
![]() |
استنهاض الفكر العربيّ.. كيف؟(7) |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : ناصر أبوعون وفي هذه المقالة والتي تليها ربّما نضع يدنا على مكامن استنهاض الفكر العربي من كبوته، والانطلاق بها نحو آفاق التطبيق، ولن يتأتى هذا إلى بتراجع السياسيّ خطوة إلى الخلف وحضور المثقف العضوي والتكنوقراط ليقود حركة النهضة وهذا يستتبع الفصل بين السلطات (التنفيذية والتشريعية) دونما تداخل مع إعلان شأن وكعب السلطة التشريعية وانصياع السلطة التنفيذية لتوصياتها في ملفات التعليم والصحة وإقرار مبدأ المواطنة بحقوقها وواجباتها تطبيقا لا تزيينا، وهو ما فعلته (روسيا) اليوم، ومهاتير محمد بالأمس القريب في (ماليزيا). من البدهيات المسَلّم بها واقعًا عند جمهور المسلمين أنَّ كمال الإيمان يقتضي من أتبَّاع الإسلام الإقرار (صراحةً)؛ (قولا وعملا) بأنَّ (الأديان السماوية) – غير المحرّفة - تكاملية (شريعةً ومنهاجا)، وتواصلية يُساند بعضها بعضا وأنه يتعيَّنُ على هؤلاء الأتباع الانصياع لمنظومة القيم الإسلامية الكبرى وفي مقدمتها (الوسطية شِرعةً ومنهاجا) فيما يصدر عنهم من أفعال (عقيدةً)، وتطبيق المساواة (شريعةً)، وترسيخ العدالة (صنيعةَ)، وترسيخ الشورى(حُكْمًا)، ومن مشروطيةكمال الإيمان أيضا الإقرار بأنَّ المسلم الحق مع (حرية الاعتقاد)، وليس (إقصائيا) لأتباع الأديان السماوية كافةً؛ فالإسلام الحقّ لا يعتدُّ بالمسألة (العرقية)، وله موقف واضح من (العنصرية)، و(الإثنية)، و(الطائفية)، و(المذهبية) وأشكال التمييز كافة، وعبّر القرآن عنها تصريحًا لا تلميحًا في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:13]. وصحيح الإسلام المتواتر الذي وصل إلينا لا يتصارع (دينيًا)، أو (عقائديا)، مع أهل الكتاب من (اليهود، والنصارى)، وليس (معاديا) لليهودية بتوراتها غير المحرّفة (كتابا سماويا)، ولا (عدوانيا) مع اليهود (عِرقًا بشريًا) لأنهم (ساميون)، و(أبناء عمومة) فهم أبناء يعقوب (إسرائيل)، ونحن أبناء (الذبيح إسماعيل)، و(الشريعة اليهودية) – غير المحرّفة - ، ربَّما كانت أقرب في (أحكامها وفطرتها، وتعاليمها) إلى (الإسلام الوسطي المعتدل). بين النظرية والتطبيق وقد أوردت آلاف المعاجم وأدبيات التشريع الإسلامي شروحا عديدة لمصطلح الوسطية وانتهت جميعها إلى النصّ على أنَّ الوسطية منهج إسلامي أصيل يُقصدُ به معنى واحد بلا إفراط ولا تفريط ويمكن إيجازه في كلمة واحدة هي (الاعتدال) ليكون في نهاية المطاف منهاج عمل يتضمن(رؤية)، و(رسالة)، مشمول بخطط واستراتيجيات تطبيقية في سائر شؤون الحياة الإنسانية بدايةً من الحاجات البيولوجية للإنسان وانتهاء بفلسفة للحكم، وسياسة أمور الناس، وإدارة شؤون المجتمع، والجماعات ويمكن إجمال سائر التعريفات الأكاديمية والفقهية في معنى واحد جامع ساقه المفكر الإسلامي وهبة الزحيلي بقوله: (الوسطية في العرف الشائع في زمننا تعني الاعتدال في الاعتقاد والموقف والسلوك والنظام والمعاملة والأخلاق، وهذا يعني أن الإسلام دين معتدل غير جانح ولا مفرط في شيء من الحقائق، فليس فيه مغالاة في الدين، ولا تطرف ولا شذوذ في الاعتقاد، ولا استكبار، ولا خنوع ولا ذل ولا استسلام ولا خضوع وعبودية إلا لغير الله تعالى، ولا تشدد أو إحراج ،ولا تهاون، ولا تقصير، ولا تساهل أو تفريط في حق من حقوق الله تعالى، ولا في حقوق الناس، وهو معنى الصلاح والاستقامة. ومن المعاصرين من ذهب إلى أن هذا المصطلح لا يصحّ إطلاقه إلا إذا توافرت فيه صفتان هما: (الخيريَّة)، أو ما يدلّ عليها كالأفضل والأعدل أو العدل، و(البينيَّة)، سواء أكانت حسِّيَّة أو معنويَّة. فإذا جاء أحد الوصفين دون الآخر فلا يكون داخلا في مصطلح الوسطيَّة.
|
المشـاهدات 290 تاريخ الإضافـة 25/11/2023 رقم المحتوى 34035 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |