الأربعاء 2025/4/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
نيوز بار
سعادات بطول الشمس
سعادات بطول الشمس
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

عبد الله نوري الياس

 

 قديما كنا نوقد اهاتنا

بنجيع القلب

نمسح جباهنا بالزيت والخروع

مرورا بأرغفة التنانير 

نتسامر في الأزقة

 ليلا ......

تحت ضوء القمر

كنا صغارا

نحلم بالخوف والجنيات والمطر

نسمع قصص الأولين

بشغف طفولة متعطشة

كنا سعداء بالعصافير

وهديل غروب

يودع قاماتنا القصيرة

 ونقيق ضفادع تتنطط

في السواقي

 وباعة متجولين

يدفعون بحنجراتهم

 في الهواء

كان الجنون يحملنا

نحو سعادات مخبوءة

برحيق فراشات

وزواجل منقطة ومزركشة

بمناقيرها الساحرة

تبني أعشاشها

فوق سطوح المنازل الطينية

 بفرح لا يوصف

أدواتنا كانت بسيطة

مثل عين مياه

وانكسارات عفوية

وفوانيس ضاربة

في القدم

فرحة بعيوننا الفضية

وعتبات بيوتنا منشرحة

مثل ألسنتنا البريئة

كانت تضيء

مثل شفاه الشمس

صرة خبز وشربة ماء

وحصادون يحملون مناجلهم

قبل الفجر

والخضرة حولهم تزهو

مثل عرس أبدي

وما يستر أجسادنا الناعمة

بالدشاديش

 وطرابيش تحمي رؤوسنا

من فضائح الشمس

وأقراطها الذهبية

تلك البساطة

كانت حروفنا

في الشجاعة والطيران

كان الحب وثيقة

في الزهو والأعاجيب

 روح وردة يشمها

 الجميع

ويشبع منها الجميع

المعابد القديمة كانت

بسيطة وجذابة

المعابد الجديدة

ساحات للتباهي

والرقص والأختباء

ايها الشجن اعرف

 انك تحب وجودنا

وتعذب عروقنا

 بالحماسة والعواطف

بالأمس كنا

نلهث في الحقول

مع المخلوقات

كنا نرسم القوارب

على ورق الرسم

على الجدران

على  الأرض

والجنود والحروب

حين كان يرن

جرس المدرسة

 والريح تهذي بأفواهنا

أيها المطر

أعرفك من خجل غيمة

مشاكس حينا

وحينا لاتمطر بالحوامل

ظل الفيافي في الأزقة

في المستنقعات

كيف تنام القبرات

 مطمئنة في أعشاشها

والسنابل تحرس رؤوسنا

من لصوص المدينة

ياه كم تجولنا

 في شرايين الأرض

 بحثا عن طفولتنا

عن وجوهنا

في خرائط العنكبوت

كان اذار لوح أعيادنا

كانت السنابل

 تثمر بالحليب

وادم يركض في الطين

وطفولتنا غريقة

بالحزن والأشنات

حين كانت

تغيب الشمس

نشتاق الى البطاطا المسلوقة

والبصل والكرفس

نحضن خوفنا

من الخوف

مع النجوم الراكضة

في كبد الزرقة

كن ندرك

أن آدم لا يشبهنا

وأن قائين قتل هابيل

أم هابيل قتل قائين

بسبب معصية

او تفاهة

او محبة ملفقة بالعبث

سمعنا أن ادم

شطر الخلق

أصناف من الوجوه

قرأنا أن ادم مات

وان روحه أختفت

في المجهول

عن ماذا نتجاذب

في التعاويذ

وسر قيامتنا متفونة

في الموت

نخاف الريح

حين تعوي

نخاف السفر

 دون معنى

هي أصواتنا  الآن

مبحوحة

 لم يعد لها محبرة

في الترانيم

أو الشجر

 وروح النواقيس واليمامات

أباؤنا كانوا طعاما

للحروب

أبناؤنا هودج

 لخاصرة الريح والعجاج

كيف أرث النور

والكوابيس

نفق طويل

 

المشـاهدات 36   تاريخ الإضافـة 20/04/2025   رقم المحتوى 61807
أضف تقييـم