عز الدين المانع

بعد أن تفاقمت حدة الاختناقات المرورية في شوارع العاصمة بغداد بادر السيد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء بالأعلان عن تنفيذ حزمة من المشاريع العاجلة لفك الاختناقات المرورية في عدد من التقاطعات الرئيسة ، وراح يتابع عمليات التنفيذ ميدانيا حتى في ساعات متأخرة من الليل ويوعز بتذليل العقبات التي تحول دون انجازها في مواعيدها المحددة لتسهم في التقليل من هدر وقت المواطنين، وتحد من تلوث أجواء العاصمة بغداد .

كما أقر مجلس الوزراء بجلسته الإعتيادية الثالثة عشرة توصيات الاجتماع التشاوري المنعقد في 16 / 3 والمعني بمعالجة الاختناقات وتقضي بـ (اعتماد توقيتات بدء وانتهاء ساعات الدوام الرسمي في مقار الوزارات وتشكيلاتها ، والجهات غير المرتبطة بوزارة في بغداد لمدة ثلاثة أيام على سبيل التجربة) بعد عطلة عيد الفطر المبارك ، على أن يتم أعادة تقييمها بعد انتهاء المدة المذكورة وبحسب التفاصيل التي نشرتها وسائل الإعلام .

وتضمنت التوصيات أيضاً إلزام الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة بتفعيل العمل بنظام النقل الجماعي وبنسبة لا تقل عن 30 % من موظفيها عن طريق الباصات الموجودة لديها او من خلال التنسيق المباشر مع (الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود)، وتحفيز الموظفين على المشاركة في النقل الجماعي ومنحهم فترة سماح لتمديد البصمة الصباحية والمسائية بنصف ساعة لكل منهما ..

اضافة الى دراسة زيادة رسوم التسجيل والكمركية على استيراد السيارات وفتح الطرق المغلقة وزيادة سعر البنزين المحسن و الممتاز فقط اعتباراً من (1 آيار)...  وهناك توصيات مفصلة اخرى تهدف الى التخفيف من هذه الازمة المرورية ..

لانشك مطلقاً بحرص السيد السوداني على معالجة هذه المحنة الحقيقية ولكن كان على مجلس الوزراء الموقر ان يتخذ قراراً حازماً وسريعاً يقضي بوقف استيراد السيارات بجميع أنواعها لمدة عامين في الأقل وحث اقليم كردستان على الالتزام بهذا القرار وتنفيذه ، إلا في الحالات الاستثنائية التي تقتضيها المصلحة العامة ... اضافة إلى تنفيذ قرار تسقيط المركبات القديمة والعليلة لقاء تعويضات منصفة، وإلا فان جميع هذه الحزمة من المشاريع والأجراءات الأخرى التي حددها الاجتماع التشاوري لمجلس الوزراء سوف لا تخفف سوى نسبة ضئيلة جداً من الاختناقات، سيما وأن منافذنا الحدودية ما زالت متخمة بالشاحنات العملاقة التي تحمل المركبات المستوردة لزمرة من التجار والمترفين وبالمئات يومياً وبدون انقطاع لتزيد الطين بلة وتكتم أنفاس جميع ( المشاريع ) التي ما زالت قيد الانجاز ...