بحق هذا الكائن.؛الام أعتقد  في هذه اللحظة التي يعيشها إنسان هذا العصر، والتي تتمثل في كونه جزءا من انهيار كبير لهذا العالم، فقد بدت القصيدة مرتعشة بارتعاش اللحظة الراهنة، بطريقة مستغرقة تماما في هذه الارتعاشة فاكتسبت كثافتها من تعمقها في راهنية اللحظة.

هذه المشاعر هي محصلة حياة هنا تتسع لتشمل العلاقات الإنسانية عموما ولتأخذ حجما كبيرا أو مساحة لها الهيمنة،

هي ارتعاشة اللحظة الراهنة في عمقها، وكأنها تحاول الانفلات من هيمنة الحياة المادية القاسية ، إلى اكتشاف اللحظة وهي في طور الحاجة للعلاقة الروحانية. طقوس صوفية بين الشاعر وذاته والاخر.

اقول  لا يخلو هذا الوعي الشعري للقصيدة من ظلال رومانسية ظاهرة  ذات حضور متحقق  ولا تنذر با نحسارها، فهي تعكس أزمة الذات الشاعرة، وهذه الأزمة قد تكون وجودية بالأساس، وقد اتسعت  فكريا ومن الصعب التخلص من خصوصية التجربة ، لأنها تفاعل الذات الشاعرة مع العالم الاخر، لكن مفهوم القطيعة الإنسانية قد تعرض لما تعرضت له المنظومة العولمية كلها من تصدع وصلت إلى تراكم نفسي ثقيل يمكن من خلاله تلمس حدود هذا التشظي

 ومن هنا تبدو الضرورة القصوى لتغيير المجرى، والخروج إلى آفاق أرحب لها ،حيث العودة إلى مواضيع إنسانية كانت الذائقة تطرب لها. وربما كان ذلك ما يحاول الشاعر الاحتراق فيه..

 واخيرا القصيدة  قرط النعاس محملة بكم هائل من المشاعر أمام  هشاشة العالم، الذي فقد الكثير من تماسكه على مستوى الرؤية والمشاعر، فبدت هشاشة المعنى متوازية مع هشاشة العالم، ومنهارة تماما مثل انهياره..