متابعة ـ الدستور الرياضي

عاش برشلونة عددا من التقلبات منذ تعاقده مع تشافي هيرنانديز المدير الفني للفريق في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2021.استكمل تشافي موسم 2022/2021 الذي شهد خسارة البارسا 5 ألقاب محلية وقارية هي الدوري وكأس ملك إسبانيا والسوبر المحلي ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.وتدارك المدرب الشاب الموقف في موسمه الثاني داخل جدران النادي الكتالوني وقاد الفريق للفوز بلقبي الدوري وكأس السوبر الإسباني في 2023.لكن عاد تشافي مجددا لنقطة الصفر وبات على مشارف موسم صفري جديد بعد توديع بطولات كأس الملك ودوري أبطال أوروبا وخسارة السوبر الإسباني والتخلف بفارق 11 نقطة عن غريمه ريال مدريد قبل آخر 6 جولات من الليجا.وفي كانون الثانى/يناير الماضي فاجأ تشافي الكثيرين بإعلان الرحيل عن الفريق بنهاية الموسم الجاري وقبل عام كامل من انتهاء تعاقده في 2025 وذلك عقب خسارة مثيرة أمام فياريال (5/3) في الدوري.ومنذ ذلك التاريخ تحسنت نتائج البارسا وحافظ على سجله خاليا من الهزائم في 13 مباراة متتالية لتزداد الآمال والطموحات ولكن كل شيء تبخر في خلال أسبوع واحد بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا بخسارة صادمة أمام باريس سان جيرمان (4/1) ثم السقوط أمام ريال مدريد في الكلاسيكو (3/2) بالليجا.ورغم هذا السيناريو المؤلم، فقد تراجع تشافي هيرنانديز عن قراره بالرحيل وذلك بعد اجتماعات مكثفة مع مسؤولي البارسا وخوان لابورتا رئيس النادي خلال الأيام القليلة الماضية.وما يعيشه برشلونة ومدربه تشافي سيكون حلقة جديدة من سلسلة تقارير كووورة "مثل كروي" التي تربط بين أحداث جارية على الساحة الكروية العالمية ومقولة شعبية رائجة في عالمنا العربي.تعامل خوان لابورتا مع ملف المدير الفني وإقناعه تشافي بالاستمرار ينطبق عليه مقولة "عصفور في اليد أضمن وأفضل من 10 على الشجرة".رئيس النادي الكتالوني أراد أن يكمل تشافي ما بدأه حتى نهاية تعاقده في صيف 2025 على الأقل، وفي نفس الوقت يترك لابورتا لنفسه فرصة البحث عن مدير فني جديد دون تسرع وفي ظروف فنية ومادية أفضل للنادي الكتالوني.فقد رشحت الصحف ووسائل الإعلام أسماء عديدة مثل الثلاثي الألماني توماس توخيل وهانز فليك، ويورجن كلوب بخلاف الإيطالي روبرتو دي زيربي، والمكسيكي رافائيل ماركيز مدرب الفريق الرديف لبرشلونة.لكن لابورتا بدا أنه رفض الرهان على مغامرة جديدة مع ماركيز أو دي زيربي، ولمس حالة من التردد بشأن فليك الذي يريد ضمانات مالية تضمن له تعزيز قدرات الفريق بصفقات قوية لسد الثغرات في صفوفه.أما بالنسبة لتوخيل فإن رئيس النادي الكتالوني أراد أن يتجنب الضغط الإعلامي في ظل إخفاق توماس في تجاربه الأخيرة مع تشيلسي وبايرن ميونخ الذي فقد لقب الدوري الألماني لأول مرة منذ 11 عاما لصالح باير ليفركوزن.وبشأن يورجن كلوب فإن المدرب الألماني يبدو خيارا متاحا في ظل تأكيده أنه لن يعمل مع فريق إنجليزي آخر بعد رحيله عن ليفربول في الصيف المقبل ولكنه يريد الحصول على راحة لمدة عام بعد مسيرة طويلة مع الريدز بخلاف أنه مرشح لكيانات رياضية أخرى تبدو أكثر استقرارا من برشلونة خاصة على المستوى المادي مثل بايرن ميونخ.في المقابل يبقى تشافي الخيار الذي يضمن للرئيس لابورتا الاستمرار في تنفيذ أفكاره وسياسته المالية والتعاقدية بشأن المشروع الرياضي الجديد في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمر بها برشلونة.كما يلعب لابورتا بورقة أن تشافي "ابن النادي الكتالوني"، ويستغل حب المدرب الشاب لكيان البارسا وهو العامل العاطفي الذي لن يجده في أي مدرب آخر من قائمة المرشحين التي طرحتهم مختلف الصحف ووسائل الإعلام.