الجمعة 2025/5/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
نيوز بار
كتابات بلا قارئ
كتابات بلا قارئ
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد فاضل الخفاجي
النـص :

مع شديد الأسف، نجد أن هناك نقصاً في عدد القراء في العراق أن كان في قراءة المقالات في الصحف (الورقية، أو الإلكترونية)، أو الكتب العامة، التي تباع في المكتبات الرقمية والعامة. لذلك تعتبر القراءة غذاء الروح ومن أحد أهم الأنشطة المثقفة التي تساهم في تنمية العقل وتوسيع آفاق المعرفة. فضلاً عن تقوية ذاكرة الإنسان ومع ذلك، نعاني من العديد من المشاكل التي تؤثر سلباً على تشجيع القراءة، مثل الظروف الاقتصادية الصعبة وانشغال الناس بالمشاكل العامة التي تخصهم".

 

أسباب العزوف عن القراءة : تشهد الساحة العراقية الثقافية انخفاضاََ في مستوى الاهتمام بالقراءة، وتنامي ظاهرة العزوف عنها. يمكن تحديد عدة أسباب لهذا التراجع في القراءة من خلال تطلع كلي للمسألة، ومن بين الأسباب المحتملة، يمكن ذكر زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والترفيه الرقمي، والضغوط الوقتية ونمط الحياة السريعة، وتراجع الثقافة القرائية والإبداعية في المجتمع، وقلة الإلمام بالفوائد العقلية والثقافية للقراءة هذا من جانب . ومن جانب آخر  أحد الأسباب الرئيسية لنقص القراءة في العراق هو الوضع الاقتصادي الصعب الذي يتسبب في صعوبة الوصول إلى الكتب والمواد المطبوعة. فالكثير من الأسر العراقية تواجه صعوبات في تلبية احتياجاتها الأساسية، وهو ما يجعل الشراء والاهتمام بالكتب أمراً ثانوياً بالنسبة لهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة الباهظة للكتب والمواد الثقافية تعتبر عائقاً آخر، حيث يكون الكثيرون غير قادرين على شراء الكتب التي يودون قراءتها.علاوة على ذلك، فإن الناس في العراق مشغولون بمشاكلهم الحالية والتحديات التي يواجهونها في الحياة اليومية، مما يجعلهم يفضلون استثمار وقتهم في الحصول على الاحتياجات الأساسية وحل المشكلات.

 

فؤاد القراءة: قد يعتقد البعض أن القراءة هو هدف فاخر وفقط للأثرياء أو غير المستعدة لتحمل تكاليف الحياة اليومية. هذا الاعتقاد الخاطئ يعزز نقص القراءة في المجتمع ويمنحها أهمية ثانوية في أعين الناس.فوائد القراءة متعددة الأوجه، وتشمل جوانب مختلفة من التنمية الشخصية والفكري. من وجهة نظر فكرية، تعزز القراءة مهارات التفكير النقدي من خلال تعريض القراء لوجهات نظر وأفكار وحجج مختلفة. إنه يتحدى الأفراد لتحليل المعلومات وتقييمها وتوليفها، مما يعزز فهمًا أعمق للمفاهيم المعقدة. وفي الوقت نفسه، تعمل القراءة على تحسين المفردات، وطلاقة اللغة، ومهارات الاتصال، وتزويد الأفراد بالأدوات اللازمة للنجاح في الأوساط الأكاديمية والمهنية. علاوة على ذلك، تعمل القراءة على توسيع المعرفة العامة والوعي الثقافي لدى الفرد، مما يمكنه من المشاركة في مناقشات مستنيرة وتقدير الثقافات ووجهات النظر المتنوعة.ومع ذلك، فإن مزايا القراءة تمتد إلى ما هو أبعد من التطور الفكري. لقد أثبتت القراءة أنها وسيلة فعالة للاسترخاء وتقليل التوتر. إن الانغماس في كتاب آسر أو قصة آسرة ينقل الإنسان إلى عالم مختلف، ويوفر له الهروب من الضغوط والمسؤوليات اليومية. يعزز الاسترخاء والهدوء، مما يسمح للأفراد بالاسترخاء وتجديد عقولهم. حيث يمكن للقراءة أن تعزز التعاطف والذكاء العاطفي. يعرض الأدب القراء لمختلف الشخصيات وتجاربهم، مما يمكنهم من إدراك العالم من خلال عدسات مختلفة. وهذا يعزز قدرة الفرد على فهم الآخرين والتواصل معهم، مما يؤدي إلى اتصالات شخصية ذات معنى أكبر وزيادة القدرة على التعاطف.باختصار، القراءة أداة قوية لا تغذي النمو الفكري فحسب، بل تساهم أيضاََ في الرفاهية الشخصية والتفاهم الاجتماعي.

 

ختاماََ : بشكل عام، يعد نقص القراءة في العراق مشكلة خطيرة تستوجب اهتمامنا وتصحيحاً. يجب أن تقوم الحكومة والمجتمع المدني بتبني سياسات تشجع على القراءة وتزيد الوعي بأهميتها، وذلك من خلال توفير المواد القرائية بأسعار معقولة وتنظيم فعاليات ثقافية أدبية، لإحياء القراءة في البلاد ".

 

 

المشـاهدات 1089   تاريخ الإضافـة 28/11/2023   رقم المحتوى 34224
أضف تقييـم