روائيات مسترجلات(2) |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : ناصر أبوعون
بقراءة الفيض المتدفق من الروايات العربية التي لفظتها المطابع في منطقة الشرق الأوسط ومعها تمَّ الترويج لمقولة (هذا زمن الرواية) ووفقا لدراسات إحصائية نجد أن 98.7 من الروايات المكتوبة بأقلام نسائية تشتغل على ترويج وتسويق مبدأ اللذة تحت عناوين مخادعة ومصطلحات غربية مستوردة كان من أهمها (كسر التابوهات / المحرمات: الدين والجنس والسياسة) ، (كشف المستور) ، و(فضح المسكوت عنه). وقد حذر "رامان سلدان" من ظاهرة التغني المبالغ فيه بالجسد، وذهب إلى أن بعض الكاتبات الراديكاليات تغنين بالسمات البيولوجية عند المرأة بوصفها مصدرا للإحساس بالتفوق، وليس النقص، وكل تناول متطرف للطبيعة الخاصة بالنساء معرض لخطر أن يحتل، وعلى نحو مغاير، الموقع نفسه الذي يحتله المتعصبون الذكور" على أن هذه الاحتجاجات وغيرها لم توقف أمر الاحتفاء الصريح بتكوين الجسد الأنثوي وجمالياته الخارجية، فالناقدة "هيلين سيكسوس" تعلن ضرورة أن تنصرف الكتابة النسائية إلى الجسد، بل والاقتصار عليه، وتدعو النساء إلى وضع أجسادهن في كتابتهن.وفي هذا السياق ترى (لوس ايغاري) أن الأسلوب النسائي يعرف من خلال (ارتباطه الحميم بالتدفق واللمس)، و تربط ( لغة المرأة بالجسد الأنثوي واللذة الجسدية) وفي العام 2008 ألقى الناقد المغربي سعيد بنكراد في (ملتقى الرواية العربية) في سوريا بحثا تحت عنوان (السرد النسائي او الفحولة المسترجلة) ورأى أن الرواية النسائية العربية "ليس فيها إلا الجسد والهروب من المواجهة قدم بنكراد قراءة نقدية (حول الغالبية العظمى من الكتابات النسائية في الرواية)، وقال سعيد بنكراد إن (الروايات العربية بأقلام نسائية ليس فيها إلا الجسد والإغراء)، معتبرا أن "المرأة تضع رغبتها في الكلمات قبل جسدها نفسه و(رواياتها) لا ينقصها إلا أبطال ليلعبوا أدوارا دقيقة"، وميز بنكراد بين الروايات (الذكورية) و(النسائية) ، ورأى أن الروايات (الذكورية) يكون فيها السرد عفويا ويستند إلى ذاكرة في كل اتجاه (بينما الغالبية العظمى من الروايات النسوية العربية تعتمد على الوصف وتفتقد السرد)، وقال إن (الوصف هو للهروب من المواجهة) مغلبا السرد (الذكوري) عليه.
وتشير الناقدة السعودية شمس المؤيد، بأصابع الاتهام إلى النقاد وقيامهم بـ«الإسهام في ضحالة الرواية المحلية، من خلال الثناء على روايات هزيلة». وأوضحت في محاضرة ألقتهافي نادي الدمام الأدبي، أن (بعض الكاتبات يجدن نقاداً مستعدين للكتابة عنهن، حتى قبل أن يبدأن في الكتابة)، مضيفة أن (بعض كتّاب الرواية المحلية من الجنسين، يكتب رواية قبل أن يقرأ روايات جيدة تمنحه فرصة التعلم، أو يفتقر إلى التجربة الحياتية الناضجة)، مؤكدة (إخفاق الروائية السعودية في تصوير المرأة النمطية منها والمثقفة على السواء في روايتها، فجسدت العادية في شكل باهت، والمثقفة في شكل مأزوم)، مرجعة ذلك إلى (استخدام الروائية الكتابة لإظهار ذاتها، أو لصغر سنها، وضآلة تجاربها). |
المشـاهدات 220 تاريخ الإضافـة 07/09/2024 رقم المحتوى 52908 |
روائيات مسترجلات (1) |