
![]() |
فوق المعلق كركوك ازمة الأزمات |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
"هناك ما يمكن تسميته ب صراع الهويات في كركوك المحافظة التي يشترك في العيش والسكن فيها اغلب المكونات الرئيسة في العراق ، وهنالك من يتحدث على أنها جزء من كردستان وهويتها كردستانية ، وهناك من يتحدث عن هويتها التركمانية، وهنالك من يتحدث عن هويتها العربية وأيضا اتجاه عالي يتحدث عن عراقية كركوك كون الهوية العراقية التي تعلو على الهويات الفرعية ، وهذه الثقافة المفترض أن تسود في كركوك, في وقت فان بعض المراقبين يرى في كركوك صراعا مركبا على هويتها القومية والطائفية ، وهذا الصراع على الهوية يجعل كلا الأطراف السياسية الممثلة للمكونات الشيعية والسنية، والأقليات في حالة من عدم التوافق تقود للصراع على المحافظة، ومحاولة مسك مراكز النفوذ في هذه المحافظة ، ويتعدى الحال. كركوك ليذهب إلى ديالى اللصيقة بأزمتها ، حيث يمكننا القول أن هنالك مشتركات ما بين كركوك وديالى من حيث البعد الاجتماعي في الصراع على هاتين المحافظتين ، هو الذي تسبب في عدم الوصول الى توافق سياسي نهائي يفضي إلى تاخر تشكيل مجالس المحافظتين قبل عام، من دون حساسية الطائفة والقومية معاً ، وتوفير قدرة الحسم لاي طرف من الأطراف ، على حساب الأطراف الأخرى ،وتغليب المصالح الوطنية على الطغوط والأجندات الخارجية،
ولابد من التنوية لمحصلات الدولة الهشة ، في البلاد ،تلك المحصلات التي تراكمت خلال التاريخ الحديث والمعاصر في العراق، و مازالت تضغط على مجمل الفعاليات العراقية التي تلت العام 2003 فالدولة العراقية باتت هشة، وغير قادرة على حسم ملفات كثيرة ، محكومة بعوامل وتحديات ذاتية وموضوعية ، تتخطى الدستور المصوت عليه في العام 2005 ، بالأغلبية المشاركة رافقه اعتراضات مكومات أخرى، لم تحسم حتى الساعة ، وجدت نفسها في سياق جديد للحكم، اعقب حقبة الديكتاتورية التي عاشها النظام العراقي عقودا ً طويلة ، قبيل العام 2003، و بعيد حرب طائفية شرسة تفجرت العام 2006 بعد التفجير في سامراء ، وقد يشترك الكثير من المراقبين العراقيين بأن ازمات البلاد هناك طرف ثالث من يؤججها غالباً من دول إقليمية وأخرى كونية ، تقاتلت لمد نفوذها في العراق، مستغلة الفراغ السياسي الكبير، الذي خلفه السقوط السريع للنظام السابق، وحل المؤسسات الرئيسية ( الحارسة ) للدولة العراقية كالجيش وأجهزة الامن، مما سهّل الاختراق الشامل للبنية المجتمعية العراقية، وزاد الطين بلة، فساد الحكم الجديد، الذي انهمك في الاستحواذ والانتقام ومنح الرتب لغير المؤهلين في إدارة الدولة، افرز تناقضات يدفع ثمنها المجتمع الحالي بعد أن أنتهبت الدولة، وحلت أجهزتها الرئيسة ، في سابقة غير معتادة في الأعراف الدولية، وهي مسؤولية الإباء المؤسسين للنظام الجديد . وتأتي ازمة وكركوك في سياق ( ضرس الحصرم ) بعد خطايا الإباء المؤسسين للدولة العراقية الحالية، التي تتشكل من جديد ، ولكن خارج منطق تاريخ العراق وقيمته كدولة مركزية قوية ، وتناحر وتقاطع المصالح السياسية والمالية، وشراهة الاستحواذ على الميزانيات والعائدات النفطية، وتهريبها المكشوف من قبل الإقطاعيات السياسية ، التي تشكل محركا شرسا ً لفرض النفوذ ، و يرى الباحث أحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي واستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد : ( اشرّ تأخر كركوك عن حسم موضوع توزيع المسؤوليات، في مجلس المحافظة واختيار المحافظ، يعود لخصوصية هاتين المحافظتين، كونهما مكونة من قوميات مختلفة، ووجود أحزاب متناحرة على المال والسلطة ، تصطدم مشاريعها السياسية بشكل كبير جدا، وعدم قدرة أي من الأحزاب التي خاضت الانتخابات المحلية من تحقيق اغلبية يمكن ان يؤهلها للاختيار ،فضلا عن كون الأحزاب السياسية تعيش صراعا بينها،، وعلى الرغم من وجود شبه اتفاق ما بين الاتحاد الوطني الكردستاني( طالباني) وما بين الديمقراطي الكردستاني (بارزاني)، لكن الخلافات ماتزال مؤثرة في عدم حسم الاختيارات، مع الاخذ بنظر الاعتبار الصراعات ما بين المكونات السياسية، وهي مكونات مجتمعية، وهذا الصراع يعود لجذور عميقة لم تحل حتى الان ، فما تزال أزمة الثفة بين المكونات والأحزاب السياسية حاضرة ويمكنني القول أن كركوك محافظة( خلاف عقائدي ) فهي باتت تعد جزءاً من عقيدة سياسية وبالتالي من الصعب على القوى أن تتنازل عن عقيدتها السياسية ، فهي بالنسبة للكرد قدس الاقداس ، مثلما يصرح الاتحاد الوطني الكردستاني، فالعرب لازالوا يعتقدون بأنهم يخوضون صراع وجود في كركوك وبالتالي التخلي عن منصب المحافظ وبعض المسؤوليات يؤذي وجودهم ، كذلك الصراع العربي – الكردي هو أمر واضح، لكن التداخل مع الاجندات الخارجية، هي جزء من عملية التعقيدات الحالية ، وفي كركوك أيضا هناك تداخل تركي فالأخيرة مازالت تنظر الى كركوك على انها جزء من مبنياتها لحماية التركمان ، وهذا الصراع بمجمله مع التمدد الإقليمي على مستوى كركوك وكذلك ديالى ساهم في عملية التأخير الذي شهدناه قبل حسم ادارتها ،،قبل عام ) ، واليوم يبرز صراعا حول تصريحات يطلقها بعض القادة الكرد يرافقه رد فعل من شيوخ القبائل العربية ، في محاولة تاجيج صراعا ما يسبق الانتخابات ويمهد لازمات معيقة . ويتناغم مع المناكفات السياسية التي يتوقع ارتفاع حدتها قبل الانتخابات المقبلة . |
المشـاهدات 61 تاريخ الإضافـة 07/05/2025 رقم المحتوى 62604 |