الأحد 2025/6/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 40.95 مئويـة
نيوز بار
القمم العربية بيانات خضراء ونتائج رمادية
القمم العربية بيانات خضراء ونتائج رمادية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

 

 

في كل عام، ينعقد ما يُعرف بـالقمة العربية، حيث تجتمع الوفود الرسمية في اعلى المستويات في أحد العواصم العربية، تتبادل كلمات الترحيب وتتداول خطب المديح اوالنقد،

حوارات مفتوحة وأخرى  مغلقة

وتصدر قرارات موحدة في الشكل، لكنها غالبًا ما تبقى معلّقة في سماء الخطاب السياسي دون أن تلامس أرض الواقع العربي المليء بالأزمات

مرّت عقود على أولى القمم،  حيث  كان أول مؤتمر للقمة العربية عام 1946، بدعوة من الملك فاروق ملك مصر

وتوالت اللقاءات، لكن السؤال الأهم مازال قائما  ماذا تحقق من كل هذه القمم؟ وما الذي تغيّر في حال المواطن العربي

اليس من المفروض  أن تكون القمم العربية  في أعلى مستويات التنسيق بين الدول العربية، ملتقى لصنع القرار المشترك، ومجالًا لترسيخ التضامن العربي وحوارات مجدية تساهم في تغيير الاحوال و تصنع الغد الأفضل لكن الواقع، كما يعيشه المواطن العربي، يحكي قصة مغايرة مقاطعات  واختلافات

قرارات لا تجد طريقها للتنفيذ صمت رسمي تجاه القضايا الملتهبة  خطابات إنشائية تتكرر بتكرار الأزمات.

بل بات واضحًا أن هذه اللقاءات تتحول عامًا بعد عام إلى مجرد مناسبة بروتوكولية، تستعرض فيها الدول المضيفة قدراتها التنظيمية والأمنية ، وتُقدَّم فيها الزهور على طاولات يغيب عنها  الاتفاق والحسم والقرار السيادي المستقل ، وتأتي اليوم القمة الرابعة والثلاثون  في بغداد، وهي تشهد  حال عربي  مضطرب بل يرثى له  في ظل أزمات مختلفة ومعها تظل الآمال معلقة بأن تكون هذه القمة منعطفًا جديدًا في العمل العربي المشترك، خصوصًا في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحولات سياسية واقتصادية ،ويتزامن عقد هذه القمة مع الحضور الإقليمي والدولي اللافت من خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للمنطقة، وقيادته لملفات الشرق الأوسط بمنطق فرص القوة والقرار و عقد الصفقات الاستثمارية والهبات ورفع العقوبات والوعد بتأهيل النظام السوري الجديد بعد سنوات من العزلة والمعاناة التي عاشها الشعب لفترة طويلة، وهنا نعيد طرح التساؤل مجددًا: هل ستبقى القمم العربية شاهدة على الأزمات فقط، أم فاعلة في حلها ؟ اليس المواطن العربي

هو المعني الأول بكل ما يصدر عن هذه القمم، لكنه مع تكرار ذات الحدث وبدون نتائج ملموسة،  بات ينظر إليها بعدم اهتمام، وكأنها لا تعنيه. فقد فقدت هذه اللقاءات بريقها وتأثيرها لدى الشارع العربي الذي يعيش الأزمات الاقتصادية، والنزاعات المسلحة، وفقدان الثقة بالمؤسسات الإقليمية.

فأين قرارات القمم السابقة من دعم اللاجئين، من قضية القدس ودمار غزة ،  من وضع اليمن وحرب السودان. ومصير ليبيا من التشرذم العربي، من دعم التعليم والصحة والتنمية المستدامة؟

أم أن المواقف العربية باتت تُدار من خارج الطاولة العربية،

القمم العربية لا تزال تنعقد، لكن الآمال لم تعد تنعقد عليها كما كانت. وقمة بغداد بكل مؤشراتها  تحيل إلى ذات المآل فهي مجرد صفحة أخرى تضاف إلى سجل القمم التي حضرت فيها الكلمات وغابت فيها الإرادة.

فهل ننتظر قمة جديدة… أم ننتظر وعياً عربيًا جديدًا ..؟

المشـاهدات 271   تاريخ الإضافـة 17/05/2025   رقم المحتوى 62940
أضف تقييـم