النـص :
في أزقة الزمن، بين ضباب الذكريات والحاضر والمستقبل، هناك مكان، ليس كأي مكان؛ لكنه كان حلمًا غير مكتمل كان في الهواء عبير الأرض التي لم تطأ قدمايها يومًا، وفي السماء عيون ساطعة تكشف أسرارًا لم أتمكن من معرفتها بعد.لا هو بعيد بما يكفي لأتخلص من شعوره، ولا هو قريب بما يكفي لأحققه، ذلك المكان، حيث يلتقي التراب بأحلامي، حيث الماء يأخذني في رحلة لم تكتمل بعد، حيث "بوابة الغفران" بردائها الأبيض كانت الأمل،وحيث السكينة هي الحلم الذي ضاع في غياب الزمن، وسُرق من قلبي دون أن أشعر به كاملاً بين يدي، ذلك المكان الذي كلما رأيته في عيون الآخرين، شعرت أن روحي هناك تسبقني تركض نحوه وتبكي شوقًا على أبوابه.هناك، حيث الحنين لا يُفسَّر، حيث الدعوات تُرفع دون كلام، وحيث التوسل لا يحتاج إلى لغة. هناك حيث تموت الأسئلة وتولد الطمأنينة في أعماق القلب؛ لكنني محكوم بواقع الحياة، بقيت بعيدا عنه، بعيدا عن تلك اللحظات التي كنت أنتظرها في كل عام.تظل الصورة في ذاكرتي مغلفة بأمل وألم معا؛ لأنني ببساطة لم أُحظَ بشرف دعوة اللاهية لزيارة هذا المكان، ورغم الغياب ما زالت روحي ترتدي (إحرام الشوق) وما زال قلبي يطوف في صمت حول حلمٍ لم يكتمل.
|