حين تكون  مشرفا اكاديميا  على باحث  وفنان

من طراز المؤلف  والعازف المبدع  خالد محمد علي  سرعان ما تشعر  بالفخر والحماس  لما تكتشفه  من  قدرة فنية  صقلتها  الموهبة والمتابعة وتراكم الخبرة  وفرادة الانجاز

هو  احد القامات الشامخة  في ميدان الموسيقى العربية والعالمية   ، ولد في مدينة الموصل وهو سليل  أساطين  الموسيقى  الذين  عاشوا في كنفها أمثال إبراهيم الموصلي وابنه اسحق. وزرياب  امتداداً إلى ملا عثمان الموصلي وصولا إلى المبدع خالد محمد علي

هذا الاسم الذي اصبح اليوم مثار إعجاب

المتخصصين والعارفين بفن الموسيقى من باحثين ونقاد وعازفين وملحنين فالجميع يتفقون على   انه فنان بارع , متنوع  الثراء

الفني لما حققه   من  أعمال  مميزة  وإضافات تجديدية  للموسيقى العربية

  عبر مؤلفاته الكثيرة في قالب السماعي الذي يعد احد أشكال البناء الموسيقي واللحني  في موسيقانا  العربية  التي  عانت من الهيمنة والركود نتيجةو نفوذ  وهيمنة المستعمر الذي اراد فرض  ثقافته ولغته  وفنونه بوصفها أدوات ووسائل تساهم في احتلال العقل قبل الارض  والمتفحص لواقع موسيقانا  سرعان ما يجد انها مازالت  تعاني من آثار تلك الغزوات الثقافية حتى اليوم والتي ينبغي ان ندرك كيف يمكن ان تتخلص من تلك الشوائب التي هددت هويتها وأصالتها   بعد ان تراجع عطائها  في هذا المجال منذ عدة قرون  ، وهنا يبرز دور المؤلف الموسيقي وما يمكن ان يقدمه من عطاء وابداع وتجسيد للموهبة والخبرة عبر أعمال راقية وجديدة  تتجاوز المألوف وتساهم في ارتقاء الذائقة الفنية والجمالية وهذا ما يميز عطاء الفنان خالد محمد علي الذي  ساهمنا إياه  أنا وزميلي الفنان الدكتور محمد حسين كمر في منجز بحثي علمي وأكاديمي اكمل به مسيرته الدراسية ليكلل جهوده بالحصول  على درجة الدكتوراه في العلوم الموسيقية وبمرتبة الامتياز  لما أقرته لجنة المناقشة العلمية التي تشكلت من أساتذة عراقيين واردنيين وما وجدت في بحثه واعماله الفنية  التي اتخذها  نماذج تطبيقية من تفرد أسلوبي وكفاءة في التنقل الواسع بين مختلف المقامات وإمكانية كبيرة في استخدام وفرة من التراكيب الإيقاعيّة التي أغنت البناء اللحني داخل قالب السماعي وتسخير المديات الواسعة في بناء أعماله التي انفرد بها واصبحت علامة فارقة وإضافة نوعية  إلى جانب  محاولات جهود من سبقوه  من المؤلفين العراقيين القدامى منهم والمعاصرين الذين مازالو  يحاولون ترسيخ الهوية وتأكيد الأصالة الفنية في موسيقانا  وعموم ثقافتنا العربية