
![]() |
على ورق الورد دبلجة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : الدراما التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية المحببة , هي دراما إثارة وتشويق بامتياز , وقد لعب العاملون على انتاجها وأدائها أدوارا في غاية الحساسية والحرفية لشد المشاهد وجعله مدمنا متابعا لنسق الأحداث وتصاعدها المدهش , ولعل المسلسل الشهير "وادي الذئاب" خير دليل على ما ذهبت ًُ إليه , حيث تتواثب الأحداث والمفاجآت وهي تثري سياق العمل وتجذب المشاهد لتجعله جزءا من الهاجس العاطفي المتفاعل مع الأبطال , فتراه يحب ويكره وينفعل , ويبكي ويضحك ويشتم ويشجع , لأنه يصبح متداخلا مع الحدث , منتميا إليه في الكثير من اللقطات والمشاهد الدرامية عالية الصنعة . وبغض النظر عن قيمة المسلسلات التركية المدبلجة ومحتواها الفكري والاعلامي , فإنها نجحت نجاحا باهرا وهيمنت على ذهن المشاهد وحققت حضورا مهما في عالمه اليومي , ولعل شخصية مثل شخصية "مراد علم دار " في وادي الذئاب , لن تنسى بسهولة , وربما تأثر بها الكثير من الشباب معتبرا إياها الشخصية "السوبر مان " التي تمثل جوانب الخير والشجاعة ومحاربة الظلم , وبهذه الصفات فقد حقق الشاب الشجاع قويّ الشخصية الواثق من نفسه المحبوب , وأعني مراد علم دار حضورا طيبا بين أوساط الشباب وصار الكثير منهم يسعى لتقليد بعض سماته وبعض حركاته وكذلك ملابسه وسيارته وأشياء أخرى كثيرة , وهذا التأثر يذكرني , أنا وأبناء جيلي بالموجات الفكرية التي اجتاحت مرحلة شبابنا , ولعل أبرزها "الوجودية"التي ربطت بسارتر , وحين قرأت ثلاثيته الشهيرة "دروب الحرية " وجدتني متأثرا بشخصية بطله وعلى ما أتذكر الآن أن اسمه "ماتيو" , كنت حينها طالبا في الصف المنتهي من الدراسة الاعدادية , وقد أبصرت العالم من خلال الأفكار التي قرأتها وتأثرت بها متناغما مع عدد من أصدقائي المهووسين بالفكر والحوار الثقافي , وقد كنا نتبادل الكتب النافرة التي تعطينا وهجا من فكر وتدلنا على مناطق خصبة في الوعي , تؤثر على مسارات حياتنا وطبيعة تفكيرنا وتعاملنا مع المجتمع .
إن التأثّر بالنموذج , والانقياد إليه يعدّ ذا حساسية خاصة , ذلك أنه ينطوي على بعدين الأول إيجابي , باعتبار النموذج المشار إليه"مراد علم دار " ينطوي على قيم مثالية في الخير والمحبة والشجاعة , والثاني سلبي لأن نموذجه ينأى بالفرد بعيدا عن واقعه ويعبر عن ممارسات سلبية لها محاذيرها في الأداء , كما بيّنت ذلك ظاهرة "الايمو" المثيرة للجدل , والظواهر المستقاة بعمى من الحياة الغربية التي قد تبرر لأبنائها بعض السلوكيات , لكننا نجدها غريبة علينا ولا تناسب عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا .
وعلى العموم , فأن المسلسلات التركية وفي مقدمتها "وادي الذئاب " المسلسل الذي , يبدو أنه لا يريد أن ينتهي , هي مسلسلات هادفة , ولها رسائلها وشفراتها التي نجحت في تحقيق وإيصال الكثير منها إلى ملايين المشاهدين كما نجحت في شغل ذهن هؤلاء الذين وجدوا في أحداثها شغلا شاغلا لهم ومعبرا مثيرا عن هواجسهم , ولعلي شخصيا حاولت عدم الانصياع لماذهب إليه تيار الاعجاب بها , لكنني في النهاية وصلت إلى قناعة لا جدال فيها أنني من جمهور هذه المسلسلات , ومن متابعي "مراد علم دار" ولكن من الصعب أن أتأثر به , كون هواجسي وانشغالاتي وانفعالاتي , بعيدة عنه , لكنني معجب محب له . |
المشـاهدات 60 تاريخ الإضافـة 11/05/2025 رقم المحتوى 62776 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |