
![]() |
الإعلام عندما يكون في أيادٍ غير أمينة! |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
لا يختلف اثنان على أن للإعلام دورًا محوريًا وأساسياً في المجتمع، بوصفه وسيلة رقابية وتشخيصية، ومرآةً لكشف الحقائق ونقل الوقائع. غير أن هذا الدور النبيل لا يكون ذا قيمة أو معنى ما لم يُمارَس بأمانة ومصداقية. فالإعلام الحقيقي رسالة سامية، لا تقل قدسية عن الرسالات السماوية من حيث غايتها في نشر الحقيقة والنور بين الناس.ولعل في الحديث القدسي الشريف: "كنت كنزًا مخفيًّا، فأردت أن أُعرَف، فخلقت الخلق فبه عرفوني" ما يشير إلى أن الغاية من الخلق هي المعرفة، والمعرفة لا تتحقق إلا من خلال العمل، والإنجاز، والتبليغ الصادق. وفي هذا السياق، يمكن أن نرى تشبيهًا رمزيًا بين الأنبياء الذين أوكلت إليهم مهمة تبليغ الرسالات، وبين الإعلاميين الذين تقع على عاتقهم اليوم مهمة نقل الحقيقة للناس، مع فارق التوصيف والمقام بطبيعة الحال.الإعلامي الذي يحترم نفسه أولاً، ويترفّع عن التزلف والمداهنة، هو بلا شك أقرب ما يكون إلى صورة المبلّغ الأمين. أما الإعلام الذي تتسلل إليه الشكوك وتحوم حوله ملفات الفساد، فهو لا يمثل هذه الرسالة الشريفة بأي حال من الأحوال، بل يتحول إلى أداة تضليل وخداع، ويصبح خطرًا على المجتمع أكثر مما هو منقذ له.فالإعلام عندما يكون في أيادٍ غير أمينة، يصبح أداةً للهدم بدل البناء، ويخدم أجندات شخصية أو سياسية على حساب الحقيقة والمصلحة العامة. وهنا يكمن الخطر الحقيقي، إذ يفقد الناس ثقتهم بما يُنقل إليهم، وتضيع البوصلة الأخلاقية التي يجب أن تقود الإعلام في مسيرته.إن ما نحتاجه اليوم هو إعلاميون أصحاب ضمير، لا يخافون في قول الحق لومة لائم، ولا ينحنون أمام النفوذ أو المال. إعلاميون يحملون رسالتهم بشرف، ويضعون مصلحة المجتمع فوق كل اعتبار. ولنا مقال قادم إذا استُوحِب الأمر نوضح فيه بشكل لا يدخله الشك الأدوار المشبوهة لبقايا البعث وما خلفوه من فساد بصفتهم الإعلامية. |
المشـاهدات 30 تاريخ الإضافـة 11/05/2025 رقم المحتوى 62737 |