النـص : كثيرة هي المحطات المهنيّة التي توقّفنا لديها خلال مسيرة صحفية استمرت لما يقرب من أربعين سنة ، مررنا فيها بتجارب صعبة وتجاوزنا تحديات عظيمة وحققنا انجازات يشهد لها المنصفون ويغبطنا عليها الحاسدون ويحاول الحاقدون والفاشلون النيل منها لكن سمو أخلاقنا ونبت تربيتنا يجعلنا نترفّع عن الرد عليهم.
بالامس توّج عطاء السنوات من الأداء المهني والالتزام الأخلاقي والمنجز الذي اسسنا له لأكثر من عشرين سنة بعمل يومي متواصل ضحّينا من أجله بالغالي والنفيس وتعرضنا جراء التزامنا الوطني لشتى صنوف التنكيل والاستهداف وحملات التسقيط المدفوعة الثمن من أشباه الصحفيين والطارئين على مهنتنا والمنتفعين والمتكسبين منها ، حتى وصل الأمر إلى تلقّي عشرات رسائل التهديد والتعرّض المباشر فاضطررنا إلى الاغتراب سنوات طويلة لحفظ ما تبقى من سنوات العمر لكننا لم نتوقف عن العطاء ، بل تحملنا ما تحملناه نحن وعوائلنا لنحافظ على منجزنا الذي كنت أرى فيه مصدراً لرزق عشرات الصحفيين من الذين رافقوا مسيرتنا والذين يعرفون ما تخفيه سرائرنا.
أشحنا بوجوهنا عن أعداء النجاح والادعياء وسرّاق جهد الآخرين وتدرّعنا بالحكمة والصبر ونحن نتلقّى سهام الغدر والتخوين والارتكاب لأننا رفضنا أن نكون جزءاً من منظومة السرقة والفساد ، لكننا لم ندع طنين الذباب أن يشغلنا عن هدفنا في بناء صحافة حرّة مستقلّة غير خاضعة ورفضنا لأجل ذلك عروضاً يسيل لها لعاب الفاشلين لأننا أكبر من أن نشترى ونباع ويشهد بذلك زملاء ما زلنا ندخرهم ليوم يحقّ الحق ، ونملك من الأدلة ما يرد على كل ما يريدون الصاقه بنا ، ونحن منه براء.
ومع كل ما تقدم من هجمة باطلة ولا أخلاقية وغير قانونية تقوم المقادير بالرد على من عجزوا أن يقدموا منجزاً حقيقياً وليس تكسبياً تشترى به ذمم الصحفيين ، ويأتي خبر فوزنا بجائزة التميّز الإعلامي العربي للشخصيات الإعلامية الرائدة بالوطن العربي من جامعة الدول العربية جنباً الى جنب الصحفي الفلسطيني الكبير والمناضل وائل دحدوح شهادة اعتزاز وتقدير من خارج الحدود لما يعكس دورنا وحضورنا وتأثيرنا وعظيم منجزنا وهو فخر لكل صحفي عراقي شريف من أبناء المهنة الحقيقيين.
|