
![]() |
نافذة من المهجر المبالغة في عمليّات التجميل .. حلّ أم مشكلة ؟ |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل لافت للنظر , عمليّات التجميل التي أجريت لنساء من أعمار مختلفة , وبعض هذه العمليّات كان مبالغاً فيها , ولا أريد الخوض في تفصيل هذه المبالغة , لأنها قد تدخل في ما لا أحبّ الحديث عنه , لأن هدفي من هذا المقال , ليس إدانة ظاهرة أو انتقاد رغبة شخصيّة , بل للحديث عن جدوى الذهاب إلى فعل هو بمثابة الموضة التي تجاوزت اللبس والمظهر , إلى الملامح الخاصة وطبيعة الجسد , وهذه الأمور تستدعي الوقوف عندها وتأشير مضارّ الذهاب إليها وأيضاً ما تتركه من أثر في النفس . يقول الباري عزّ وجل " بسم الله الرحمن الرحيم ..لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " .. وهذا الخلق الذي أنعم الله به علينا هو السمة التي تعطينا الملامح الخاصة التي تميّزنا عن الآخرين , وإن حصل أن تعرّض أحد ما – لا سمح الله – لما يقلّل من قبول شكله فإنه يلتجئ إلى الحلول التي ترمّم ما يمكن أن يعود لوضعه الطبيعيّ , الذي يتناسق مع الجسم البشريّ ... لستُ داعيّة لمثاليّة لا أحبّ أن أتمثّل بها , فالزهد في ترك شكل الفرد كما هو عليه لا يمكن أن يحدث في مجتمعنا والمجتمعات التي تتعامل مع التطوّرات التقنيّة والعلميّة الحديثة , ولكن لكلّ شيء حدود ولكلّ ممارسة طقوسها ومبرراتها المقنعة , وهذا يعني أنني مع الاعتدال في كلّ شيء وخصوصاً في زينة المرأة وعمليّات التجميل التي تخضع لها , وما وجدته هنا في أوربا حيث أقيم , أن النساء الأوربيّات بعيدات عن الزينة المبالغ فيها أو التبرّج الصارخ على الرغم من مساحة الحريّة التي يتمتعن بها والتي لا يمكن أن نجد نظيراً لها في معظم دولنا العربيّة والإسلاميّة ومنها وطني العزيز العراق , الذي يقيّد المرأة بقيود عديدة .... أن تتجمّل المرأة فهذا حقّ لها , وفي هذا التجمّل والزينة محددات شرعيّة واجتماعيّة لستُ بصدد التذكير بها فهي في غاية الوضوح , ومع هذا فإن هناك ذوقاً يتناسب أولاً مع سنّ المرأة وحالتها الاجتماعيّة ومكانتها في المجتمع إضافة إلى طبيعة عملها , وهي اعتبارات أراها طبيعيّة وتزيد من احترام المرأة كلّما راعت هذه الجوانب في زينتها وسلوكها وأسلوب تصرّفاتها ... والذي يثير دهشتي حقّاً , وليس في بالي نموذج ما أو امرأة بعينها , هو خضوع بعض النساء لعمليّات تجميل لسن بحاجة صحيّة أو حتى جماليّة لها , وأحياناً أقرأ عن فشل بعض عمليّات التجميل , الأمر الذي يسبب الأذى وربّما تشويه المكان الذي يتعرّض للعمليّة التي هي ليست بسيطة حتماً . إن جمال المرأة الحقيقيّ هو في التعامل مع طبيعتها , ببساطة لا بتكلّف , ففهم البشرة والقوام وما يتناسب معهما من مكياج بسيط متناغم مع الشكل , وكذلك متّفق مع الحياة التي تعيشها المرأة وسط بيئتها ومجتمعها وعائلتها ... سأقول عكس ما ذهب إليه القول الشهير الذي ذهب مثلاً يردد دائماً وهو ينسب لإعرابي : فهل يصلح العطّار ما أفسد الدهر , فأقول : وقد يصلح العطّار ما أفسد الدهر , على سبيل الطرافة والمزحة , فأن التطوّر العلميّ الحديث وفّر إمكانات لزهو الحياة وإظهار الفرد بأجمل صورة وأبهى مظهر , وبمعالجات معقولة ومقبولة وليست نشازاً كما هو الآن في عدد غير قليل من الحالات التي تدعو حقّاً للاستغراب والتساؤل وحتى الانتقاد , وخصوصاً تلكم النسوة اللائي أجرين عمليّات تجميل لا تتناسب مع أعمارهن فبدون بمظهر أقلّ ما يقال عنه أنه غير لائق .... على العموم هي ملاحظات محبّة ووجهة نظر شخصيّة مع تأكيدي على احترامي للجميع . |
المشـاهدات 66 تاريخ الإضافـة 25/04/2025 رقم المحتوى 62085 |