ناجح المعموري

ليس سهلاً معاينة زحمة عرض المبدع الكبير ثائر هادي جبارة الذي يدعو دوماً للاشتباك ويحلق عالياً كالبلابل حتى يراه المعاين له لان عين المبصر لا تقف قلقة بل مختبرة وهنا تنشأ ارتباك المتفرج وكثيرا ما سقط معهم فشل الاسئلة لسبب بسيط جدا وهو ان حداثة عروض الفنان ثائر متفرج نحو الانهيار لان ضعف الثقافة اول علامات السقطة تجربة الحداثة وما بعدها لها الزامات نقدية وتتفتح نهاية الأسئلة .

الشعرية العينية البصرية مخلقة لما هو ملفت وجديد ومساهم بالشكر ممتاز لما يتعرف عليه الانسان عبر قواه التعبيرية الخارقة لذا نلتقط اثناء المعاينة ما تحققه من اجل الوصول للقيم والصور الجدارية وفروق الخطوط وهي تتشاكل مع المحكيات والاساطير والطقوس .

تبدت رغبه الثائر بالزوغان عن اللعب ويلوح فرحا بجرس العبارات وايقاعاتها ولابد من ذكر جرجاني الذي قال الكلام مؤلف الاسم .

تبدت رغبه ثائر بالزوغان عن التقليدي المألوف المثير للفرح هو مجنون بوصف المتفرج ووصفه في خانه الأسئلة وضجيج جرس العبارات وايقاعاتها شاكر حسن سعيد اول مزاول الحرفية والصوفية للتأكيد على الحرفية وانعكاس المرئي ومن الامر المنقوص على المزخرفات لعصور ما قبل السلالات في العراق .

اجد قول هايدجر مناسب للاعتماد عليه عندما قال ان اللغة او القول اداة الانسان لتحقق الصلاحية واظهار المستوفي او هي على الوجود البشري في العالم الخارجي .

قال شاكر حسن ال سعيد " الصفات " الربانية في الفن والزمان الوجودي في الفن التشكيلي هو زمان غير مباشر لأنه لا يتحقق لنفسه بنفسه من اول وهله تتحقق الموسيقى اثناء عزفه انه زمن لحظة الحاضرة .

لابد من الامتداد لأن طاقة الفن الشعبي تتمتع بإمكانات كبرى ودائما ما يتغذى ثائر بما هو شعبي ويتلاعب به ومعه ويعطيه للمركز حضورا وسياحات ثائر المتكررة كلها لن تنجرف عن حضورات الحياه الشعبية كلها وتظل الفنون التي حاول ثائر منحها حضورا وسط الجاليري لكن الحلم المراد لم يعطي له ما هو مطلوب لكن الحلم الكبير بقاء دوران الاحلام والفنون الاستعدادات واعتقد بان اهم دور لعبه الفن هو ما قام به الفنان شاكر حسن ال سعيد في كتابه المهم واستطيع الاستعانة بأهم ما ذهب اليه شاكر سعيد عبر حاله تاريخيه لمقطع طولي لنباتات وادي الرافدين يمكننا التعرف على تطور الفكرة القصدية وهي في حالتها الديناميكية خلال الحلاج لقد كان جلجامش في صراعه مع انكيدو يوم التوصل طول وهو في ذروه فرحته اذا لم يكن قد لمس في مراره المحلول مصيره هو بالذات وسيلمس مثل هذا المصير قبل اوانه توظيف عظمه شاكر حسن ال سعيد على فعالية فنيه تجعل من الطاقتين ذات فعالية مساهمه للتفاعل مع دور الاثنين وتنوعات القوى ذات التلاوين واحتمالات عزل كل من ما فيهما البطولة انكيدو وجلجامش ومن هذه اللحظة تنمو الذات وتحوز تنوعات البطولة وواضح طاقه تنوعات البطولة المتعددة واعطاها شاكر حسن ليست القوه بل البهلوانية وهذا ما يجعل شاكر حسن هو بطلا ولا يكتفي بصفته فنانا .

لابد من ضرورات الإشارة لأهمية الفن والاحلام لأنها تسوغ للفنان ان يقول ما لا يتوقع اخر قوله لان الفعل مغتن بتلاوين .

واذا اردنا الزوران مرة ثانية نحو الشعرية الكبرى سنضطر الى تفعيل التأويل وضغط الدلالات وسنتوصل الى ان حلم الوصول سيفضي لتحويل الشعر الى صفعات يعشقها ثائر هو يعرف لمن يوجهها ونحن ندرك بانه ماهر وبارع بالانتقام ومعناهم التحولات الكبرى هي الصفعات القاسية والضديات بين الاطراف .

الانهار وما يطفو على سطحها والاهوار وما يكسو فجوات كلها الحرب ستعطي الوصول للساعه التي انحشرت بها بطن السمكة وهنا تبرز تحولات جديده لان ظهور الساعة اتضاحهم زمن الحياه وتعالي المجد والاحياء على الجرائم والذبح كل الرموز التي المح لها ثائر هي تباشير المجد وانغراسات الاشجار.

المجد للحياة والفوز لكل من يذهب الاستذكار البطل الذي كرس الحضور للابد.

لم يتجاهل العرض البطل بعد استشهاده لان الدور الذي منحه وهو حي باق وكذلك خلوده في ذاكره التاريخ الماضي .

الارض ذات طاقه متاتيه لها من كثير الغرائب فهي تمثل ما موجود من جمال الازهار وعطرها المثار في الفرات ومع موجودات اساطيرها الكثيرة المزينة بجمال كل واحده مزدهيه بالألوان والعطر كاس تقرأه الشوارع واجتماع اسطورة عميقه بين الراحتين مزدحمة بحزمه الاس واشجار المطر جالت به الالحان واوديه الريح معلقه اصواتها التي عانت تعبانة من غياب الاحلام عن زمانها لكنها النار في تنورها ترسل الشفرات اسرارا وتبكي العشق عبر الجنون لا يتبدل عنده هبوب العواصف الترابية .

استطيع بان تجربه الطفولة ابتدأت منذ الطفولة وعند صعود البدئية حيث تجربه هيجان الحياه الزراعية ولحظه الدفاع عن مجد المغني وجماليات الرقص .

انخطاف الزهرة بهبة هواء بارد لتعلن عن علاقه عشق يسيل الماء المحفوظ بالسماء وكثيرا ما اكد ادغار موران على افكار هايجر في رؤيته الفلسفية حتى صارت هذه المفاهيم ثوابت تتداولها الجماعات عن الشعر ومحفوظاته في زمن الحداثة الذهاب للتجديد والتحديث يمثل طفرات نوع لديها ممكنات الانشغال بالتجديد .

مهما كان الاختبار لدى ثائر نوعا من الخروج عن الكلمة لحظه خروجها تتحول خطابا حاضرا ودائما يضطر ثائر الشجرة المتصاعدة التي ترمز الى قوه النمو لذا كتم التعامل مع الفن كشاف لحظه الوعي الانسان بشكل مثير الاحساس وليس مثيرا للأعجاب عندما قال غوتا حكمته .

والماضي وهذه خاصيه يعطيها شاكر حسن ال سعيد للبطل الصوفي لذا فان يستعيد حضوره وتواجده لبقاء السرديات الكثيرة عنه وهذا ما كثيرا ما ذهب اليه ثائر لأنه يعطي كل ما تعارفت عليه المحكيات الشفوية للأبطال الذين احتفظوا بتواريخهم مجدا واهم ما اثار شاكر سعيد ان الميت او الشهيد لن يغادر الحاضر ولم يكن حتما ذلك الصريع ليحلم مستقبله وهو لا يكاد يمس فقد استحال وقته حينئذ الى حاضر لا يبدو منه سوى ما يبدو من رعاشات حفرت الحالمين الدال على احلامهم كذلك كان سينجز في زمان ليس له طرفان ولعل مشكله الزمان في العمل الفني كانت تقتضي هذه اللحظة الحاضرة المقطوعة الطرفين لذلك فان العالم التشكيلي هو قبل كل شيء عالم حسي بصري اي لا يمكن ادراكه دوما ابصار ومشاكله من ثم مشاكل ماديه انسانيه اي غيبه ذات معنى ظاهري قبل ان تكون مشاكل ومع ذلك فان زمان الفعل الفني على الرغم من مظهره السرمدي فهو حاضر.

الانشغال الفلسفي في كلام شاكر حسن ال سعيد لم يبتعد عن الانشغالات الحكواتي عن سرديات الكائن البطل الذي دخل معارك محتشدة قاسية حصلها فيها تداخل دموي لكن الديني مانح طاقه للإنسان تقترب من اشتباكات البطل مهما كان دوره وانغماراته .

وهنا تبرز العظمة التي تتبدى ماديا وتظل حافظه دور الانسان الذي يلعب دورا تكريسيا وهنا تبرز لحظه التداخل بين السرد والحكواتي لذا انا وجدت باهتمامات شاكر حسن بالبطولة السياسية او الشعبية متمثلة بالملك جلجامش والبطل انكيدو واهم ما يعطيه البطل كأنموذج انكيدو هو الطاقة الصلدة والقوه التي تظل ثابته مقاومه لمن امتلك ما يساعده على البقاء والمثير للدهشه في سرديات الانسان البطل امكاناته على الصمود اعلان الثبات امام ثبات الحشور الاستغراب هو تجاهل حضور الانثى التي كرستها ملحمه جلجامش وما رافقها من احتفال زواجي عرسي وهذا شرخ بارز في مرويات البطل

التداخل بين السرد الذي اقترحه ثائر هادي والمحكيات التي ذهب اليها الافراد او الجماعات لان الاشتراك بالحكايات احدى السمات الكبرى والمميزات التي جعل من ديمومه القص سمه من ملامح الجماعات المجتمعية كل هذا هو الذي جعل من ثائر النموذجا للقصخون الشعبي الفريد والروائي محمد علي النصراوي ان مفهوم الجسد في جسد الانسان وحده وليس شعراء وقد بثنا مدركين لأبعاد الثقافية والاجتماعية والنفسية وقد بدا امامنا متنا متخما بالدلالات وما يحوز من معان ورموز

انا ارى غياب الكائن في الصورة البدئية التي كانت معلقه بينما المحفورات تومئ لأنها وليده جديده وهذا ما يسعى له ثائر

ان الصورة المرسومة والفوتوغرافية لا تحوزان صفه الحضور في الغياب فحسب بل تحتفظ ايضا بسحر القرين وعلى الرغم من ان صوره الفوتوغرافية ليس فيها جسد حقيقي ولا ماده ولا حياه الا اننا نشعر ان لها حياتها الخاصة وسحرها الخاص خصوصا حينما تمثل هذه الصورة اشخاصا اعزاء

واكد عالم الجمال المشهور مورغان في حديثه عن الانسان البدئي ان الانسان القديم يلازم مثيله الذي يتجلى على هيئه ظل او يظهر من الانعكاس ويكون هذا القرين المثيل جديده ومستقلا عن صاحبه في الاحلام لعبه حضارات عظيمه على تكريم الاسلاف الموتى في شعائر شعبيه واعتقادات عليها الجماعات في الرقص والدبكات بوصفها مساء لأعاده الكائن الميت

انا دائما ما اؤكد على مقوله مورغان التي قال فيها اللغة النثرية هي لغة داله تهدف الى تحديد الاشياء التي يتم الحديث عنها وتجعلها موضوعيه اما اللحظة الشعرية فهي تنطلق من الذاتية وتتجه الى الذاتية تنطلق من الانفعال الجمالي بعرض نقل هذه الانفعال لقد نقل الشباب قوته والسنه فقدت ربيعها

ثائر فنان ذكي يضعنا وسط احراجات تضغط علينا حركات والرقص ويدفعنا للمشاركة بالطقوس غير المنسية لأنه يعرف جيدا بان الحركات والضجيج هي مسرح وتعني الوريث في فنون الطقوس اغريقي بأقنعته او بدونها

عمق النص النثري هو الذي جعل الحاضر ميتا والدوران فن البحث عن المخفي الذي لعبت معه انانيه الحيوانات والتضحية نوعا المهمين في التراجيديا التي انشغل معها الانسان ليجد ما هو راسبي في الاهوار والانهار والسعي لالتقاط المهرسونات في الاسماك والاعلان مفقودات البطل

الموت والجمال من الظل شيعان عميقان يا حويان كثيرا من الظل والصفاء كما كان شقيقين وخصمي

يا ضمان التراجيديا نفسها والسر نفسه وستظل تجربة ثائر مكتظة بالأسرار والخفايا وما يشير لذلك كثرة توظيف الشعر الذي دائما ما يظل مقبولا للأداء ومزاولة اللعب والطقوس التي ستظل تت وانتظار الغناء لانهما مكملان ما زاولته البدئية وما اكده ادغار موران تمنح الكلمات الشعرية دورا موسيقيا وتنوعات الدلالات والايحائية فللشعر سحر خاص الذي ينقله الى الموسيقى التي تنقل بدورها ليست الاغنية جنسا فنيا بل هي جنسا قد انتج روى الاعمال .

قال عالم الجمال ادغار موران نقلا عن مافيزلي القبيلة الجديدة قد تزايدت ايضا الحاجة الى الجمال ومن هنا كثرت اقامة المهرجانات . نحن نشعر بمتعة كبيرة المشاركة مثل حضورنا بشكل جماعي لسماع العمل الفني . ونحن في حالة عزال وقد يضعف الخاصية الجمالية وتساءل موران ما الذي يجعلنا دائما نشعر بالمتعة الكبيرة في المشاركة لتلقي عمل فني جميل سبب يعود الى المشاركة الوجدانية . نحن نضحك معا ونبكي معا للمشاركة من اكثر شروط الكمال والمتعة الجمالية والعيش في حياة شعرية .

تجربة ثائر المسرحية الجديدة

التجربة المسرحية الجديدة في العرض المسرحي التي ابتكرها ثائر اخذنا الى حياة اعتدنا عليها بآلية واقعية وعليها رمزيات جمالية نحن بحاجتها وهذا يساعد في الوقت ذاته على التعرف على ما هو افضل في حياة كريمة اي كما لاحظنا هو للفكر مع خصائصه الواعية الاسماء هذا ما اكده مورغان واقتنص هذا الراي تلبسا خفيا للأسطورة التي كثيرا ما تتجاور مع الطقوس والعقائد وكما قال المفكر كاسيرر يصبح المفقودين الهه بيئة وتعتمد حياة العائلة وملاحمها على مساعدتها وحبها ، وعند تغيب الاب خاطبه ابنائه ملحنين الرجاء لا يذهب عنهم وتقول اغنيه اقتبسها تايلور.

لم يغيب الفضاء الصوفي في هذه التجربة على امتدادها الطويل لان ثائر غذته التقصيات ومنحته لقبا راكزا مستولداً الاثارة في المسرح لذا تلتمع مفردات طقوسيه احيانا ويكون لها تأثير وانعكاسات على الاداء والحركات والحوار الكلام الحروف ايقاعات تذهب نحو مظاهر الحياه وتنجح بإرسال ما يريد بثه ثائر

الحضور الصوفي ملاحظه هذه هي ابتكار ولم يشر لها من قبل ثائر لاعب ايقاعي ولذلك انعكاسات على سيمياء وملامح وديمومه العرض وتتضح اكثر الدهشة لان الفن يكشف الحقيقة بوعي الانسان بشكل يثير الاحساس ويفضل تلك الحساسية تنكشف او تعرف الحقائق الاعمق تضمن الجماليات مورغان

نحن نكتشف العالم البشري الداخلي نكتشف ذواتنا ونكتشف كذلك العالم البشري الخارجي . اي طرق التفكير الاخرى والثقافات الاخرى التي يمكننا ان نطلع عليها تواليا عبر السرد او الصور وربما تصعد وظيفه الجدار دائما للشعر طاقه لتقديم صرخة مضاءه وقاسيه ودائما ما يقدمها ثائر للسكوت ضد الماضي الدموي والدمارات التي اشعلت مواقد الإبادة وما يبرز هو ان الشعر محفز للإبادة والغضب الميتات الخرافيه التي اقترفها الذباحة حلم رافعا الاجساد ليس للإشهار فقط بل لأطلاق صرخة كونيه مدويه ضد الجريمة وكما قال الشوقي عبد الحليم لعل صراع الماء وموارده جوهر الحماية عبر لفحه الصحاري والبوادي انه البديل السالف الصراع البديل وبطاقه اليوم ويلعب الماء وموتيقاته الدوري الجوهري الاول في مجمل الاساطير وفلكلور بلداننا العربية بلا استثناء سواء حين يكثر ويفيض في اماكن ودلالات اوطان الانهار في مصر والعراق ومنه تتولد الطرفانات من بابليه واشوريه جاءت بها النصوص المبكرة لملحمة جلجامش واضاف الاستاذ شوقي عبد الحكيم الماء مهبط عرش جميع الإلهة السامية خاصه ايل او كبير الاله

....................................

مع صورة الاستاذ ناجح المعموري