
![]() |
الشهيد في القصيدة العربية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
سامي ندا جاسم الدوري قال سبحانه وتعالى: ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) . كلمة شهيد مشتقة من الجذر الثلاثي شهد، ويقال أستشهد أي طلبت شهادته لتأكيد خبر قاطع أو معاينة، واستشهد في سبيل كذا أي بذل حياته تلبية لغاية كذا. والشهيد في الاصطلاح الشرعي: من مات من المسلمين في سبيل الله دون غرض من الدنيا بشكل أساسي يطلق لقب الشهيد .وفي الإسلام من يقتل أثناء حرب مع العدو، سواء أكانت المعركة جهاد طلب أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها، أم جهاد دفع أي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين. وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قُتل دون دينه فهو شهيد ومن قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قُتل دون دمه فهو شهيد ومن قُتل دون أهله فهو شهيد). وكذلك من مات غرقاً أو حرقاً فهو شهيد . قال عادل البعيني / يا فارساً عرشَ العُلا تتربَّعُ صُمُّ الجبالِ أمامَ عزمِكَ تَركعُ أذللْتَ حُبَّاً للحياةِ ونزعةً وَهَببْتَ طوعاً عنْ دِيارك تَدْفعُ ظَمِئَتْ جراحُك للعُلا فسَقَيْتَها نبلاً ومَجْدا بالشَّهادَةِ يُتْرَعُ وَسَعَيْتَ للأَمجادِ تَطْرُقُ بابَها بابُ الشَّهادةِ خير بابٍ يُقْرَعُ وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/ ( للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه ) . نعم الشهداء هم عون الوطن وسنده وأمانه، فلولاهم لضاع الوطن، ولضاعت الأرض واستبيحتت الأعراض. والشهداء لهم مكانة ومنزلة مميزة عند الله تعالى ولهذا وعدهم الله بالدخول إلى جنته بدون حساب، لهذا فإن الشهداء لهم مكانة مميزة داخل قلوبنا وهم يستحقون منا كل الاحترام والتقدير . قال بدر شاكر السياب / شهيد العلا لن يسمع اللوم نادبه وليس يرى باكيه من قد يعاتبه طواه الردى فالكون للمجد مأتم مشارقه مسودة ومغاربه فتى قاد أبناء الجهاد إلى العلا وقد حطمت بأس العدو كتائبه فتى همه أن يبلغ العز موطن غدا كل باغ دون خوف يواثبه والشهيد هو الشخص الذي ضحى بروحه، ونفسه، وحياته لأجل رفع كلمة الله تعالى وإعلاء شان دينه، فالشهيد هو من يأبى الظلم والاستعباد، وهو من آثر الموت على الذل والهوان، وهو من يصنع المجد والكرامة والتاريخ، وقد اعد الله أجراً عظيماً للشهيد ورفع منزلته ومكانته، فالشهادة شرف لا يناله إلا من كانت نيته خالصة لله، وقلبه نقي من الرياء . قال جبران خليل جبران / اليوم يوم مصارع الشهداء هل في جوانبه رشاش دماء لله غياب حضور في النهى ماتوا فباتوا أخلد الأحياء أبطال تفدية لقوا جهد الأذى في الله وامتنعوا من الإيذاء بعداء صيت ما توخوا شهرة لكن قضوا في ذلة وعناء عُرف العرب والمسلمون ببطولتهم وشجاعتهم أمام أعداء الأمة على مر العصور, مستمدين هذه الشجاعة من طبيعة بيئتهم ثم من عقيدتهم الإسلامية بعد دخولهم في الدين الحنيف. ولأجل ذلك مجّد الشعراء العرب على مر التاريخ البطولة والإقدام والتضحية ولا سيّما حين يصل الأمر بالمرء إلى التضحية بنفسه في سبيل الله والوطن أي إلى الشهادة. قال احمد شوقي / ركزوا رفاتك في الرمال لواءَ يستنهض الوادي صباح مساء يا ويحهم نصبوا مناراً من دم يوحي إلى جيل الغد البغضـاء الشهيد إنسان ضحّى بكينونته من أجل أن يبقى الوطن كريماً، ومن أجل أن يعيش أهله وشعبه بكرامة وشرف، لا يرقى إليه نور ولا أدب ولا شعر. لأنه ذلك الذي مضى من أجل أن نبقى نحن. وهناك من الشعراء من حاول أن يتشرّف بالكتابة عنه، وهناك من امتلك الموهبة فكتب عنه، وهناك من لم يستطع أن يصل إلى عظمة هذا الإنسان .أن الشهيد أسمى البشر. كما فعلت الشاعرة نبوغ أسعد التي تخيّلت موكب الشهيد وهو يشق طريقه في السماء بعدما ألفته، وهو يدافع عن كرامة الوطن، فقضى من أجله. واعتبرته في مقدّم كل الكائنات فقالت في قصيدتها إلى الشهيد / كأنك قد صعدت إلى السماء على جنح جميل من ضياء يسير الغيم خلفك في دلال وتمشي الشمس ترفل في الحياء تمدّ الروح في الدنيا وتمضي فتجعلها سبيلاً للعلاء أيجرؤ ابن أمّ أو غريب فيجهر بالضغائن والعداء وحول الأرض شيء لا يضاهى وسور قد تسامى بالدماء لقد جعل الله سبحانه وتعالى للشهادة قيمة رفيعة، وللشهداء منزلة عليا. وعلى مدار العصور كان للشهادة والشهداءِ مكانٌ مرموق في ديوان الشعر العربي .قال الشاعر عبدالرحيم محمود / سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى فـإمـا حياة تسر الصديق وإمـا مـمات يغيظ العدى ونفس الشريف لها غايتان ورود الـمنايا، ونيلُ المنى الشهيد بمکانة في ديننا الإسلامي، الأمر الذي انعکس بصورة مباشرة على التراث العربي برمته، حتى أصبح الأدباء والشعراء يتغنون بالشهيد والشهادة في سبيل الله، ويرسمون للشهيد المشاهد الجميلة التي تنبع من ذلك الإيمان الراسخ بقيمته عند الله، ومکانته في الإسلام وعلى حد سواء . قال احمد شوقي / ولـلأوطـان في دم كل حر يـد سـلـفت، ودين مستحق ومن يشقي، ويشرب بالمنايا ولا يـدني الحقوق، ولا يحق ولا يـبني الممالك كالضحايا إذا الأحرار لم يسقوا، ويسقوا فـفـي القتلى لأجيال حياة وفي الأسرى فدى لهمو وعتق |
المشـاهدات 18 تاريخ الإضافـة 29/04/2025 رقم المحتوى 62308 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |