عادل العرداوي

ابتهجت كثيراً، عندما اعلمني الزميل الباحث ثامر العماري ، ان لديه مشروع اصدار كتاب تعريفي ، بواحد من ابرز شعراء ( الحسچه) في جنوب العراق ، واعني بذلك الراحل ( ابو عادل) الشيخ ثامر الحمودة المزيعل شيخ عشيرة ( آل حسن) في سوق الشيوخ/ محافظة ذي قار - الناصرية.في سبعينات القرن الماضي ، وخلال عملي في صحافة الفولكلور والادب الشعبي ، كنت اسمع بان هناك شاعراً كبيراً ومتمكناً يسكن في ريف ناحية گرمة بني سعيد اسمه الشيخ ثامر الحمودة ، وفي ثمانينات القرن الماضي ، وعن طريق الادبب الزميل عگاب سالم الطاهر ، ابن  ريف گرمة بني سعيد ، عرفت الكثير عن الشاعر المزيعل ، ووفر لي بعضاً من نتاجاته الشعرية التي اعجبت بقوتها وسلاستها وبمفردتها الريفية العذبة ، مما دفعني ذلك لان انشر تلك الاشعار في صفحات ( الادب الشعبي) انذاك ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، جريدة ( الاتحاد) الاسبوعية ، ومجلة ( صوت الفلاح)..واندفعت في متابعة النتاج الشعري لهذا الشاعر ، الناقد والساخر  والصريح والعذب ، لان اعد عنه محاضرة ثقافية ،  وعن شعره القيتها بالفعل في مجلس الشعرباف الادبي بالكرادة الشرقية / بغداد ، من باب التعريف بهذه القمة الشعرية الذي كان بعيداً عن اضواء النشر الصحفي والبريق الاعلامي ..وكنت تواقاً وراغباً في لقاء هذه الشخصية الاجتماعية والعشائرية المتميزة ، فضلاً عن كونه واحداً من فرسان الشعر الشعبي العراقي الاصيل الذي عالج بشعره الكثير من الامراض والعلل الاجتماعية المتفشية بين افراد المجتمع ، خاصة في البيىئة التي عاش فيها ثامر الحمودة وعرف خباياها واسراراها..وشاءت الاقدار ، ان يرحل عنا الشيخ المزيعل في ثمانينات القرن الماضي دون ان تتحق امنيتي تلك في لقاء ابوعادل ، وبالرغم من ذلك ، وبعد فترة من وفاته ، بادر الزميل عگاب الى ان نقوم سوية بزيارة مضيف الشيخ المزيعل الكائن على ضفاف هور الحمار ، ويكون نجل الشاعر الكبير الشيخ ( عادل) باستقبالنا بحفاوة بالغة ، وضيافة معهودة ، وكان حديثنا في تلك الجلسة يدور في فلك اشعار وحكايات وطرائف شاعرنا الكبير ، حيث اطلعني نجله على دفاتر اشعاره ومسودات قصائده بخط يده ، حيث نقلت منها مختارات من اشعاره ، بقيت انشر بها في الصحف التي كنت اعمل فيها لسنوات عديدة..رحم الله ثامر الحمودة ، الانسان والزعيم العشائري والشخصية الاجتماعية البارزة ،والشاعر الشعبي المتميز...