الثلاثاء 2025/5/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 37.01 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق (يهوذا) بين العرب والمسلمين (3 ـ 4)
في الهواء الطلق (يهوذا) بين العرب والمسلمين (3 ـ 4)
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

 

 

ومنذ القدم, كان معروفا ان التفاهة تخشى الرجاحة, وان التخلف يقاوم التقدم, وان الدونية تتطاول على العبقرية, وان الخيانة تقاتل الشرف, وان السوء يمكر بالحق.

فتجمع شمل اعداء الحضارة العربية -الاسلامية, من شتى الاصناف, ولم تكن انتقامية الاعداء ذات حدود معينة, بل كانت انتقامية هائلة تكشف عن احقاد تاريخية متأصلة لا تهدأ لحظة بل تزداد ضراوة, ان قوة الهجمات الوحشية ضد العرب والمسلمين عبرت بنفسها عن مدى الكراهية المقيتة للنور العربي الذي اضاء بقاعاً خامدة واحيا اوضاعاً سياسية واجتماعية غارقة في السبات العميق. وبحسب رؤية السيد جاسم فقد اتفقت جميع القوى البربرية, العدوانية على امر واحد, مع انها كانت مختلفة, ومتباعدة فيما بينها, ذلكم هو تمزيق وحدة الامة العربية, ووأد الحضارة العربية, باحتلال الاجزاء الاستراتيجية من الوطن العربي الكبير, الذي يثير ردود فعلهم المنطلقة من قصورهم التاريخي ازاء وطن الحضارات العجيبة, الخالدة.

اي وطن واسع وعظيم احتوى بشموخ حضارة وادي الرافدين, وحضارة وادي النيل, وحضارة فلسطين, وحضارة اليمن (السعيدة!) وحضارات الشام, والمغرب, والمرحلة الذهبية في الاندلس وضخ حزماً هائلة من الاشعاعات الثقافية نحو مشارق الارض ومغاربها؟ انه الوطن العربي.

ويدخل موضوع الوحدة الجغرافية ووفرة الموارد الطبيعية والثروات المعدنية والزراعية والاقتصادية ووحدة اللغة والديانة والتصاهر والتقارب ضمن لولب التآمر الاجنبي الساعي لتمزيق الوحدة العربية ـ الاسلامية ، و ان زرع الاحتلال الصهيوني في قلب الوطن العربي اشبه بمرض السرطان في جسم الوطن ، هذا المرض الخبيث الذي بدأ يتسرب الى الاوطان العربية ليشل من قدراتها ويفكك من بنيتها ويصيب المجتمع بخمول جراء السياسات المتبعة والتخاذل من السلطات الحاكمة المطبعة او التي تتظاهر بالعروبة والاسلام شكلاً بينما من الباطن هي سبب تمزيق الامة والازمات الناشبة بين المجتمع وزرع روح التفرقة والتنابز فيما بينه. ويؤشر ان اعداء الامة العربية والاسلام صمموا ان يوجهوا الضربات الغادرة ضد المركز العظيم للثقل الحضاري المدوي, فكان ان اتحد الاعداء من كل الجهات, ضد الوجود العربي, والتقى الصليبيون والمغول في مؤامرة لا مثيل لها هدفت الى سحق الحضارة العربية نهائياً, في حين لم يكن هناك رابط قوي يجمع الطرفين, سواء في حججهما وشعاراتهما, او في منطلقاتهما الدينية والسياسية.

ان الدرس الذي تعرفه موجات العداء الاسطوري للامة العربية والاسلام, كما ينبغي ان يعرفه العرب انفسهم, هو ان الطريق الوحيد لاذلال الامة العربية والاسلام, وتقديم الجزية جراء شروق مجد العرب على بقاع عديدة في العالم لمراحل تاريخية طويلة, يتمثل في احتلال الاراضي العربية الحساسة لانتزاع مصادر القوة من الجماهير العربية, التي تقف الارض في مقدمتها, ففي باطن الارض تتركز الثروات المعدنية والخيرات, وعلى سطحها تتحرك قوة التاريخ وامكانات الانبعاث الحضاري والتجدد والصيرورة الثورية.

 

المشـاهدات 51   تاريخ الإضافـة 12/05/2025   رقم المحتوى 62809
أضف تقييـم