محمد رشيد الدفاعي

أقيمت في منتدى الشعرباف الثقافي محاضرة بعنوان ( المجتمعات بين التنوير والتجهيل ) للدكتور عباس الأسدي ، أدارها الأستاذ عادل العرداوي..

بين الأسدي في محاضرته بأن لاتوجد علاقة بكلمتي التنوير أو التجهيل بالمضمونات التي تطرح ممن لاعلاقة له بالدين أو يبتعد عن الطقوس والشعائر ، المصطلحين في المحاضرة هما أساليب ستراتيحية تتبع من جهات دولية تستهدف مجموعة أمور ، وان المجتمعات النامية والمتطورة تتفاعل ويتفاعل أفرادها ، والتفاعل الأجتماعي سيد الموقف بين الأفراد والجماعات والمجتمعات والحكومات والمنظمات والنقابات والدول ، هناك جهات دولية ومراكز بحثية ومؤسسات مرموقة وشخصيات تنفق بهدف تغيير وتعديل وتطوير وتفكيك وتبديل محتويات هذه المجتمعات أو الشعوب بحسب المصالح ، فمن كان يستهدف ترويج بضاعة فأنه يستثمر الأعلانات ويبين للمتلقي والجمهور ان بضاعته هي الأولى والأفضل ، ومن كان يعمل في مجال الرياضة يقوم بذات الفعل ولكن بميدان آخر ، حتى نصل الى الميدان السياسي وهو مشكلة المشكلات ، لايخفى على الجميع العلامة التخادمية الترابطية بين الأعلام والسياسة ، فلا سياسة دون أعلام ولا أعلام يعمل من دون سياسة توجه ، المحتويات المتداولة في وسائل التواصل وماينشر في الصحافة الورقية المسموعة والمقروءة ليس هناك أعلام سائد ، لابد من هدف واحد على الاقل يقف خلف هذا المضمون ، النظريات النفسية والأجتماعية والأعلامية والسياسية والأقتصادية تستهدف تنظيم الأمور ، يستثمر أصحاب المحتويات نظريات علم النفس اولا في علاقتها الأساس بالنفس الأنسانية بمراحل عمر الأنسان من الصغر حتى الكبر وان النظريات النفسية متعددة ومتنوعة ومتدرجة ومتتابعة ومتباينة ومتناقضة ، لكن فيها أسس تخالف وتتفق وتغير أو تعدل ، فمثلا النظرية الكبرى الأولى في التحليل النفسي للعالم النمساوي ( فرويد) تعمتد الوراثة اساسا وتقول ان هناك شعور ولاشعور ، يمثل اللاشعور ثلثي سلوك الأنسان والشعور يمثل الثلث الظاهر ، وأكد :  ليس هنالك في نظرية التحليل النفسي شيئا يذكر في المحيط أو البيئة ، وانما تركز على الجينات الوراثية الموجودة في الفرد فتتعامل معه ، تقول امريكا وتقول الدراسات ان التفاعل الأجتماعي يبدأ بين الأنسان ونفسه والأنسان ووالدته والانسان بمن هو في عمره حتى يتدرج شيئا فشيئا ويصبح طفلا ويظهر الى الشارع ويكون صداقات ويدخل المدرسة وتزداد الصداقات ويعرف ان هناك جارا وزميلا ومعلما ومديرا وتتعدد الأدوار وتزداد وهناك تفاعل بين المجموعات سواء المدرسة والمنطقة حتى يصبح لهذا الفرد دورا في المجتمع ويدرك ان هناك تفاعلا بين المجموعات والمذاهب والمؤسسات والشركات وهكذا وهنا يأتي دور المتمكن في الدخول الى هذه التفاعلات وكما نعرف بأن الشيطان يكمن في التفاصيل والتفاعلات الأجتماعية الأنسانية حبلى ومليئة بالتفاصيل حتى أننا نسوق في العراق أمثلة عن اشياء لم نكن نعرفها ، قبل عام ٢٠٠٣ ظهرت لها تفصيلات وأجزاء ومكونات كنا نعتقد ان لها جذورا قد ماتت ، لكن بمجرد ان سكب عليها الماء أو السماد نمت وتكاثرت وأزدهرت واضمحل الأساس وأصبحت هي الموضوع ، وقت شكلت مراكز الأبحاث رؤى وأساليب لأدارة الشعوب ، من هذه الأساليب ان الشعوب تسعى للوعي وللتعلم وللمعرفة وللتنوير وللنضج وللتقدم وكل هذه الأساليب بيدنا نحن ، فعليهم ان يمروا من خلالنا عبر مانريد حتى يحصلوا على مانريد وبين العلم والمعرفة والتنوير وهنالك الباب الآخر المظلم هو التجهيل ، منذ الثمانينات الى يومنا هذا يصعب  جدا ان ترى عراقيا قد نال شهادة عليا في تخصص مقبول ، فكانت رؤية هذه المراكز البحثية ان العراق من الدول المارقة ، وبدأوا بسياسة الاحتواء وبمشروع كبير سمي ( التلاعب بالذاكرة العراقية ) وهذا التلاعب ربما يكون عبر الطعام أو الهواء أو الماء أو أساليب التعلم ، وأكد: ان التعليم بدأ يتهاوى قبل عام ٢٠٠٣ وتهاوت الصحة والزراعة والصناعة والتجارة حتى وصلنا ان الهدف في العراق ان نعيش فقط، وقد شعرنا بأن تلك الغيمة السوداء الممطرة قد ولت ، جاءنا الإرهاب والطائفية لتجزأت المجزء وتفكيك المفكك ، وعبر عن اسفه عن تكاثر القنوات التي تعرض بما لايليق بمجتمعنا العراقي وكذلك سوء استخدام الأنترنت بينما كانت العوائل العراقية تتجمع بأكملها في مكان واحد ، اما الآن كل فرد في مكان ، وايضا انتشار ظاهرة المخدرات الذي يشكل خطرا على المجتمع مالم يتم القضاء عليه بشكل تام ، نالت المحاضرة شد وجذب الجميع الذي تداخل وأضاف ليجيب المحاضر على اسئلة الحضور بشكل إجمالي...