لا توجد عندنا ولحد الان (ثقافة) تجعل اختيار النواب أو أعضاء المجالس المحلية يُبنى على أساس البرنامج الانتخابي الجيد، والكفاءة، والنزاهة، والأمانة والاخلاص والوطنية إلا ما ندر، فمتى ما صار انتخاب المرشحين لا على أساس قومي أو طائفي أو قبلي ، وأنما على اساس البرنامج الانتخابي المتكامل والجيد ، والكفاءة والأمانة والنزاهة والاخلاص والوطنية، وتقديم الخدمة لجميع افراد الشعب ، بغض النظر عن انتماءهم ، سنصل الى تحقيق الديمقراطية المنشودة .. ومن وجد مجتمع متصالح مع نفسية ، غير متناقض ، حققنا الديمقراطية الحقيقية .. لان المجتمع المتناقض غير مؤهل لانتاج ديمقراطية حقيقية .. فحين ترى الكثير من الناس يذم الفساد ويلعن السراق ليلا ونهاراً ، ومع هذا يجلس مع هذا الفاسد أو ذاك السارق ويمدحه ويشيد به، تعصباً له لأنه من قبيلته أو طائفته او مذهبه او قوميته ، أو لأنه قدم له عمل ما .. أو أسدى له خدمة معينة ، فيعيد انتخابه ويجدد له الثقة وهو يعلم انه (فاسد وسارق ومختلس).. كما ان المجتمع الذي تحركه العواطف ، غير مؤهل لتحقيق الديمقراطية لأن المجتمع العاطفي ستتغلب عواطفه على عقله .

من مقالة للأستاذ الدكتور صدام العبيدي بعنوان ((الديمقراطية والشعب المؤهل))