الثلاثاء 2024/4/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
سينما الشباب اليوم
سينما الشباب اليوم
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

كتب مهدي عباس

مصطلح سينما الشباب لم يكن معروفا قبل عام سقوط بغداد بيد الاميركان في عام 2003 ذلك ان انتاج الافلام الطويلة والقصيرة والوثائقية والذي كان مقتصرا على المؤسسة العامة للسينما والمسرح ( دائرة السينما والمسرح حاليا ) والمؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون وبعض الشركات الفنية مثل شركة بابل للانتاج السينمائي والتلفزيوني وشركة الخليج وشركة الحضر وغيرها ولم يكن للقطاع الخاص اي دور في الانتاج الا في حالات نادرة وقليلة وفي الانتاج الطويل فقط !!

معظم مخرجي الافلام التي انتجت في تلك الفترة وخصوصا في السنوات الاخيرة قبل السقوط لم يكونوا شبابا جدد لذا لم تكن هناك ظاهرة شبابية يمكن الاشارة اليها !!

فأغلب الفرص كانت تعطى لاسماء معروفة امثال محمد شكري جميل وصاحب حداد وعبد الهادي مبارك وعبد الهادي الراوي وطارق عبد الكريم وفكتور حداد وياسين البكري وصبيح عبد الكريم وغيرهم ,,

وسنلاحظ في هذه الفترة ( أي قبل عام 2003 ) طغيان الفيلم الوثائقي بشكل كبير ولايمثل الفيلم الروائي القصير الا نسبة قليلة قد لاتتعدى ال 1% وسنلاحظ ان هناك مخرجين قدموا كم هائل من الافلام الوثائقية قد تتعدى الاربعين او الخمسين فلما ليس بينها فيلم روائي واحد امثال عادل داود سلمان صاحب اكبر عدد من الافلام الوثائقية في تاريخ السينما العراقية !!

بعد عام 2003 كان هناك وضعا مرتبكا لايساعد على الانتاج السينمائي وتوقفت دائرة السينما والتلفزيون تماما عن الانتاج  وبعد سنتين اوثلاثة بدأت حركة شبابية تعتمد بالاساس على نفسها دون دعم من اي جهة حكومية وفي مختلف محافظات العراق بأنتاج افلام قصيرة بافكار جديدة استطاعت ان تخرج من وضعها المحلي لتدخل في مهرجانات سينمائية عربية ودولية وتحصد احيانا جوائز مهمه واصبحت بعض الاسماء الشابة معروفة على كل المستويات وهنا اصبحت لدينا موجة شبابية من السينمائيين العراقيين لم تقتصر على المخرجين بل الى كتاب السيناريو والمصورين وبقية العناصر السينمائية الاخرى !!

هؤلاء كانوا يعملون بميزانيات بسيطة واحيانا بلا ميزانية لكن همهم كان تقديم سينما جديدة في الطرح والمعالجة وساعد في ذلك تخرج مجموعات كبيرة من الشباب المتخرج من كليات الفنون الجميلة ومعاهد الفنون الجميلة من اصحاب المواهب الحقيقية والذين استمروا بالعمل ولم تأخذهم الوظيفة أو الحياة بشكل عام من رغبتهم في الاستمرار بكل الظروف الصعبة لتقديم اعمالا سينمائية مميزة كانت ترفع اسم العراق في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية !!

وللامانة التاريخية يجب ان نذكر ان مهرجان الخليج السينمائي في دولة الامارات العربية المتحدة كان فاتحة خير للفيلم العراقي الشاب حيث كانت الجوائز في هذا المهرجان سنويا يتقدمها العراق ب 60 او 70 بالمئة من الجوائز بشكل عام  ولكن للاسف توقف هذا المهرجان الذي كان نافذة مهمه للسينما العراقية ومن باب نظرية المؤامرة قيل ان جهات ما اوقفت هذا المهرجان لانه اصبح مهرجانا عراقيا والله اعلم ,,

ويجب ان لاننسى ان هذه الموجة الشبابية رافقتها موجتان الاولى في اقليم كوردستان العراق والثانية في المهجر ,,

حيث شهد اقليم كوردستان العراق حركة سينمائية شابة كبيرة خصوصا بعد ان اصبح في الاقليم ثلاثة مديريا ت للسينما واحدة في اربيل والثانية في السليمانية والثالثة في دهوك ,,

شباب السينما الكوردية استطاعوا ايضا ان يذهبوا بالسينما الكوردية العراقية الى آفاق رحبة وواسعه وكانوا قد رفعوا ايضا اسم العراق عاليا في عديد المهرجانات السينمائية بل اوصلوا السينما العراقية الى كان وبرلين وفينيسيا وغيرها من المهرؤجانات الكبيرة وكذلك فعل صناع السينما الشباب في المهجر حين كانوا ولازالوا يفتخرون بوضع اسم العراق على جنسية افلامهم في كافة مهرجانات العالم ,,

هذه الحركة السينمائية الشابة النشطة في المحافظات واقليم كوردستان العراق وفي المهجر رافقتها ظهور مهرجانات سينمائية عديدة في البلاد من شماله الى جنوبه تهتم بالفيلم العراقي وتهتم بالشباب السينمائي وبالافلام القصيرة التي يعملوها ولم تبق محافظة واحدة دون مهرجان سينمائي ,, بعض المهرجانات ولاسباب مادية بحته توقفت والبعض لازال مستمرا ,, ففي اقليم كوردستان العراق لاتزال المهرجانات الثلاثة المهمه مستمرة وهي مهرجان دهوك السينمائي الدولي ومهرجان السليمانية السينمائي الدولي ومهرجان السينما ضد الارهاب متوزعة بين دهوك والسليمانية واربيل ,,

في بغداد كان مهرجان بغدادا السينمائي الدولي هو الاهم لكنه توقف بعد ثمانية دورات لاسباب مادية وكذلك توقف مهرجان العراق السينمائي وظهرت عام 2021 مهرجانات جديدة في بغداد مثل الرافدين ودار السلام ,,وفب بابل توقف مهرجان بابل السينمائي الدولي للاسف وهو من المهرجانات المهمه وظهر مهرجان بابل لافلام الانيميشن الدولي ومن المؤما له ان يستمر وشهدت محافظة كربلاء واحدا من اهم المهرجانات السينمائية الدولية  وهو مهرجان النهج السينمائي الدولي والذي توقف بعد خمسة دورات لاسباب مادية ايضا !!

وفي البصرة لازال مهرجان القمرة يحاول ان يستمر بعد ان توقف بسب ازمة كورونا لسنتين !! وكذلك استمر مهرجان رابطة السينما والتلفزيون في البصرة ,,, وفي واسط استطاع مهرجان واسط السينمائي الدولي ان يستمر رغم كل الظروف !!

فيما يبدو ان مهرجان السماوة السينمائي الدولي قد توقف بعد دورات ناجحة وكذلك مهرجانات متفرقة اقيمت في الناصرية والديوانية والنجف والعمارة !!

ولاننسى المهرجانات السنوية التي تقيمها الكليات والمعاهد الفنية !!

كل هذه المهرجانات رغم اختلاف اهميتها وحجمها الا انها كانت فرصة ذهبية للسينمائيين لعرض افلامهم وفرصة للمهتمين لمشاهدتها ,,

بالنسبة لحجم الانتاج  بعد 2003 بمجموعه اي مع افلام اقليم كوردستان العراق وافلام المهجر كان لايتعدى الخمسين فيلما وازداد الانتاج بشكل كبير ووصل بين 300 الى 400 فيلم في سنوات 2014 و2015 و2016  و2017 و 2018  حتى جاءت ازمة كورونا وقل الانتاج بشكل كبير لدرجة ان بعض الكليات والمعاهد لم تنتج افلاما او تطلب مشاريع تخرج من طلبتها !!

ان كلية مثل كلية الفنون الجميلة   كانت في السنوات الاخيرة تنتج مايقارب المائة فيلم لطلاب المرحلة الاخيرة وطلاب الدراسات العليا وكنا نرى من بين هذه الافلام افلاما مهمه ذهبت تمثل العراق في عشرات المهرجانات العربية والعالمية وتحصد الجوائز !!

الملفت للنظر ان دائرة مثل دائرة السينما والمسرح وهي المسؤولة رسميا عن الانتاج السينمائي والمسرحي في العراق لم تنتج ولافيلما واحدا لاكثر من ثلاث سنوات ولم تقم مهرجانا سينمائيا واحدا ولاادرسي فائدة وجودها مالم يتم فصل السينما عن المسرح لتصبح مهمة السينما واضحة وجلية !!

ومن اللافت للنظر بعد 2003 هو ظاهرة انتاج افلام الانيميشن والتي لم تكن تلقى اي اهتمام قبل 2003 بأستثناء افلام قليلة متفرقة هنا وهناك وفلم طويل مهم اشرف عليه الفنان الكبير فيصل الياسري عام 1982 وهو فيلم الاميرة والنهر اول فيلم انيميشن طويل في السينما العربية ,, الشباب السينمائي اليوم يهتم بأفلام الانيميشن وتم انتاج عشرات الافلام واصبح هناك مخرجين وفناني تحريك متخصصين بأفلام الانيميشن امثال أنس الموسوي وعدي عبد الكاظم ومهند الكاتب وزيد شكر ,,

مواضيع اافلام الشباب :

اهتم شباب السينما العراقية بكل المواضيع التي تهم الشارع العراقي وركزوا على ابرز الظواهر التي برزت بعد 2003 أو كانت نتيجة لهذا التغيير  الجذري ومن ابرز هذه المواضيع :

1 – داعش والحرب الطائفية عام 2006 حيث تم انتاج عشرات الافلام عن هذا الموضوع واختلفت المعالجات فالبعض تناولها في شكل مباشر والبعض الاخر تناول اسباب هذه الظاهرة والبعض تناول نتائج هذه الظاهرة على المجتمع العراقي ككل بكل طوائفه  ودياناته  ومن أهم الافلام التي تناولت هذا الموضوع فيلم باقر الربيعي البنفسجية وفيلم حسين حسن العاصفة وفلم حسين العكيلي الطريق الى بغداد وفلم مهند السوداني الانفاس الاخيرة وفيلم سعد العصامي الشيخ نؤيل وفلم علي الجابري جوان وغيرها هذه الافلام ذكرتها كنموذج لافلام تناولت قضية داعش بأسلوب فني جميل

2 – ظاهرة الوضع الامني المتردي وكثرة الاغتيالات والانفجارات والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء شعبنا وتناولت السينما الشابة هذه الاحداث ونتائجها على المجتمع العراقي في عشرات الافلام الشابة كان من ابرزها فيلم ميسي بغداد لسهيم عمر خليفة

3 – هناك مواضيع لم تجرؤ السينما العراقية على مدار تاريخها الطويل على طرحها او تناولها استطاع الشباب ان يتناولها  بجرأة ومعالجات فنية جميلة مثل قضية السحاق التي تناولتها المخرجة الشابة زمن علي في فيلم الجوزاء وقضية اليهود العراقيين وحنينهم لدجلة والفرات والتي تناولها المخرج بهاء الكاظمي بفيلم جميل ومتقن في بندقية الشرق او تناوله لفساد القراء والملالي في فيلمه الجميل الملا و من المواضيع التي ركزت عليها السينما الشبابية ظاهرة زواج القاصرات والتي انتشرت مؤخرا في مجتمعنا ولم تكن السينما العراقية قد اهتمت بهذا الموضوع من قبل وشاهدنا اعمالا عديدة عن هذا الموضوع مثل فيلم من ظلام الى ظلام وملوكة وغيرها 

4 – قضية الطفولة ومعاناتها في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها البلد بعد عام 2003 ,, وقد تم التركيز على هذا الموضوع في افلام عدة كان من بينها افلاما جميلة حازت على عشرات الجوائز من مهرجانات محلية وعربية ودولية مثل فيلم المخرجة سيماء سمير زيرو ملم وفيلم علي البياتي اغمض عينيك جيدا  وفلم ليث دحام عيد ميلاد سعيد وفلم مهند حيال عيد ميلاد وغيرها

5 –  انتشار المخدرات والكبسلة في مجتمع مابعد 2003 كان احد المواضيع المهمه التي تناولتها السينما الشبابية وهو موضوع حساس ومهم ولم يكن معروفا بالمستوى المنتشر حاليا قبل عام 2003 ,

6 – بطولات الجيش العراقي والحشد الشعبي كانت ملهمه لعشرات الافلام التي تم انتاجها خصوصا بعد تحرير الموصل والمدن الاخرى من قبضة داعش

7 – الشهادة في سبيل الوطن وسير الشهداء جسدتها السينما بشكل كبير وملفت للنظر مثل سيرة العذاري الذي تم اعدامه من قبل الدواعش على احد جسور الفلوجة والفريق التميمي الذي استشهد وهو ينقل الازيديين الهاربين من داعش من على قمة الجبل واميمة جبارة التي تحزمت بالسلاح وقاتلت داعش وغيرهم

8 – التظاهرات التي خرجت لتطالب بحق الشعب في العيش الكريم كانت ملهمه لعشرات الافلام التي اصبحت وثيقة حية وتاريخية لتلك الايام المجيدة التي اثبت فيها شبابنا العراقي بطولات كبيرة وقدم مئات الشهداء من اجل قضية مشروعة

9- المشاكل العشائرية التي ورثناها منذ مئات السنين والتي لاتزال معشعشة في عقول البعض استطاعت السينما اشابة ان تتناولها انتقادا وسخرية خاصة وان معظم هذه المشاكل لاعلاقة لها بدين او اخلاق وانما تنم عن جهل كبير غير حضاري

10 – المشاكل الاجتماعية والتي كثرت بعد عام 2003 وخصوصا كثرة الطلاق والبطالة وغيرها كانت محورا لعشرات الافلام التي حاولت ان تبين اسباب هذه الظاهر ونتائجه

المشـاهدات 163   تاريخ الإضافـة 03/04/2024   رقم المحتوى 43244
أضف تقييـم