جمال الدين بوزيان

يعود السينمائي الهندي الشهير "سانجاي ليلا بهنسالي" إلى الإخراج السينمائي بفيلم ملحمي أسطوري جديد، من المقرر عرضه في ديمسبر 2025، مع أعياد الكريسماس، حيث تم تأكيد الخبر رسمياً الأسبوع الماضي فقط، عنوان الفيلم "Love and War"، بطولة عالية بهات وزوجها رانبير كابور، في ثاني عمل لهما مع بهنسالي، حيث كان لرانبير معه فيلم "ساواريا" سنة 2007، وعالية بهات أخرج لها فيلم "غانغوباي كاتياوادي" سنة 2022، وهو الفيلم الأيقوني في مسيرتها السينمائية، أما الممثل الثالث الذي يشاركهما البطولة فيكي كوشال، فيعتبر هذا الفيلم هو أول تجربة له مع المخرج الهندي الذي يتمنى جميع ممثلو بوليوود العمل معه.

يمكن الجزم بصفة شبه مؤكدة، أنه لا يوجد لدى بهنسالي في مسيرته فيلمٌ فاشل، إضافةً إلى كون أعماله تحمل بصمةً خاصةً به تختلف عن كل الموجود في بوليوود، حتى لو كانت أعمالاً نمطية، فإن أفلام بهنسالي إما تنجح في البوكس أوفيس وتنتشر جداً، أو في أسوأ الأحوال، تسجل أرقاماً متواضعةً في شباك التذاكر، لكنها تنجح في المهرجانات السينمائية، وتلقى ردود أفعال إيجابية من النقاد والصحافة الفنية، خاصةً الأعمال التي أخرجها هو بنفسه، لأنه بسجله المهني أعمالٌ أخرى شارك فيها كمنتج فقط أو موزع أو مؤلف.

بقية التفاصيل المتعلقة بالفيلم الجديد لبهنسالي، لم يتم الكشف عنها بعد، لكن المؤكد أن الإنتاج للمخرج نفسه، والمعروف عن بهنسالي سخاؤه مع أعماله، وتخصصيه ميزانيات ضخمة للأفلام التي يخرجها وينتجها، لأن عنصر الإبهار هي من الأوراق الرابحة جداً التي يجيد استخدامها، ومن الصعب التفوق في صنع الإبهار والمتعة البصرية الهندية النمطية، بدون ميزانية كبيرة، تسمح بتوفير بلاتوهات كبيرة، وكاميرات كثيرة تتحرك في كل الاتجاهات وبكل الطرق المتوفرة، إضافةً للديكور والأزياء والاستعراضات، وأعمال بهنسالي السابقة تثبت تفوقه في هذا الجانب، مع عدم إهمال المضمون، والمعروف عن بهنسالي أيضاً، أنه في الغالب يترك بصمته على الممثل نفسه، ليكون ذلك الدور أيقونياً وقد لا يتكرر في مسيرة ذلك الممثل مرةً أخرى مع مخرج آخر.

من المحتمل أن يشارك بهنسالي في كتابة قصة الفيلم أوالسيناريو والحوار، كما أنه شارك من قبل في التأليف الموسيقي لأغاني بعض أفلامه السابقة، لذلك من المتوقع أيضاً أن تكون له لمسةٌ وبصمةٌ موسيقية في أغاني واستعراضات هذا الفيلم.

سينمائيا، هذا هو الفيلم الوحيد  القادم والمؤكد لدى بهنسالي، بعد تأجيل العمل على فيلمه Baiju Bawra، الذي أسند فيه دور البطولة لـ "عالية بهات" و "رانفير سينغ"، لكن يبدو أن هذا العمل سوف يؤجل لغاية الانتهاء من فيلم Love and War، كما تتحدث الصحافة الهندية ومواقع النت عن فكرة مشروع فيلم، في السنتين القادمتين، بين بهنسالي وشاروخان، قد يسجل عبره كينغ بوليوود عودته للدراما الرومانسية أو الميليودراما، بعد شبه تفرغ لأفلام الأكشن والجوسسة.

بهنسالي حالياً منشغل بإستكمال مسلسله التلفزيوني الأول كمخرج، "هيراميندي"، هو مسلسل ويب، إنتاج ضخم، وينتظره الكثيرون، كما أنه شغل الصحافة والمعجبين على مدى سنتين تقريباً.

قصة المسلسل، عن حي وسوق هيراميندي (سوق الماس)، المعروف منذ الإحتلال المغولي للهند، بصفته مركزاً للترفيه والغناء، الرقص، الدعارة، المتحولين، والمخنثين، استمر لغاية فترة الاستعمار البريطاني، الذي كرس السوق كتجمع مختص بتجارة الجنس والمتعة.

من المقرر بداية عرض المسلسل في شهر مارس 2024، على منصة نتفليكس، تشاركه في بطولته ممثلات ونجمات من مختلف الأجيال: مانيشا كويرالا، سوناكشي سينها، أديتي راو حيدري، ريتشا تشادها، سانجيدا شيخ، شارمين سيغال.

وقد كنا في جريدة الدستور، تحدثنا بالتفصيل في مقال سابق، عن مسلسل "هيرامنيدي"، وعن إمكانية تقاطع الرؤية الفنية المعروفة لدى بهنسالي، مع أجندات وشروط منصة نتفليكس.