الأربعاء 2025/4/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 37.95 مئويـة
نيوز بار
حصاد الريح
حصاد الريح
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن العكيلي
النـص :

 

 

 

لاشك ان وجهك القمري المورد قد تغير وطولك الممشوق كرمح رديني قد انحنى وتبدل وورقك الاخضر الساطع الجمال حاصره الخريف باليباس والجوع والعطش فتساقط على الارض ورقا ذابلا تذروه الرياح  وورد كستنائك الذي تحيط به الغدران والينابيع هاجمه القحط والافول فخرت اغصانه صرعى كأعجاز نخل خاوية لاتسمع في اجوائها سوى العويل والقصائد المخنوقة بالفجيعة فالسنين التي حدت مخالبها وكشرت عن انيابها بوجه الغرباء لتزرع القلق في قلبك المرتجف . والتجاعيد على صفحات وجهك الملبد بغيوم الكأبة وزادته خرابا فوق خراب  فوجهك الرائع القسمات تحول الى مدينة خربة بفعل الزلازل المتكررة والنكبات المتلاحقة  كنت اضن انك قوية كالحديد رقيقة كالحرير تتمتعين بقدرة فائقة على الصبر والجلد ضد ضغوطات الحياة لكنك كنت اوهن من خيط العنكبوت  فانهارت قواك امام عاصفة الغربة والترحال فحولتك الى ورقة خفيفة تدفعك الرياح بلا رحمة تجذبك الجهات بقسوة الى محورها المتحفز للايذاء كنت اضنك صلبة امام الوجع لكنك كنت اسرع من البرق الى الاستسلام والبكاء. ياحمامة اتلف التنائي ريشها وبعثر احلامها في العراء. لاتبكي على حائط المنفى وترتجي منه الراحة والامان وتبنين قصورا من رمال لتسكني فيها بسلام .  لن يدوم صمود حائط المنفى الى الابد سينهار يوما كجبل جليدي حاصرته مناجل جمر المواقد والنيران  بالامس رايت حقل الزنبق يقرأ اخر بيت من معلقة الحب المكتوبة بايدينا كان اليأس واضحا وجليا على ورق ورده الذابل الضمان  ويذرف الدموع على بقايا اثار اقدامنا التي محاها المطر لم يعد ورق الزنبق الواقف بوجه الريح طيلة ايام العاصفة التي لاتعرف الهدوء  بالصمود مدة اطول  سينكسر عودها  المتهالك وستصبح كالكرة امام اقدام الزمن  الكارهة للحياة تركلها تدفعها الى المجاهيل  بقسوة لن تحصدي شيئا ممن زرعتيه فكل الفسائل والاغصان التي زرعتيها بين احشاء التربة السبخاء ستموت لامحالة. كيف لاتموت وقد تحولت الارض الى بيئة طاردة لكل ما هو جميل الى رحم عقيم يبكي الحضور والثمر الاخضر والبيادر هل تعلمين ايتها النهر الذي لن يتوقف عن الحراك والجريان لن يتغير شي في في عاطفتي اتجاهك..  فكل مسامة في جسدي تقول احبك منهمك ابحث في الكتب القديمة في قصائد الحب العتيقة  بين دهاليز الشوارع  المضيئة والمغلفة بالعتمة عن اي شي يذكرني بك لكن لا بارقة امل تلوح في الافق المتقلب للاجواء  عن انكفاء فصل الجفاف وعودة موسم الامطار الحبلى بالخضرة والحياة هاقد ادمنت على استنشاق دخان السجائ المشبعة بالنيكوتين والسهر حتى الصباح – صدري معبأ بالدخان الغليظ  وعيناي بالكرى وراسي بالصداع  ابحث عن ظل يحتوي وحشتي ويداري خيبتي وانكساراتي ويرمم عظم مصيبة غيابك ابحث عن يد تمسد شعري تمنحني القدرة على النوم من دون مسكنات فليس من الحكمة ان تدخلي مسامات لاتعرفي كنهها فالدهاليز المبهمة مصدر قلق دائم – الا تخشين على روحك من مواسم الخوف والقلق كوني على دراية تامة بالطرق التي تريدين السير عليها  جغرافيتها المبهمة تخبأ تحت منعرجاتها الملتوية كأفعى كما هائلا من الصور المرعبة التي تزرع الخيبة والخذلان فلاتقحمي نفسك الامارة بمعرفة المجاهيل بماسي جديدة تشد بالاصفاد يديك وقدميك وتحجب عن عينيك الرؤية  بحجة البحث والاستقصاء عن جزر لم تطأها الاقدام البشرية  لازال امامك متسع من الوقت لتعيدي بناء الجسور المحطمة والطرق التي ارتدت ثوب الخراب لتعيدي الحياة لمركب العودة الذي يبكي اشرعته الممزقة وحباله المحترقة اياك واللعب مع البحر كيف تأمنين على نفسك  وانت تلعبين مع قطيع ضخم من الوحوش الضارية فالموج المشغول باداء رقصته العجيبة يثير الف سؤال وسؤال فعلام هذا  التهاون مع حوت يبغي التقامك هل روحك رخيصة عليك وانت تنامين بين فكي اسنانه الحادة كالسكاكين انه الانتحار بعينه .  لطالما وشوشت في اذني طيور النوارس . ان البحر المصاب بالكابة المزمنة يحب العزلة والانطواء على نفسه وقد تعود ان يعيش بلا اصدقاء هوايته اللعب على اعصاب من اراد ان يقتحم عليه داره ويقلق راحته ويرش على محياه ماء الارق- عودي واعطي البحر درسا في الصبر والعزم الذي لايلين وعشق الخطر من اجل من تحبين .

 

المشـاهدات 47   تاريخ الإضافـة 15/04/2025   رقم المحتوى 61698
أضف تقييـم