يعد التأمين الصحي نظاما عالميا اعتمدته دول عدة في العالم منذ زمن بعيد ، ونجحت فيه نجاحا باهرا ، وهو بطبيعة الحال له انعكاسات إيجابية على الفرد والمجتمع وعلى الفتاة المجتمعية كافة.

والعراق على حداثته في تجربة التأمين الصحي التي شرعت فيها وزارة الصحة العراقية لفئات محددة وستعمم التجربة بحسب تصريحات وزارة الصحة ومسؤوليها مؤخرا رويدا رويدا سعيا منها لتكريس وتعضيد هذه التجربة بشكل عام وهي خطوة وان كانت متأخرة لكنها مفيدة وناجعة بالمعنى العام ولكن هل ان وزارة الصحة العراقية قد وفرت الارضية التامة والامور الفنية واللزجستية والدوائية لاجل توسيع هذه التجربة وانجاحها حيث تتطلب ، كما هو معروف ومعلوم لدى المختصين من جهة ولدى عامة الناس من جهة اخرى بنية تحتية ملائمة من مستشفيات مكتملة ومراكز تخصصية نوعية ومختبرات طبية متطورة واجهزة فنية وطبية متقدمة وكذلك توفير علاجات دوائية مختلفة وكافية للمنضوين تحت لواء التأمين الصحي كما لابد من توفير الأطباء الاختصاصيين والكوادر الطبية الاخرى التي يمكن لها ان تغطي هذه الاعداد الكبيرة من فحوصات وتشخيصات واجراء العمليات ، وهل ان المؤسسات الصحية الحكومية والاهلية   والتفصيلات التي ذكرت هي تغطي وتكفي لاجل إنجاح التجربة بالقياس وبالنظر الى الواقع الصحي الحالي بمختلف تفصيلاته وتشعباته ومشكلاته الحالية حيث لايمكن ان نغض النظر عن المشكلات التي يعاني منها الواقع الصحي في العراق حاليا وهي كبيرة ومتراكمة وتحتاج إلى جهود كبيرة لتحسينها والارتقاء بها إلى وضع يمكن ان نقول عنه مقبول وليس متطور لان ذلك يحتاج الى وقت اكبر وجهود اكثر وارادة اكبر وتخصيصات مالية اكثر ،  حين يكون الواقع الصحي المقبول يمكن لنا ان ننطلق الى افاق التأمين الصحي ومدياته التي يمكن من خلالها دعم الفئات المجتمعية المختلفة ولاسيما الطبقات الهشة بممن هم بمستوى خط الفقر  ودونه والطبقات الوسطى وعند ذلك وبحسب رؤيتنا يمكن ان يكتب النجاح الكبير لتجربة التأمين الصحي في العراق وهذه ليست رؤية تشاؤمية حيال تجربة التأمين الصحي ولكن هي محاكاة للواقع الصحي الحالي في العراق ومدى ملائمته لتحقيق هذه التجربة المفيدة والناجعة والضرورية في المجتمعات كافة ، فهي تحتاج إلى مستلزمات وركائز نجاح معروفة وهي ليست حالة اعلامية او فقرة من فقرات البرنامجةالحكومي ولكن أن تبدأ بها افضل من أن لاتبدأ لكن الضرورة القصوى ياوزارة الصحة هي توفير الأرضية الملائمة لها وهي غير موجودة حاليا في العراق بحسب الواقع المعيش .