
![]() |
في الهواء الطلق صوت الجماهير |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : فقدت العديد من الاحزاب والحركات والتجمعات الوطنية العراقية خلال العقدين الماضيين الكثير من جماهيريتها وتعاطف الناس معها بسبب سوء التدبير وغياب التنظيم الحقيقي والمواصلة والمتابعة لتقويم الاداء سواء من داخل مفاصل وتنظيمات الحزب ام من خارجه ، وكذلك بسبب التشضي والانقسامات والاختلافات المستمرة بين قيادات هذا الحزب او ذاك ، هذه الخلافات التي ظهرت عيانية بعد ان دخلت السلطة بين الاروقة الحزبية والانتمائية وفعلت فعلها المغري وفي مقدمته المال والسلطة والجاه ، هذا الثالوث الذي استثار المطامع والمطامح الدفينة لشخصيات كشفت عن زيف انتمائها وولائها لمعتقداتها و تنظيماتها الحزبية لتتحول من قيادات منتمية الى قيادات مؤسسة لاحزاب جديدة بمسميات مختلفة. هذه الانتقالات واردة في حدود معينة لكن ان تتحول الى ظاهرة فمعناه وجود خلل اساسي في ارضية البناء الحزبي ، هذا الخلل الذي يؤشر الى تلاشي تلك الاحزاب وتداعي بديلاتها بمرور الزمن. بعض الاحزاب ذات التشكيلات الجديدة التي دخلت لعبة المنافسة على السلطة ، هي الاخرى لا تعي الف باء التنظيم الحزبي الراسخ ، بل ان القوة العاملة التي تستخدمها معظم الاحزاب الموجودة في الواقع السياسي هي قوة المال والسلاح ، والاغراء والتخويف ، فضلا عن القوة الناعمة والاعلام الذي له فنونه وادواته واساليبه وغاياته وكيفيات تحقيقها وتعدد طرائق تحقيق اهدافها. وبسبب هذه الفوضى (التنظيمية) ظهرت عشرات التجمعات المناطقية والشللية والدينية والطائفية التي شوهت مفهوم الانتماء والتنظيم الحزبي ، وفي المقابل تراجع اداء احزاب وطنية عريقة او حتى جديدة لكن لها تاريخ منهجي راسخ ، ذلك التراجع الذي لا تقبل ان تعترف به تلك الاحزاب ، وعدم الاعتراف هذا هو اس التراجع ، اذ من دون الاعتراف بوجود خلل لا يمكن وضع الخطط الاصلاحية واعادة تقويم النشاط الحزبي وتصويبه وتحييد عوامل التراجع وتكبيلها ، كما ان النظر بعين واحدة والركون الى الحلقة الضيقة من المداحين والمنتفعين الذين يصورون لقائد او قادة الحزب بان حزبهم في المقدمة هو اخطر ما يمكن ان يدمر الحزب لانه ينخره بهدوء ليسقطه فيما بعد نهائياً. على الصعيد الخارجي للحزب ـ اي من خارج تنظيماته ـ لا يمكن اعتماد كلام ومؤشرات المداحين او المنتمين للحزب من المرتبطين بالحلقات المتقدمة فيه ، اذ ان اغلبهم لا ينقل الحقيقة باكملها لقياداته لانها (مرة) وتتسبب بتعكير مزاج القائد ـ اللا قائد ـ ام انهم محدودي الفكر ويظنون حقاً ان اداء التنظيم يمشي الى الامام ، غير ان الحقيقة مختلفة ويمكن تلمسها عيانياً من قبل القادة انفسهم وبشكل بسيط يكمن في سماع صوت الجماهير والاطلاع على حجم سخطها جراء ما تعانيه من الظلم والتفاوت الطبقي وغياب سبل العيش الكريم وسوء توزيع الموارد والغبن الفاحش فيه. يتفرض بالاحزاب تحقيق تطورات متتالية ومشهودة من حيث طبيعة علاقتها بالجماهير وتماسها معها ، ودورها الحيوي في المجتمع والدولة عموماً ، هذا الدور الطليعي المنشود الذي لا يتأتى من دون وجود حياة منظمة داخل هذا الحزب او ذاك ، الحياة الحزبية الناتجة عن التنظيم الثوري الديمقراطي المستند في تحركاته على حركة ديناميكية بعيدة عن التجريدات والعموميات والمقولات المنقولة الروتينية و السلبية. ان التنظيم الحزبي يهدف الى توسعة الجماهير الموالية لحركة ونشاط الحزب الذي يفترض ان يلبي طموحات وتطلعات الجماهير بالشكل الملموس وبمختلف وسائل الممارسة الهادفة للوصول الى تحقيق الاهداف.كما ان مكاشفة الحزب مع الجماهير ومصارحتهم بما حققه من وعود وتطلعات مخطط لها وبما اخفق في تحقيقه مع كشف نقاط القوة والضعف في كلاهما هو من الامور المهمة ازاء تجذير الوعي الجماهيري وثقته بالحزب هذه الثقة التي تمثل وجود الحزب من عدمه هذه الثقة التي اذا فقدت فمعناه نهاية حياة الحزب بجميع نسخه!ويكشف عزوف الجماهير عن الحزب و كثرة توجيه الانتقادات له سواء من داخله ام من خارجه ، تراجع الاداء التنظيمي الذي اذا استمر فسيلغي دور الحزب تدريجياً ويحوله الى تنظيمات بسيطة التمثيل والتأثير. من هذه التأشيرات وغيرها يمكن للقوى الناشطة ان تفاد لتأسيس تنظيم ام تنظيمات واعية ومدركة لمستجدات ومتغيرات المرحلة وما ينتج عن تحولات في ثقافة المجتمع وتطلعاته ومتطلباته ، التأسيس التنظيمي الذي يعول عليه اذا كان تنظيماً ثاقباً يتشوف المستقبل ويؤسس لولادة صحيحة يراد لها النمو والنضوج والدخول المبكر في المنافسة. |
المشـاهدات 862 تاريخ الإضافـة 28/11/2023 رقم المحتوى 34173 |